مقالات
وضوح الرؤية و اليوم التالي
محمود موالدي 2 تشرين الثاني 2024 , 05:12 ص
محمود موالدي
تتسارع وتيرة الأحداث الميدانية و تتسع معها مساحة النار، بالتزامن مع الحلقات المتتالية للمسلسل الأمريكي الطويل ( جهود وقف النار أو التهدئة ) لتتجلى معالم النفاق الانجلوسكسوني الممزوج بانبطاح عربي ليس بغريب على أنظمة غابت عن المشهد العالمي منذ زمن ليتحول مصير عروشهم مرتبط بمصير الكيان المؤقت، لتبقى صورة السيطرة على مقدرات العالم هاجس لدى الغرب ويعمل على تكريسه في جبهات متعددة و بمختلف القارات، لكن الوضع القائم في غرب آسيا و ما تشهده المعركة ترك مفرزات كثيرة و متعددة ليتكون مشهد شائك و معقد لدى البعض، و واضح وضح الشمس لدى البعض الآخر، فالرؤية الضبابية تتشكل بمجرد التدقيق بالخطاب الأمريكي و التزاحم الغربي على دعم جبهته المتقدمة في منطقتنا وهو الكيان الصهيوني، فالضياع يكمن بالدهاليز السياسة و متاهات المفاوضات و حلقات المبادرات التي أخذت طابع -الشماخ - العربي حينا و ربطات العنق الأوروبية حينا آخر، هنا يصبح الغباشة البصرية محققة في ظل الفقاعات السياسية و التصاريح الباهتة، أما وضح الرؤية لدى البعض الأخر و هو فريق المقاومة و داعمي المحور تتكشف من منطلق الحق وإقراره و التشبث بالأرض و المصداق التاريخي، فمن يمتلك حقيقة التاريخ يعرف موقعه في الجغرافيا فالمعركة بجوهرها و مضمونها لا تعتمد على تقاطعات المصالح ، ولا تستسلم للمخاوف المتعلقة بالأنهيار للمنظومة الإقتصادية العالمية التي تتحكم بها وتديرها المجموعة الانجلوسكسونية المتحكمة بمصادر الطاقة و الثروة العالمية و تأمين الاستعمار و التحكم بالدول و الأمم الأخرى بقيادة العدو الأمريكي ودولته العميقة، فما يجعل السياسة ترسم بقواعد جديدة للمنطقة هي تضحيات المجاهدين و بذلهم في الميدان و قوة صوارمهم وثبات أقدامهم و قداسة دمائهم التي تروي أرضنا كل يوم، لقد حققت الانجازات الميدانية المتتالية و الصمود الاسطوري في الجنوب صدى مؤثر داخل سلطة الكيان لتصبح التوقعات نحو تحقيق إنجازات مهمة في لبنان محل شك كبير لدى المنصات و المؤسسات الإعلامية الصهيونية، لقد فقد العدو القدرة على تحديد أهدافه المعلنة و انبرى بكشف أهدافه الخفية التي عبر عنها جون بايدن مرارا و تكرارا و كررتها سفيرته في بيروت، كل ذلك كان في مضمار المسارعة لتحقيق إنجاز ما يضمن مكاسب العدو و يعطيه اليد العليا وهو في موقع المهزوم و المأزوم وطرح الكثير من الشائعات وفرض التشويش و التشكيك بين المقاومة وحلفائها و جمهورها على حد سواء، كما حدث بفقاعات -المبعوث الأمريكي - و ما تردد عن تغيير بثوابت المقاومة ومحورها، هي مغالطات كبيرة فالمنطق يقول أيضا أن المقاومة الإسلامية في البنان دفعت ثمنا غاليا لقاء ربط جبهتها بفلسطين، وحاليا تشهد مرحلة ثبات وإعادة تموضع وانتشار بما يعني توقعها لحرب طويلة، لا اتفاق يوصف في أدبيات المقاومة لا يضمن الحقوق و الثوابت، الذي حدث فعلا قبل استشهاد سماحة السيد نصر الله رضوان الله عليه يندرج ضمن مواقف الحزب على هدنة 21 يوم، يجري فيها حل مشكلة غزة وعقد صفقة تبادل، ولا يجري تجديد الهدنة ما دامت لم تحقق الصفقة أهدافها بوقف القتال..لكن نتنياهو رفض الهدنة، لشعوره بأن قيادة المقاومة تبتزه وتستغل جبهة غزة في فرض شروطها لصالح الجبهة اللبنانية، بالتزامن مع تقدير موقف امريكي ليتقرر بعد ذلك شن الحرب على لبنان فورا عبر اغتيال السيد الشهيد رضوان الله عليه و تصاعد الأحداث، إن الذي يرسم مسار التفاوض هو الميدان، بعناصره كافة، "إسرائيل" تضع أهدافا تريد تحقيقها، وحزب الله يعمل على تعطيلها وحتى اللحظة، لم ينضج أي شيء ميداني يؤشر الى الاقتراب من صياغة "ورقة تفاوض". فمن يرسم معالم اليوم التالي هو من يصمد في الميدان و ينتصر تحت النار .
المصدر: موقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة
قصة الحلاج ونشيد والله ما طلعت شمس ولا غربت وموسيقى صوفية..
حرب أميركا الاستباقية
انشودة, أتظن أنك عندمـــا أحـــرقتنــي.. ورقصت كالشيطان فوق رفاتي
كتب :أ .د .نسيب حطيط - بيروت: المقاومة الثقافية, حتى لا تضيع التضحيات... بين التعويضات واعادة الإعمار!
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً