اكتشاف بنية جديدة لمكافحة السرطان في أورام الكبد قد تحدث ثورة في العلاج
منوعات
اكتشاف بنية جديدة لمكافحة السرطان في أورام الكبد قد تحدث ثورة في العلاج
2 تشرين الثاني 2024 , 21:59 م

كشفت دراسة أجرتها جامعة جونز هوبكنز عن وجود نوع جديد من التكوينات اللمفاوية في أورام الكبد بعد العلاج المناعي قبل الجراحة، مما قد يعزز المناعة ضد السرطان ويقلل من احتمال عودة سرطان الكبد بعد الجراحة، تشير نتائج الدراسة إلى أن الأورام التي تحتوي على تجمعات هذه الخلايا المناعية تستجيب للعلاج بشكل أفضل، لكن هناك حاجة لمزيد من البحث لفهم كيفية تحفيز تكوينها في الأورام.

البنية المناعية المكتشفة حديثا وتأثيرها على العلاج

اكتشف العلماء بجامعة جونز هوبكنز بنية جديدة من الأنسجة المناعية في أورام الكبد، والتي ترتبط بتحسن استجابة المرضى للعلاج المناعي وانخفاض معدلات تكرار المرض، هذه التكوينات المعروفة بـ"التكوينات اللمفاوية التكميلية"، تمثل مرحلة متقدمة من تجمع الخلايا المناعية شبيهة بالعقد اللمفاوية، وقد تم العثور عليها في بعض المرضى الذين خضعوا لعلاجات مناعية قبل الجراحة.

نُشرت الدراسة في مجلة Nature Immunology، حيث قدمت معلومات حول التكوينات اللمفاوية التكميلية، وهي تجمعات منظمة من خلايا المناعة B و T، التي تظهر لدى بعض المرضى الذين تلقوا مثبطات مناعية تحفز الاستجابة المناعية الطبيعية ضد السرطان، لاحظ الباحثون أن هذه التكوينات ترتبط باستجابة أفضل للعلاج، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم كيفية تأثيرها على الاستجابة المناعية ضد السرطان.

دور التكوينات اللمفاوية التكميلية في تعزيز الاستجابة للعلاج

أشارت الدراسة إلى أن المرضى الذين يمتلكون عددًا أكبر من هذه التكوينات كانوا أقل عرضة لعودة المرض بعد الجراحة. أوضح الدكتور مارك يارتشوان، أستاذ الأورام في مركز جونز هوبكنز، قائلاً: "لقد تعرفنا على دورة حياة هذه التكوينات في المرضى المصابين بسرطان الكبد، ونعتقد أن هذه التكوينات قد تكون أساسية في تعزيز المناعة المضادة للورم، مما يزيد من فرص الشفاء".

التجارب السابقة وأهمية البحث

قاد يارتشوان وفريقه أولى التجارب السريرية للعلاج المناعي قبل الجراحة لدى مرضى سرطان الكبد. لاحظ الباحثون أن المرضى الذين كانوا يستجيبون للعلاج أظهروا هذه التكوينات اللمفاوية التكميلية في أورامهم، حيث تحتوي على خلايا B في المركز وخلايا T في الأطراف، تمامًا مثل العقد اللمفاوية. هذه التكوينات تساهم في قتل الخلايا السرطانية، وتوجد بشكل خاص في مركز الأورام، مما يجعلها أكثر فعالية في محاربة الورم.

تطور التكوينات خلال العلاج

عند تحليل عينات الخزعات قبل وبعد العلاج المناعي، لاحظ الباحثون أن المرضى الذين طوروا هذه التكوينات أظهروا علامات مبكرة على تشكلها قبل بدء العلاج. وجد الباحثون أيضًا شكلا جديدا لهذه التكوينات يتميز بانتشار خلايا B واحتفاظ مناطق خلايا T، والتي تُعتبر مناطق تجهيز الخلايا للتعرف على المستضدات.

الخطوات المستقبلية

تهدف الأبحاث القادمة إلى فهم كيفية تحفيز تكوين هذه التكوينات لدى المرضى الذين لا يطورونها بشكل طبيعي بعد العلاج المناعي. يخطط الفريق أيضًا لدراسة كيفية تأثير العلاجات المناعية المختلفة أو العلاجات قبل الجراحة على تكوين هذه التكوينات ونتائج العلاج. يجدر بالذكر أن هذا الاكتشاف قد يكون له تأثيرات على أنواع أخرى من السرطان، حيث تم رصد هذا الشكل الجديد من التكوينات في نوعين آخرين من الأورام التي تستجيب للعلاج المناعي.

يفتح اكتشاف هذه البنية الجديدة في أورام الكبد آفاقا جديدة في علاج السرطان، إذ يعزز مناعة الجسم وقد يقلل من تكرار المرض. تشير النتائج إلى أن تعزيز تكوين هذه التكوينات يمكن أن يحسن نتائج العلاج بشكل كبير، مما يجعل هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو تطوير استراتيجيات علاجية جديدة لمكافحة السرطان.