٤٨ ساعة أمام إيران: الزمان مناسب، والمكان معروف
مقالات
٤٨ ساعة أمام إيران: الزمان مناسب، والمكان معروف
حليم خاتون
5 تشرين الثاني 2024 , 05:35 ص
كتب الأستاذ حليم خاتون: 
٣/١٠/٢٤
يقول البعض إن إيران ليست مسؤولة عن القيام بالواجب بدل عن العرب...

ربما هذا أيضا هو رأي وزير التفاوض الايراني محمد جواد ظريف؛ بل ربما هذا أيضا هو رأي الرئيس الإيراني بيزيشكيان وجماعة التيار  الإصلاحي...

بماذا قد يختلف هذا الموقف عن موقف الكثير من اللبنانيين المعادين لخيار المقاومة!!!...

هذا ليس رأي سمير جعجع او سامي الجميل ومن لف لفهما؛ هذا رأي جبران باسيل أيضا...
ربما لا يجرؤ فؤاد مخزومي او اشرف ريفي على إعلان هكذا موقف...
لكن من يريد سماع أراء هؤلاء مجتمعين، ما عليهم الا متابعة العربية او الحدث او سكاي نيوز أو أي قناة إسرائيلية...

شخصيا، حين أجد ضيفا مثل مكرم رباح او نديم قطيش او آخر منتجات شارل جبور من توكيل الأميركي بالحدود؛ كل هؤلاء من خدم السبت على حد قول الإعلامي بيار ابي صعب، ابتعد قليلا بناء على نصائح سيد شهداء طريق القدس؛ انا لا احتمل ولا املك صبر حياكة السجاد؛ أمثال هؤلاء لو وجد إبن امرأة في دولة حقيقية هو الإعدام شنقا حت  الموت...

هنا نأتي إلى بيت القصيد...

يحق لإيران إن تقول ان مهمة القتال من اجل عروبة فلسطين هو عربي بالدرجة الأولى؛ هذه حقيقة لا لبس فيها...

يحق لإيران إن تقول انها لن تقاتل نيابة عن الفلسطينيين في غزة او باقي فلسطين، وانها لن تقاتل نيابة عن اللبنانيين في الجنوب والبقاع وبقية لبنان...

يحق لإيران إن تشير إلى أن مصر لا تحاصر غزة فحسب، بل تسمح لكل شيء بما في ذلك السلاح  والذخائر بالدخول إلى الكيان لقتل الفلسطينيين...

يحق لإيران الإشارة إلى أن المغرب امتنع في الامم المتحدة عن التصويت لصالح إقامة دولة فلسطينية...

يحق لإيران إن تبرز كل ما كشفه الكاتب الاميركي وودوورد حول مواقف كل ما يسمى دول الاعتدال العربي التي شجعت ووقفت مع الصهاينة ضد غزة ولبنان...

يحق لإيران ألف موقف وموقف يكشف انعدام الشرف والكرامة عند كل الأنظمة  العربية وحتى عند الشعوب التي تدفن رؤوسنا في رمال الذل والعار...

لكن لا يحق لإيران أن تتلكأ عن القيام بدورها خاصة انها من تسبب بشكل او بآخر في حدوث بعض الضربات الناتجة عن وقوعها ضحية خداع أميركي أوروبي ناتج عن مفاوضات لم تظهر فيها طهران صلابة كافية...

لو ان ما حدث في الشهرين الأخيرين كان قد حدث قبل عشرة أشهر مثلا، كنا تفهمنا طهران لأنها تواجه حلفا نوويا، ولا تملك قوة ردع كافية...

لكن طهران كانت تملك الوقت اللازم للوصول إلى إجراء التفجير النووي التجريبي ومواجهة حلف الناتو بأن المس بها سوف يعني حربا نووية سوف تطال ليس فقط الكيان ودول الجوار الحليفة لواشنطن؛ بل قد تصل حتى إلى القواعد الأميركية في أوروبا...

"أسمع كلامك، أقول ألله؛ أرى ترددك، أبكي..."

هذا هو حالنا جين نسمع قائد فيلق القدس يهدد ويرعد...

صحيح ان الوعد الصادق واحد لم يكن مسرحية كما اراد انذال العرب  واللبنانيين الوصف؛ 
لكن الوعد الصادق ٢، كان أقل بكثير مما يجب...

لماذا؟
 لأن من أطلق ١٨١ صاروخا دمرت قاعدتين فقط، كان يستطيع إطلاق ما يلزم من الصواريخ لتدمير كل الطيران الحربي الاسرائيلي ومنع الأذية عن أهل الجنوب والبقاع في لبنان، خاصة إنهم يشكلون قوة كامنة لكل محور فلسطين...

أما لماذا كان على إيران فعل ذلك؟
فذلك ببساطة لأنها السبب الأول في إسقاط معادلة الردع (بناء مقابل بناء، ومدني مقابل مدني)؛ كل ذلك بسبب الوقوع في مصيدة المفاوضات الخادعة، واسقاط محور المقاومة وحزب الله تحديدا في هذا الفخ...

هل انتظرت إيران توقيع اتفاق الدفاع المشترك مع روسيا؟

هل انتظرت شيئا ما آخر؟

نحن لا نعرف...
لكننا متاكدون إن فن حياكة السجاد طيلة سنة ٢٠٢٤، لم تكن في محلها...

في الحقيقة، من أسقط معادلة الردع بالتدريج هو عدم الرد المناسب على كل ما كانت تقوم به أميركا وإسرائيل، منذ اغتيال قاسم سليماني حتى كثرة الكلام بلا أفعال اليوم، مرورا طبعا، بتفجير مرفأ بيروت، اغتيال العاروري الخ... وصولا إلى اغتيال القادة بالجملة دون رد رغم ان ابسط الامور كانت تستوجب وجود بنك أهداف مُسبق للرد تلقائيا على أي عمل دون الحاجة إلى أي اجتماعات لا معنى لها، كما كان يحصل...
سواء جاءت هاريس او جاء ترامب، لن يغير هذا من وجوب الحرب شيئا...

المرارة التي تعصر قلوبنا نحن الجنوبيين؛ هي ان بطولات شبابنا في الميدان لا تلقى الصدى المطلوب من بقية المحور...

ان يبتلع أردوغان لسانه الذي هدد به في حال هجوم إسرائيل على لبنان، أم مفروغ منه...
الرجل اصلا جزء من مؤامرة الناتو على المنطقة...

لكن، ان تبتلع إيران وبقية المحور ألسنتهم؛ هذا أمر اخر لا يدعو فقط إلى الشجب، بل إلى أن تقف إيران اخيرا موقفا مسؤولا ولا تستمر في ترك الساحة للاميركيين والصهاينة يفعلون ما يشاؤون دون حسيب او رقيب...

في النهاية، لقد أصابنا ما أصابنا لأننا لم نباشر بالهجوم على الكيان بدل الرهان على احتواء الضربة الأولى ومن ثم الرد...
حتى لو كان ما خسره حزب الله لا يزيد على ٣٠% من القدرة الصاروخية؛ فإن هذا يشكل عشرات الآلاف من الصواريخ كان باستطاعتها الحفاظ على الردع في قوة التدمير، بدل تلقي تلك الضربات المهولة مع كل ما يعنيه ذلك من جرائم حرب مغطاة من أميركا التي تستبيح كل لبنان مع ترحيب مجموعات من خونة يمثلون حوالي نصف السكان...
صور التي واجهت الإسكندر المقدوني...
صور التي بقيت قرنين من الزمان مدمرة تواجه التعصب المملوكي ثم العثماني قبل أن تخرج منتصرة؛ صور تلك سوف تخرج منتصرة اليوم أيضا...
لكن هذا لا يعفي إيران من القيام بما يمليه عليها الكبر والإباء...

كل ما يلزم هو فقط قرار...
لقد تأخر هذ القرار إلى أن وصلنا حافة الهاوية...
فهل تخرج إيران من المقاومة العبثية إلى مقاومة الاحتلال وتحقق مزيدا من الانتصارات؛ أم تبقى حيث بقي من خسروا التاريخ والجغرافيا والحاضر والمستقبل...
                
المصدر: موقع إضاءات الإخباري