مقالات
كتب عبد الرّحيم الأنصاري: "ما يحدث الآن!"
8 تشرين الثاني 2024 , 09:58 ص
يعتبر المحلل الأمريكي الشهير، سكوت ريتر، أن إسرائيل خاسرة في جميع الجبهات وخطوط المواجهة، ويقول إنها لم تحقق أي نجاح في أي منها. يرى ريتر أن النظام الصهيوني خاسر استراتيجياً ويعاني من الانهيار، ويشير إلى أنه لو كان مكان إيران لما ردّ على الهجوم الأخير لإسرائيل، لأنه يرى أن إسرائيل تخسر أساساً، ولا حاجة للتورط المباشر في الصراع. ريتر والعديد من المحللين الآخرين الذين يتم استضافتهم بشكل متكرر في وسائل الإعلام هذه الأيام، يرون أن أمريكا وإسرائيل لم يعد بإمكانهما إنقاذ النظام الصهيوني، وأن محور المقاومة بقيادة إيران بسياسته الذكية قد وضع إسرائيل في موقف لا يمكنها الإفلات منه.
ويقول ريتر، ألستير كروك، وبعض المحللين الغربيين العسكريين والاستخباريين، إن الهجوم الأخير لإسرائيل أحدث صدمة كبيرة في أمريكا وإسرائيل، حيث انهار الهجوم الثلاثي من مرحلته الأولى التي كانت تهدف إلى تدمير الدفاعات الجوية لإيران. وعندما أدركوا أنهم يواجهون نظام دفاع جوي معقد وغير معروف، تم إلغاء المرحلتين التاليتين.
ويزعم هؤلاء الخبراء العسكريون والأمنيون أن الطائرات الأمريكية المتقدمة [والمخفية عن الرادار أحياناً] وقعت في شباك الرادار الإيراني في أجواء الأردن والعراق قبل أن تقترب حتى من حدود إيران، حيث قامت الدفاعات الجوية الإيرانية بقفل راداري عليها، مما أحدث صدمة وفزعاً لديهم. يحدث القفل الراداري عندما يكتشف رادار النظام الدفاعي طائرة في أجواء بلده ويقفل عليها استعداداً لإطلاق الصواريخ؛ ما أدهش المحللين هو كيف تمكن الإيرانيون من داخل إيران من القفل الراداري في أجواء الأردن!
عادةً عندما يقفل الرادار على الطائرة، يمكنه إطلاق صاروخ وتوجيهه نحو الهدف بسهولة. ذكر ألستير كروك، الدبلوماسي والعميل السابق في MI6 البريطانية، أن هذا كان سبباً في توقف المرحلة الأولى وإلغاء المرحلتين الثانية والثالثة من الهجوم الإسرائيلي. وقد أشرت منذ بداية الحرب على غزة ومن ثم لبنان مراراً وتكراراً إلى أن الاستراتيجية الرئيسية لجبهة المقاومة هي إطالة واستنزاف الحرب لإسرائيل، بالإضافة إلى إلحاق أضرار تدريجية بالنظام الصهيوني، مما سيؤدي في النهاية إلى سقوطه مع الخسائر الجانبية للحرب.
إن محاولة النظام الجمهوري الإسلامي عدم التسرع في الرد على العدو، وتفعيل دبلوماسيته في المنطقة والعالم، تهدف إلى تحقيق هذه الغاية. إيران، بذكاء، تحافظ على صورتها الأخلاقية والقانونية، وتحاول إسقاط إسرائيل بأقل تحدي للرأي العام العالمي، دون إعطاء الذريعة للآلة الدعائية الغربية وحكومات الدول الداعمة لإسرائيل. وقد أدى نهج المقاومة إلى أن الرأي العام العالمي ينتقد إسرائيل حتى الآن.
سيحدث انهيار إسرائيل الكامل عندما لا تعود موجودة. تلعب إيران اليوم بذكاء كبير، ليس فقط كدولة قوية، بل بمستوى القوى العظمى؛ الجمهورية الإسلامية تعتبر أمريكا خصماً لها، ولا تبالي بإسرائيل؛ ويبدو أن الهجوم الفاشل لإسرائيل قد منح إيران معلومات ثمينة، وربما ستقوم مستقبلاً بصفعة كبيرة للصهاينة لتثبت لهم ضعفهم وتهينهم.
المصدر: موقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة
انشودة, أتظن أنك عندمـــا أحـــرقتنــي.. ورقصت كالشيطان فوق رفاتي
الشرق الأوسط بين الفوضى الغربية وصمود الشعوب
بطولات الميدان، نقطة أم فاصلة
كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني الجديد والحرب على الإسلام
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً