تأثير علاجات السرطان المناعية على صحة القلب
منوعات
تأثير علاجات السرطان المناعية على صحة القلب
9 تشرين الثاني 2024 , 11:49 ص

اكتشف الباحثون تأثير علاجات السرطان التي تستغل الجهاز المناعي لمهاجمة الأورام في بعض الأحيان في حدوث أضرار للقلب. وقد سلط ما توصلوا إليه الضوء على كيفية منع هذه الأعراض الجانبية الخطيرة المحتملة.

خلايا مناعية محددة وعلاقتها بالتهاب عضلة القلب

تبين أن هناك أنواعا معينة من الخلايا المناعية التي يتم تحفيزها بواسطة العلاجات المناعية للسرطان قد تؤدي إلى التهاب عضلة القلب (myocarditis)، وهو حالة التهابية قد تضعف القلب، وأشار الباحثون إلى أن هذه الاستجابة المناعية في القلب تختلف عن تلك التي تهاجم السرطان في جسم المريض. هذا يعني أنه يمكن تعديل العلاجات المناعية لتهاجم الأورام بشكل أكثر دقة، دون الإضرار بالقلب.

قالت الدكتورة كيري رينولدز، المديرة السريرية لأورام المرضى في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن وأحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة: "تُعد هذه الدراسة تغييرا كبيرا في قواعد اللعبة، حيث تفتح الباب أمام كشف جذور هذه المضاعفات".

العلاجات المناعية ومخاطرها على القلب

تستطيع مثبطات نقاط التفتيش المناعية، وهي أدوية تقوم بتحفيز الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا السرطانية، علاج نحو ثلث مرضى السرطان في الولايات المتحدة، ومع ذلك يعاني حوالي 1% من المرضى الذين يتلقون هذا النوع من العلاج من التهاب عضلة القلب كأحد الأعراض الجانبية، وهو ما يعادل أكثر من 2,000 شخص سنويًا في الولايات المتحدة. يرتفع هذا المعدل إلى ما يقارب 2% لدى المرضى الذين يتلقون علاجات مناعية مركبة.

قالت الدكتورة رينولدز: "يشكل التهاب عضلة القلب الناجم عن مثبطات نقاط التفتيش المناعية عقبة كبيرة لنا من الناحية السريرية". في حوالي 50% من الحالات، يؤدي التهاب عضلة القلب إلى مشكلات قلبية خطيرة، مثل عدم انتظام ضربات القلب وفشل القلب. وتوفي حوالي ثلث المرضى الذين يصابون بهذه الحالة.

تحديات الحلول العلاجية الحالية

أوضح الباحثون أنه لا توجد حلول فعالة في الوقت الحالي لعلاج هؤلاء المرضى، حيث تُبذل محاولات لإيقاف نشاط الجهاز المناعي وعكس مسار التهاب عضلة القلب، لكن هذه الطريقة ليست دقيقة وتُصاحبها مخاطرها الخاصة. وصرحت الدكتورة ألكسندرا-كلوي فيلاني، باحثة في مركز كرانتز لأبحاث السرطان ومركز علم المناعة والأمراض الالتهابية في مستشفى ماساتشوستس العام، قائلة: "ليس لدينا حلول جيدة حاليًا لمساعدة هؤلاء المرضى، لذلك نحاول إيقاف نشاط الجهاز المناعي بشكل كامل، لكن هذه مقاربة غير دقيقة وتحمل في طياتها مخاطر".

البحث الجديد: جمع البيانات وتحليل النتائج

لإجراء هذه الدراسة الجديدة، قام الباحثون بجمع عينات من الدم وأنسجة القلب والخلايا السرطانية من أشخاص أصيبوا بالتهاب عضلة القلب أثناء تلقيهم العلاج المناعي. ووجد الفريق أن العلاجات المناعية عززت من وجود واستقرار الخلايا المناعية في القلب والتي ترتبط بالالتهاب. كما اكتشفوا أن مستقبلات الجهاز المناعي التي تُحفَّز في القلب كانت مختلفة عن تلك التي تُحفَّز لمكافحة السرطان.

قال الدكتور ستيفن بلوم، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة وأخصائي الأورام في مستشفى ماساتشوستس العام: "نظرا لأن الاستجابات في الورم والقلب مختلفة، فإننا نأمل أن نتمكن يومًا ما من الفصل بينهما ومعالجتهما بشكل منفصل".

الأمل في اختبار دم جديد لتحديد المخاطر

أشار الباحثون إلى أن النمط المحدد للخلايا المناعية في الدم قد يُشير إلى الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب عضلة القلب، مما يعني إمكانية تطوير اختبار دم لتحديد المرضى الذين قد يكونون في خطر أكبر للإصابة بهذه المضاعفات القلبية.

تم نشر الدراسة الجديدة في السادس من نوفمبر في مجلة "Nature".

قالت فيلاني في بيان صحفي صادر عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد: "من المهم تذكر أن الأدوية المناعية هي أدوية منقذة للحياة، ولا يجب أن يخاف المرضى منها. نحن فقط بحاجة إلى تحسين عملها بحيث نحقق أقصى استفادة من تأثيرها المضاد للأورام مع تقليل مخاطر الأعراض الجانبية".