نجح العلماء الصينيون في تطوير منظومة مبتكرة تتكون من سبعة بواعث للموجات الدقيقة، التي تُوضع في مواقع متعددة وتُوجّه بشكل متزامن نحو هدف محدد. هذه التقنية تُذكّر بأحد أشهر مفاهيم أفلام الخيال العلمي، وهو "نجمة الموت" من سلسلة أفلام "حرب النجوم"، التي عُرفت بقدرتها التدميرية من خلال تركيز أشعة ليزرية لتدمير الكواكب.
تفاصيل الابتكار الصيني
بحسب صحيفة South China Morning Post، قام العلماء في الجزء الغربي من الصين بإنشاء هذه المنظومة التي توظّف سبعة بواعث للموجات الدقيقة، تُوجّه طاقتها نحو هدف واحد بشكل متزامن لتعزيز تأثيرها التدميري. الفكرة وراء هذا الابتكار تكمن في قدرة البواعث على التداخل بشكل مدروس لإنتاج قوة مدمّرة مركّزة على الهدف المحدد.
آلية عمل التقنية وتأثيرها
هذه التقنية تتطلب تزامنا دقيقا للغاية في توجيه الموجات، إذ ينبغي أن تصل الموجات الكهرومغناطيسية إلى الهدف في الوقت ذاته وبنفس الشكل. لتحقيق هذا التزامن، كان على العلماء تقليل أخطاء التوقيت إلى أقل من 170 بيكو ثانية (تريليون من الثانية)، وهو مستوى دقة يتجاوز دقة الساعة الذرية. وهذا التحدي الصعب تمكّن العلماء الصينيون من تجاوزه بنجاح، مما يعزز فرص استخدام هذه التكنولوجيا في مهام مختلفة، منها التشويش على إشارات الأقمار الصناعية.
تأتي هذه الخطوة بعد أن ذكرت الصحيفة نفسها في فبراير الماضي أن الصين قد ابتكرت أول باعث للموجات الدقيقة عالي الطاقة يعتمد على محرك "ستيرلينغ"، ينتج مجالا مغناطيسيا بقوة أربعة تسلا. ولتوضيح هذه القوة، يجدر الذكر أنها تقل قليلاً عن نصف قوة المجال المغناطيسي لمصادم الهادرونات الكبير، وأقوى بـ 68,000 مرة من المجال المغناطيسي للأرض. يُمكن استخدام هذا الجهاز المتطور في التشويش على الطائرات المسيرة والطائرات العسكرية وحتى الأقمار الصناعية، مما يعزز من القدرات التكنولوجية في الساحة الدفاعية.
بين الواقع والخيال العلمي
هذا الابتكار يعيد للأذهان تقنيات الخيال العلمي التي شاهدناها في أفلام مثل "حرب النجوم"، لكنه يعكس قدرة العلم الحديث على تحويل الأفكار الخيالية إلى حقائق ملموسة ذات تطبيقات عملية متعددة. ومن المتوقع أن يؤدي هذا الابتكار إلى تحفيز مزيد من التطويرات في مجال تقنيات الموجات الدقيقة واستخداماتها في التطبيقات العسكرية وغيرها.