أصدرت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان مساء اليوم الثلاثاء، بيانا تفصيليا عن التطورات الميدانية لمعركة أولي البأس، وهو الأسم الذي أطلقه حزب الله على المواجهة الحالية مع العدو الإسرائيلي.
عمليات المقاومة ضد إسرائيل
حيث أكد البيان بأن مقاتلي المقاومة اللبنانية يواصلون تصديهم للعدوان الإسرائيلي على لبنان، ويكبدون جيش العدو خسائر فادحة في عدته وعديده من ضباط وجنود على امتداد محاور المواجهة عند الحافة الأمامية وصولا إلى أماكن تواجده في عمق فلسطين المحتلة.
وتحدث البيان بالتفصيل عن طبيعة الموجهات البرية في كل القطاعات جنوب لبنان.
ففي القطاع الغربي قال البيان: "بفعل ضربات المقاومة الكثيفة والمركزة، انسحبت قوات جيش العدو الإسرائيلي من معظم البلدات التي كانت قد تقدمت إليها إلى ما خلف الحدود، ما عدا المراوحة منذ أكثر من أسبوع لتشكيلات الفرقة 146 في جيش العدو الإسرائيلي في أحراش اللبونة وشرقي بلدة الناقورة التي يسعى للسيطرة عليها عبر التقدم نحو وادي حامول من الجهة الشرقية للبلدة. أما في البلدات الحدودية في القطاع الغربي، لم يُسجل أي محاولات تسلّل او تقدّم منذ 28-10-2024، فيما يكتفي العدو بعمليات التمشيط المتكررة من المواقع الحدودية على المناطق التي انسحب منهاـ مع تسجيل رمايات مدفعية وغارات من الطائرات الحربية طالت بلدات النسق الثاني في طير حرفا، والبطيشية، والجبّين، وشيحين، وصديقين...إلخ.
أما في محور مارون الراس، فقد نفّذ عناصر المقاومة أكثر من 24 عملية بالأسلحة الصاروخية والمسيرات الانقضاضية التي طالت نقاط تموضع وتجمع قوات وآليات جيش العدو الإسرائيلي المشاركة في التقدم داخل الأراضي اللبنانية. وكما نفذوا 26 عملية استهداف بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية على مستوطنات: أفيفيم، دوفيف، سعسع، برعام، يرؤون، ديشون، المالكيّة باريوحاي، التي تضم قواعد دفاع جوي وصاروخي ومقرّات قيادية للكتائب المشاركة في الهجوم، ومخازن أسلحة، ومناطق تجميع للآليات، تتبع للفرقة 36 في جيش العدو الإسرائيلي.
وخلال محاولة قوة من جيش العدو الإسرائيلي التسلل من بلدة يارون باتجاه الأحياء الغربية لبلدة مارون الراس، كمن مجاهدونا للقوة المتسللة واشتبكوا معها بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.
ومن الجهة الشرقية لبلدة مارون الراس، بين البلدة وبلدة عيترون، كَمن المقاومون لقوة إسرائيلية كانت تحاول التسلل باتجاه بلدة عيناثا، ودارات اشتباكات مباشرة من مسافة صفر، بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، أسفرت عن مقتل وجرح جميع أفراد القوة كما أكد المقاومون الذين انسحبوا من نقطة المَكمن بغطاء صاروخي ومدفعي من قوات الإسناد في المقاومة الإسلامية."
أما في القطاع الشرقي فجاء في البيان: "بفعل ضربات المقاومة، انسحبت قوات جيش العدو من بلدات ميس الجبل ومركبا ورب ثلاثين والعديسة والخيام إلى ما وراء الحدود. فيما يعمد العدو إلى استهداف قرى النسق الثاني في هذا المحور بقذائف المدفعية وغارات الطائرات الحربية.
وعلى غرار العملية النوعية في الخيام، وبعد رصد ومتابعة لتحركات الفرقة 91 في جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لبلدة حولا، وعند تجمّع القوّة وآلياتها في موقع العباد الحدودي، استهدفها المقاومون بعدد من الصواريخ النوعية والدقيقة التي أسفرت عن انفجارات ضخمة أوقعت أفراد القوة بين قتيل وجريح، وأحدثت أضرارا كبيرة بالموقع والآليات بداخله.
أما في بلدة كفركلا، وخلال قيام الوحدات الهندسية التابعة للفرقة 98 في جيش العدو الإسرائيلي بتدمير وتجريف المنازل والبنى التحتيّة في البلدة، استهدف المقاومون جرافتين وناقلة جند بالصواريخ الموجهة ما أسفر عن مقتل وجرح من كان فيها، وجرى التعامل مع محاولات سحب الإصابات عبر صليات مُكثّفة من الرمايات الصاروخية.
سلسلة عمليات خيبر
وتحدث البيان عن سلسلة عمليات خيبر، مؤكدا على أن عدد العمليات التي نفذتها المقاومة الإسلامية في إطار سلسلة عمليات خيبر منذ انطلاقها بلغ 70 عملية، استهدفت 33 هدفا استراتيجيا بعمق وصل حتى 145 كلم جنوبي مدينة تل أبيب. (قواعد عسكرية ولوجستية وجوية وبحرية، قواعد للدفاع الجوي والصاروخي، مصانع عسكرية، مقرات قيادية، قواعد اتصالات واستخبارات، معسكرات تدريب).
وشاركت القوّة الجوية في المقاومة الإسلامية بـ 22 عملية ضمن سلسلة عمليات خيبر، أطلقت خلالها أكثر من 60 مُسيّرة من ترسانة المقاومة من المسيرات النوعية. وبعمق وصل إلى 145 كلم حتى الضواحي الجنوبية لـ "تل أبيب".
عمليات القوة الصاروخية في حزب الله
وفي مجال القوة الصاروخية لفت البيان إلى أنها تواصل استهداف تحشدات العدو في المواقع والثكنات العسكرية على طول الحدود اللبنانية الفلسطينية، وصولا إلى القواعد العسكرية والاستراتيجية والأمنية في عمق فلسطين المحتلة، بمختلف أنواع الصواريخ منها الدقيقة التي تستعمل للمرة الأولى.
وبلغ مجموع عمليات القوة الصاروخية خلال معركة أولى البأس منذ 17-09-2024 وحتى تاريخه أكثر من 1020 عملية إطلاق متنوعة. 125 عملية منها خلال الأسبوع الماضي فقط.
وكشف البيان بأن القوة الصاروخية في المقاومة الإسلامية أطلقت بتاريخ 06-11-2024، وللمرة الأولى في تاريخها، صاروخ فاتح 110، الذي استهدف قاعدة تسريفين على بعد 130 كلم من أقرب نقطة من الحدود اللبنانية الفلسطينية.
عمليات القوة الجوية في حزب الله
وبين البيان بأن القوة الجوية في المقاومة الإسلامية تواصل استهداف مواقع وقواعد العدو العسكرية، ونقاط تجمع وتموضع ضباطه وجنوده، وسط استنفار لكامل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي بكل مستوياته وطبقاته، وسلاح الجو الإسرائيلي بمقاتلاته الحربية ومروحياته، حتى دخلت أذرع الجيش الإسرائيلي في حالة من الاستنزاف والعجز.
وأشار إلى أن كاميرات مستوطني العدو المذعورين لطالما وثقت - بفعل صافرات الإنذار التي تدوي في كل المستوطنات والمدن المحتلة منذ اجتياز مسيرات المقاومة للحدود - كيف تفشل أذرع الجيش الإسرائيلي مرارا في إسقاط مسيرات المقاومة التي تصل إلى أهدافها بدقّة، وتوقع الخسائر في صفوف جيش العدو الإسرائيلي.
وبلغ مجموع عمليات القوة الجوية في المقاومة الإسلامية منذ بدء معركة طوفان الأقصى وحتى 12-12-2024 أكثر من 315 عملية، أُطلق خلالها أكثر من 1000 مسيرة من مختلف الأحجام والمهام. منها أكثر من 105 عمليات، أُطلق خلالها أكثر من 300 مُسيّرة، منذ بدء معركة أولي البأس في 17-09-2024 وحتى تاريخه.
خسائر العدو الإسرائيلي منذ بدء الهجوم البري على لبنان
وأكد البيان بأن الحصيلة التراكمية لخسائر العدو بلغت وفق ما رصده المقاومون منذ بدء ما أسماه العدو "المناورة البرية في جنوب لبنان" في 01-10-2024، أكثر من 100 قتيل و1,000 جريح من ضباط وجنود جيش العدو، وتدمير 43 دبابة ميركافا، و8 جرافات عسكرية، وآليتي هامر، ومُدرّعتين، وناقلتي جند، إضافة إلى إسقاط 4 مسيرات من طراز "هرمز 450"، ومسيرتين من طراز "هرمز 900".
وأشار البيان إلى أن هذه الحصيلة لا تتضمن خسائر العدو الإسرائيلي في القواعد والمواقع والثكنات العسكرية والمستوطنات والمدن المحتلة.
وفي ختام البيان أكدت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية على الآتي:
"- إن القرار الذي اتخذته قيادة جيش العدو الإسرائيلي بالانتقال إلى المرحلة الثانية من "المناورة البريّة" في جنوب لبنان لن يكون مصيره سوى الخيبة، وسيكون حصاده الحتمي المزيد من الخسائر والإخفاقات؛ وإن مجاهدينا في الانتظار.
- إن المُقاومة قد اتخذت ضمن خططها الدفاعية كل الإجراءات التي تمكنها من خوض معركة طويلة لمنع العدو من تحقيق أهدافه دفاعا عن حرية وسيادة بلدها، ورفعة وكرامة شعبها الأبي. ونؤكد أن الجبهة في كل المحاور والقطاعات تمتلك العديد والعتاد اللازمين ومن مختلف الاختصاصات العسكرية لخوض هكذا معركة.
- بالرغم من الادعاءات التي يطلقها العدو عن السيطرة على قرى الحافة الحدودية، تمكن مجاهدونا خلال الأيام الماضيّة من تنفيذ العديد من الرمايات الصاروخيّة من على الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة باتجاه العمق المُحتل، كما تمكنوا من مفاجأة العدو باشتباكات مباشرة خلف خطوط انتشاره.
- إن سلسلة عمليّات خيبر مُستمرة وبوتيرة مرتفعة، ولن يتمكّن العدو بالرغم من كل الإطباق الاستعلامي والحملات الجوية التي يشنّها، من إيقاف هذه العمليات التي تصل إلى أهدافها العسكرية وتُحقق إصابات مؤكدة، وتُدخل مع كل صاروخ ومسيرة تطلق، مئات آلاف المستوطنين إلى الملاجئ."