مقالات
ترامب الثاني ونتنياهو والحرب والعرب, اعلى ما في خيل امريكا ركبته!! فلماذا الخوف والتهويل؟
ميخائيل عوض 13 تشرين الثاني 2024 , 21:39 م
بيروت؛ ١٣/١١/٢٠٢٤
ميخائيل عوض
التطور العاصف والفرط استراتيجي والنوعي المغير في امريكا واحوالها وبنيتها ودورها في العالم لم يدرك بعد ولا بذلت جهود لاستكشاف ابعاده ونواتجه وانعكاساته.
والاخطر ان منظرين ونخب عربية واسلامية واحزاب وادارات وفي محور المقاومة ولاسيما الاعلامين ووسائل الاعلام لم تهتم ولا اقتنعت بضرورة التفكير من خارج الصندوق ومازالت العقول مقفلة على ما كان والتوصيفات قاصرة وعاجزة عن فهم التحولات وطبيعتها ونواتجها ومازال القول الرائج والمستعار من زمن بائد جار. فيختصرون الامر بان الدولة العميقة تختار واجهات وتحكم وهي محكومة من نتنياهو واللوبيات الاسرائيلية في امريكا.
ترامب الثاني مختلف جدا وجاد وحازم وحربه ومعركته الاهم في امريكا ولتصفية لوبي العولمة وسيطرة الشركات والوكالات في خدمتها والتي بددت اموال الأمريكيين ونهبتها كما فعلت وكما وصفها ترامب بجراته عندما قال وكرر؛ ان الحروب كلفت امريكا ١٢ تريليون دولار ولم تستفد الامة الامريكية منها واعلن قراره ورغبته بوقف الحروب والانسحابية والكف عن لعب دور شرطي العالم ويعيه لتدمير العولمة وتحميل اوروبا كلفة الاطلسي وحمايتها وبانه لن يحمي احدا ان لم يدفع.
وترامب في اول تعيناته لإدارته ابتدع وزارة جديدة وكلف ماسك لتصفية نفوذ الشركات في الدولة الاتحادية وفي الوكالات الامنية ويسمي مناصرون لمشروعه بأمريكا اولا.
ربما انتدب ويسمي رموز في حملته صهيونيه ومناصرة لإسرائيل وعدوانيه وعنصرية ومعادية للعرب وقد يطلق يدهم ويد نتنياهو فليس مستبعدا عليه ان يعطي نتنياهو الضفة. فقد فعلها من قبل في الجولان ونقل السفارة ومنح اسرائيل كل ما تطلبه وكاد في ولايته الاولى ان يعطي إسرائيل موافقة على ظم الضفة وقد يفعلها في ولايته الجديدة.
وماذا بعد؟ ولما الرهاب والترهيب ؟
في واقع الحال؛ ترامب اعطى إسرائيل كل ما يمكنه ومن كيس السورين والعرب والفلسطينيين فهو يهب ارض ليس له الحق او السيادة او المونة عليها. والمسألة برمتها مجرد قرار حبر على ورق وكلام في الهواء.
وقبل ان يعطي ترامب إسرائيل الضفة قرر نتنياهو وسيموتريتش واعلنوا جهارا ان مشروعهم وحربهم تستهدف تصفية القضية الفلسطينية واقامة الدولة اليهودية واسرائيل الكبرى واعدوا عدتهم ويمارسون وينفذون مخططاتهم واعدوا المذبحة للضفة بعد غزة ولبنان ما يعني ان وعود ترامب وقراراته واطلاق يد نتنياهو ليست اكثر من لزوم ما لا يلزم.
الكلام للميدان وما ترون ما تسمعون وقد حدد الشهيد السعيد السيد حسن نصرالله مهمة الجبهات والمحور وقالها بلسانه الفصيح بعد ان شرح خطة نتنياهو؛ بان هدف المحور والمقاومة منعه من تصفية القضية الفلسطينية وكلام السيد حجه على المقاومة والمحور والامه.
غير ان يطلق ترامب الثاني لسانه ويستعرض ويعطي ما لا يملك لمن لا يستحق ماذا يستطيع؟؟.
ان يرسل اساطيله . ان يرسل قوات الدلتا فورس والمارينز؟ ان يرسل ضباط قيادة واركان لإدارة الحرب؟؟ ان يأمر طائراته الاستراتيجية بقصف اليمن ؟ ام يأمر النظام الرسمي العربي والاسلامي بإسناد إسرائيل في الحرب؟ ان يعطل مجلس الامن والمحاكم الدولية والمنظمات ذات الاختصاص من ادانه اسرائيل؟ ان يمول ويذخر إسرائيل في الحرب ويؤمنها دبلوماسيا ويخوض عنها الحرب الاعلامية والسياسية والدبلوماسية..؟؟
كل ذلك سبق ان فعله في ولايته الاولى واتمت ادارة بايدن فعل ما تطلبه نتنياهو.
والحرب الجارية وارتكاب المجازر والابادة ما كان نتنياهو ليفعلها واصلا لا ويستطيع الا بقيادة وادارة امريكية.
حقا امريكا بإدارتيها لم تقصر ولم تدخر جهدا او وسيلة او قوة او نفوذ الا وقدمته لإسرائيل قبل الحرب وفي الحروب وفي هذه الحرب وقبلها في التسويات والتعاقدات والاحلاف وخوض الحروب نيابة ودفاعا عن إسرائيل من غزو افغانستان الى العراق وليبيا واليمن وسورية ومحاولات تصفية المقاومة في لبنان ومحاصرة غزة وايران وفرض اقصى العقوبات وكلها استنفذت وفشلت واستمرت المقاومة وتعملقت وتخوض الحرب بإدارة وكفاءة وقدرات نوعية وبرجال اساطير ولثلاثة عشر شهرا اعجزت اسرائيل والاطلسي والعالم والنظام الانجلو ساكسوني من تحقيق اهداف الحرب...؟؟
ما الذي يدخره ترامب ونتنياهو وام يستخدم بعد ؟
في الواقع ومعطياته الملموسة والاحداث الجارية لا شيء نوعي يذكر او يغير في موازين القوة ومسارات الحرب.
كفوا عن الترهيب والتيئيس
كفوا عن التفكير بعقول متحجرة من الماضي.
اطلقوا العنان للعقول واقرؤوا في الميدان وتبصروا بما ترون لا بما تسمعون فلا يفل الحديد الا الحديد وما اخذ بالقوة لا يستعاد الا بالقوة.
الأكثر قراءة
كتب الدكتور هاني شاهين: مظاهر تحريض انقلابٍ في لبنان".
من خبايا التاريخ "أصول آل سعود وعلاقتهم الحميمة مع الصهاينة اليهود في فلسطين"
المنطقة على فوهة بركان
كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني الجديد والحرب على الإسلام
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً