في دراسة حديثة من جامعة ييل، تم تسليط الضوء على العلاقة الوثيقة بين مستويات تلوث الهواء وزيادة معدلات الأكزيما في الولايات المتحدة، مما يبرز المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بالتلوث البيئي.
تأثير التلوث على صحة الجلد
أظهرت الأبحاث التي أجريت في كلية الطب بجامعة ييل وجود ارتباط قوي بين مستويات التلوث الهوائي وزيادة انتشار الأكزيما في الولايات المتحدة، توصلت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق ذات مستويات مرتفعة من جسيمات "PM2.5" الدقيقة هم أكثر عرضة للإصابة بالأكزيما بمرتين مقارنة بسكان المناطق ذات التلوث المنخفض، مما يعكس التأثيرات الصحية الهامة للتلوث على صحة الجلد.
تم نشر هذه الدراسة اليوم، في 13 نوفمبر 2024، في مجلة PLOS ONE، وتبين أن الأفراد الذين يعيشون في مناطق ذات تلوث هوائي مرتفع هم أكثر عرضة للإصابة بالأكزيما، قاد الدراسة الدكتور جيفري كوهين من كلية الطب بجامعة ييل، حيث تناولت تأثير التصنيع المتزايد على صحة الجلد.
ارتفاع معدلات الأكزيما
تزامن ارتفاع معدلات الأكزيما على مستوى العالم مع النمو الصناعي، مما يشير إلى وجود رابط محتمل بينهما وعوامل بيئية متعددة. اعتمد الباحثون على بيانات من برنامج "جميعنا" التابع للمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة، والذي يضم معلومات من مئات الآلاف من البالغين في الولايات المتحدة. تم التركيز على عينة من 286,862 شخصًا تتوفر عنهم تفاصيل ديموغرافية وعناوين سكنية وسجلات صحية.
ما هي جسيمات PM2.5؟
جسيمات "PM2.5" هي جسيمات دقيقة في الهواء يقل قطرها عن 2.5 ميكرومتر، أي أصغر بحوالي 30 مرة من قطر شعرة الإنسان. غالبا ما تصدر هذه الجسيمات من مصادر مثل انبعاثات المركبات، العمليات الصناعية، وحرائق الغابات، يمكن أن تتغلغل بعمق في الرئتين وتدخل مجرى الدم، مما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية.
أظهرت التحليلات أن 12,695 مشاركا (أي 4.4% من العينة) تم تشخيصهم بالإكزيما. وبعد أخذ العوامل الديموغرافية وحالة التدخين في الاعتبار، وُجد أن الأشخاص المصابين بالأكزيما كانوا أكثر عرضة للعيش في مناطق ذات مستويات مرتفعة من جسيمات "PM2.5". من المثير للاهتمام أن كل زيادة بمقدار 10 ميكروغرام/متر مكعب في تركيز جسيمات "PM2.5" ارتبطت بتضاعف احتمالية الإصابة بالأكزيما.
يستنتج الباحثون أن زيادة تلوث الهواء، التي تقاس بمستويات "PM2.5"، قد تؤثر على خطر الإصابة بالأكزيما، ويرجح أن يكون ذلك من خلال تأثيرات التلوث على الجهاز المناعي.
وأضاف الباحثون: "تظهر الدراسة أن الأفراد في الولايات المتحدة الذين يتعرضون للجسيمات الدقيقة أكثر عرضة للإصابة بالأكزيما، مما يعمق فهمنا للتأثيرات الصحية الهامة للتلوث الهوائي."