وقف النار واوهام التسويات في حالة الحرب الوجودية.
مقالات
وقف النار واوهام التسويات في حالة الحرب الوجودية.
ميخائيل عوض
15 تشرين الثاني 2024 , 10:25 ص

ميخائيل عوض

حفلة تضليل وتهويل وتوهين وتشكيك جارية على الفضائيات والوسائط والوسائل مفتعله ليست بريئة ابدا.
بلا اية مقدمات او معطيات مادية واقعية وبلا اية مؤشرات او احداث دالة تهب بين الحين والاخر عاصفة نقاشات وحوارات وينشغل الفضاء الاعلامي بتحليلات وتنظيرات ما انزل الله بها من سلطان. والاخطر ان اعلام ومنصات محور المقاومة ومنظريه واعلاميه اول من يتلقفها ويلوكها وينفخ فيها وكأنها حقائق. وكان الامور حقا ذاهبة الى تسوية او كان هناك جهود حقيقية جادة لإنجاز اتفاقات.
خبر يسرب عبر منصة او وسيلة إسرائيلية او امريكية فينبري الكثيرون لتلقفه والتنظير له واشغال الاعلام والعقول ثم تنطفئ الخبرية وكان لا شيء حصل. وبعد ايام تعود الكرة لتسريب في وسيلة  غير معروفة ولا موثقه وتجري الابحاث والتحليلات والتنظيرات.
قطعا امر ليس بريء خاصة ان المصادر دائما اما إسرائيلية او مجهولة واكثر من ينفخ بها ويشتغل عليها قناة الجزيرة وتجر الجميع خلفها كأنهم قطيع.
في واقع الحال ومسارات الامور والاحداث ان نتنياهو يخوضها حرب وجودية وحدد لها سقوف عالية ولم يستجب الى اية طلبات او ضغوط او رجاءات واسقط كل المحاولات لإنتاج وقف للنار في غزة فكيف الحال باتفاق وهدنه وتسويات!!! 
والاخطر ان نتنياهو تحت غطاء دخاني من الحديث عن اتفاقات وتسويات يقوم بالتصعيد وزيادة مناسيب التدمير في غزة ولبنان وفي سورية. وامريكا تتولى الساحتين العراقية واليمنية مع شركائها الاطلسي والنظام الانجلو ساكسوني.
الحملة تستهدف لبنان ومقاومته وتطاول على سورية وروسيا والهدف تخليق مناخات اعلامية توحي بان المقاومة هزمت والمحور تفكك وروسيا انقلبت على مصالحها وطبيعتها وكأن الجميع في وضع الساعي والمهرول الى الاستسلام وقبول الاملاءات الاسرائيلية وفي اولها تسليم السلاح وانهاء المقاومة وحزب الله وتحويل لبنان الى محمية اسرائيلية واستسلام سورية وتحولها مع روسيا الى منفذ اوامر نتنياهو.
يتحدثون عن اوراق إسرائيلية امريكية وعن هوكشتاين وهوكشتاين لا يعلم فقط يستخدم اسمه وهو شخصيا يعرف ان ادارته منتهية الصلاحية ولم يكلفه احد وليس من احد يمكن ان يتفق مع ادارة منتهية الصلاحية ولم تمن على نتنياهو وهي بكامل صلاحياتها وكان محتمل ان تبقى وتعود اقوى.
انها بلا شك ترهات واكاذيب وخدع اعلامية مشبوهة المصادر والاهداف تحركها اصابع وتديرها ايدي وعقول تعمل تحت السيطرة الامريكية الاسرائيلية للتأثير على المعنويات واخفاء الاخفاقات الإسرائيلية في الحرب وللإيهام بان إسرائيل مازالت قادرة على فرض الشروط والاتفاقات وكان المحور والمقاومة في لبنان قد رفعت الراية البيضاء.
الامل والرجاء ان تتنبه فضائيات ووسائل ومنصات المقاومة والمحسوبة عليها وكذلك اعلاميي المحور والناطقين باسمه او من يقدمون انفسهم انهم مالكي  مفاتيح القرار في المقاومة وفي المحور والرجاء الا ينخرطوا في حملة تستهدف المقاومة وجمهورها ومعنوياتها وهدفها التشكيك بقدراتها وبجدوى تضحياتها.
الحرب مستعرة ولم تنضج ظروف وقفها او انتهائها والحرب الوجودية وهذه الجارية وجودية ومصيرية كما وصفها الشهيد السعيد السيد حسن نصرالله لن تنتهي ولن تتوقف قط الا بمنتصر ومهزوم والمنتصر هو من يفرض الشروط ويصيغ الاتفاقات لتنظيم الاستسلام وليس للعودة الى ضوابط وقواعد اشتباك.
في مجريات الحرب وفي القتال الاسطوري لمجاهدي المقاومة في غزة والجنوب وفي اداء المقاومة وتطويرها باستخدام السلاح والكشف عن جديدها وفعاليته وتمكنها من ضرب حصن حصون الجيش والدولة الاسرائيلية فبعد غرفة نوم نتنياهو وزارة الدفاع ومقرات الاركان والقيادة وفي تل ابيب.
 فالمعطيات والظروف والقدرات تجزم بان النصر سيكون للمقاومة وليس لإسرائيل التي هزمت فيها وترتسم كل مؤشرات وعلامات الهزيمة وتتبلور ظروفها وبيئتها الاستراتيجية وميزان القوى الكلي.
 والحق ان إسرائيل وامريكا واحلافهم استخدموا كل واي من عناصر قوتهم بينما المقاومات والمحور والساحات والجبهات التي توحدت لم تستخدم اكثر من ٢٠% من القدرات فكيف تكون تسويات واتفاقات تستجيب لشروط نتنياهو؟؟ ومن يروج لها ولاية اهداف والحرب مستعرة وعلى اشدها وتتهيء للمزيد من العصف.
قليلا من الروية وقليلا من التفكير الجدي والعملي والواقعي وكل الحذر من الوقوع في افخاخ الاعلام والترويج الإسرائيلي الامريكي الهادف للتشكيك بالمقاومة وقدراتها وانجازاتها وتضحياتها والاخطر بشهدائها ومعاناة اهلها وشعوبها.
تذكروا ان السيد حسن نصرالله بين شهداء هذه الحرب وشهادته حجه على المقاومة واهلها ولن يفرط احد بوصاياه ووعده بالنصر  فالكل سيبذل المستحيل وكل المستطاع لتحقيق وعده قريبا بالصلاة في الاقصى.
الحرب جارية ومسارحها تتسع وتعصف وسيخرج منها منتصر ليفرض شروطه فلا اتفاقات ولا هدن ولا تسويات.
وقد لخصها نتنياهو وغالانت بحرب وجودية اذا هزمت فيها اسرائيل لا مكان لها في المنطقة فاستعدوا لزمن لا اسرائيل فيه.
المصدر: موقع إضاءات الإخباري