قدم الحساب الصيني "C Major" بيانات محدثة عن صاروخ كروز DF-100 الأسرع من الصوت، الذي يُعرف أيضا باسم "تشانغجيان-100" (CJ-100). الصاروخ هو نظام أرضي يُقدر مداه بين 3000 و4000 كيلومتر، مع سرعة طيران مستمرة تصل إلى ماخ 4. تم تصميمه للضربات الدقيقة ويتميز بقدرات تستهدف أنواعا مختلفة من المنشآت والهياكل.
مدى موسع لتوسيع نطاق الاستهداف الاستراتيجي
يمتد المدى المعلن للصاروخ DF-100 عبر منطقة غرب المحيط الهادئ، مما يمكّنه من الوصول إلى المنشآت الاستراتيجية مثل القواعد العسكرية الأمريكية في غوام، مما يجعلها عرضة للضربات الدقيقة، وقد تم عرض DF-100 علنًا لأول مرة خلال عرض اليوم الوطني للصين في 1 أكتوبر 2019، حيث كان مدى الصاروخ في ذلك الوقت يتراوح بين 2000 و3000 كيلومتر، مع سرعة تتراوح بين ماخ 4 وماخ 5. النظام قادر على استهداف منشآت برية، هياكل محصنة، ملاجئ تحت الأرض، وسفن بحرية كبيرة. يمكن نشره في شكل زوجي على مركبة إطلاق "10x10" ونقله بواسطة أنظمة النقل، كما يمكن إطلاقه من قاذفة H-6K.
تقنيات متقدمة ودقة عالية
يعمل DF-100 بسرعات أسرع من الصوت لمعظم رحلته، ويتبع مسارا يصل به إلى ارتفاعات تتجاوز 30 كم، يساعد هذا المسار على تقليل مقاومة الهواء ولكنه يزيد من تعرضه لاكتشاف الرادار. يتضمن نظام التوجيه في الصاروخ تقنيات متقدمة مثل الملاحة بالقصور الذاتي، مطابقة التضاريس، مطابقة المشهد، وتحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية، مما يضمن دقة عالية. هذه القدرات تسمح للصاروخ بضرب الأهداف الثابتة والمتحركة، بما في ذلك السفن البحرية البطيئة الحركة.
الخصائص الفنية للصاروخ DF-100
يبلغ طول صاروخ DF-100 أكثر من 9 أمتار، وقطر المقذوف يتراوح بين 0.7 و1 متر، وسعة الحمولة تتجاوز 500 كيلوغرام. يعمل الصاروخ بمحرك رم جيت، ويحقق سرعة تصل إلى ماخ 5 خلال مرحلة الهجوم النهائي. يتضمن عملية بثلاث مراحل: مرحلة الدفع الأولي باستخدام محرك صاروخي صلب، مرحلة الطيران عبر مستويات من 30 إلى 40 كم، ومرحلة الانزلاق النهائي التي تتسم بالمناورة عالية السرعة، مما يعزز قدرته على التهرب من الدفاعات الجوية وضرب الأهداف المتحركة.
التحديات الأمنية والتأثيرات الإقليمية
في عام 2020، أشار تقرير من معهد دراسات الفضاء الصيني التابع للقوات الجوية الأمريكية إلى أن صاروخ DF-100 جزء من فرقة الصواريخ التابعة لقوة الصواريخ التابعة لجيش التحرير الشعبي في شاندونغ. يصل المدى الفعال الأدنى للصاروخ إلى 2000 كم، مما يضع تايوان وكوريا الجنوبية واليابان والفلبين الشمالية ضمن نطاقه العملياتي. وقد تم تقييم الصاروخ ليصل إلى القدرة العملياتية الكاملة بحلول عام 2022.
وقد أُدرج صاروخ DF-100 كأحد القضايا المهمة في تقييمات الدفاع التايوانية. ففي أكتوبر 2023، أفادت وزارة الدفاع الوطني التايوانية لليوان التشريعي بأن الصاروخ يمكن أن يؤثر على الأمن الإقليمي من خلال تقليص الوصول البحري للحوالي. وأدت هذه التقييمات إلى قيام تايوان بشراء أنظمة باتريوت PAC-3، بينما نشرت كوريا الجنوبية نظام الدفاع عن المناطق العليا (THAAD).
التطبيقات في الاستراتيجية الصينية لمكافحة الوصول ورفض المنطقة (A2/AD)
يمثل صاروخ DF-100 جزءًا من استراتيجية الصين لمكافحة الوصول ورفض المنطقة (A2/AD)، والتي تهدف إلى تحدي أنظمة الدفاع الصاروخي الحالية عبر تقليل وقت الاستجابة لاعتراض الصواريخ وزيادة احتمالية اختراق الدفاعات. قدرته على حمل رؤوس حربية تقليدية أو نووية تعزز من فاعليته العملياتية.
الآثار على استراتيجية القوة العسكرية الإقليمية
يمثل صاروخ DF-100 تطورًا في تكنولوجيا الصواريخ، بما في ذلك تحسينات في المدى وأنظمة الاستهداف والمرونة العملياتية. هذه التحسينات، جنبًا إلى جنب مع نشر النظام، تؤثر بشكل مباشر على الديناميكيات الأمنية الإقليمية. إن مدى الصاروخ وقدراته يتطلبان تعديلات في التدابير الدفاعية من قبل الدول المجاورة والدول ذات المصالح في المنطقة. وبالتالي، يعد DF-100 عنصرا حاسما في مناقشات الاستراتيجية العسكرية الإقليمية وتوازن القوى.