تمكن الباحثون في جامعة أوسلو من تطوير روبوت جديد يُسمى "ZRob" قادر على إنشاء إيقاعات جديدة وعزف الطبول بسرعة تتجاوز قدرة البشر. يعد هذا الروبوت خطوة كبيرة نحو فتح آفاق جديدة في التطبيقات الموسيقية، ويقدم رؤى جديدة للتطورات المستقبلية في مجال الروبوتات بشكل عام.
تطوير ZRob: الروبوت المبدع في الإيقاعات
تم تطوير "ZRob" كجزء من أطروحة الدكتوراه لموتابا كرباسي في مركز ريتمو للدراسات متعددة التخصصات في الإيقاع والزمان والحركة بجامعة أوسلو. ويُعرب كرباسي عن اعتقاده بأن "الروبوتات التي تعزف سوياً ستجد نمطاً مختلفاً عما هو موجود في الموسيقى البشرية".
إلهام من الإنسان: التفاعل بين الحواس والحركة
يستند تطوير ZRob إلى قدرة البشر على أداء الأفعال المعقدة بسهولة نسبيًا. كما يوضح كرباسي، يمكن للبشر تقدير وزن كوب من الماء ورفعه دون أن ينسكب منه شيء. ومع ذلك، يضيف ألكسندر ريفسوم ينسينيوس، أستاذ في ريتمو (ومشرف كرباسي)، أن "الروبوتات بحاجة إلى أن تصبح متعددة الحواس في المستقبل، مما يعني أنه يجب أن تمتلك المزيد من الحواس إذا كانت ستتمكن من التفاعل بشكل كامل مع البشر".
الروبوتات الطبلية: خطوة للأمام
على الرغم من أن "ZRob" ليس أول روبوت طبال يتم تطويره، مثل "CyberOne"، إلا أنه يمثل تطورًا ملحوظًا من حيث البراعة والإمكانات. يعتقد ينسينيوس أن الروبوتات في المستقبل يجب أن تكون متعددة الحواس، وهي قدرة ضرورية لتحقيق تكامل فعال مع البشر.
خصائص ZRob الفريدة: محاكاة الحركة البشرية
أحد الجوانب المميزة في "ZRob" هو ذراعه التي تحاكي الحركة الطبيعية للمعصم البشري. يحتوي الذراع على زنبركين في كل جانب ليمنح الحركة درجة من المرونة. هذه الزنابير، إلى جانب الذكاء الاصطناعي المدمج، تسمح للروبوت بالتكيف بسهولة أثناء ضرب الطبل. كما أن ZRob يمتلك بعض الحواس البدائية مثل القدرة على الاستماع ومتابعة موقع ذراعه في الوقت الفعلي.
زوايا جديدة للموسيقى البشرية
عند العمل مع روبوتات متعددة في نفس الوقت، يمكن أن تُسمع إيقاعات قد تكون صعبة على البشر أن ينتجوها. يوضح كرباسي أن "الخصائص الفيزيائية المختلفة تشكل النتيجة تمامًا، مثل قطعة بيانو تُعزف بواسطة أربعين إصبعًا - النتيجة غير قابلة للتوقع، ومن الصعب على البشر تخيل كيف تم إنتاجها".
الربوتات كمصدر للإلهام وليس بديلاً للبشر
يعتقد كرباسي أن الموسيقى التي يتم إنشاؤها بواسطة الروبوتات لا يمكن أن تتناغم مع المشاعر الإنسانية مثل الموسيقى التي يؤديها البشر، لكنه يرى أن الروبوتات يمكن أن تكون مصدر إلهام للموسيقيين. ويقول كرباسي: "الروبوت الذي يُحاكي سلوك الإنسان بدقة لن يكون مصدر إلهام؛ ولكن إذا استطعنا خلق روبوتات تأخذ بعضًا من إنسانيتنا وتكون فريدة من نوعها، فإنها ستلهم بشكل أكبر".
التطبيقات المستقبلية للروبوتات الموسيقية
يمكن أن يستخدم الموسيقيون هذا النوع من الروبوتات للتدريب والممارسة. على سبيل المثال، إذا كنت تعزف على الجيتار وتغني، يمكنك استخدام روبوت الطبل ليلعب معك. كما يمكن للروبوت أن يساعد أولئك الذين فقدوا أطرافهم في أداء المهام التي تتطلب حركة اليد، مما يوفر بديلاً مؤقتًا.
نحو روبوتات أكثر تطورا
يضيف ينسينيوس أن هذه الأبحاث يمكن أن تكون لها قيمة تطبيقية كبيرة في المستقبل. "إذا تمكنا من تطوير روبوتات الطبل المعقدة التي تستطيع أن تستشعر وتتكيف مع سلوكها، فإننا نكون قد اقتربنا من إنشاء روبوتات قادرة على أداء مهام أخرى مثل رفع كوب من الماء أو تقطيع خيار دون مشاكل".