إعداد ومتابعة: ربى يوسف شاهين
بعث سيادة المطران عطاالله حنا من القدس المحتلة ومن كنيسة القيامة المباركة رسالةً جاء فيها:
أيها الأحباء أيها الإخوة والأخوات الأعزاء أخاطبكم مجدداً في صبيحة هذا اليوم الأحد المبارك من كنيسة القيامة في القدس القديمة.
والأقصى والقيامة في القدس توأمان لا ينفصلان.
السلطات الاحتلالية الغاشمة سعت دائماً من أجل إثاره الفتن والتشرذم في مجتمعنا.
ونحن اليوم نؤكد لكم ومن رحاب القدس العتيقة والقديمة من رحاب قيامتها وأقصاها بأننا:
كنا وسنبقى جسداً واحداً وعائلة واحدة وشعباً فلسطينياً واحداً مسيحيين ومسلمين نعمل من أجل الحفاظ على القدس والتي هي أمانةٌ في أعناقنا جميعاً.
وندافع عن فلسطين وقضيتها العادلة والتي هي قضية المسيحيين وقضية المسلمين وقضية العرب جميعاً وقضية كافة الأحرار في مشارق الأرض ومغاربها
بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو العرقية.
في كنيسة القيامة وفي صبيحة هذا اليوم نقف إجلالاً وتكريماً و وفاءً لدماء شهدائنا.
شهداء فلسطين شهداء لبنان شهداء سورية شهداء الأمة العربية كلها حيث هنالك دماءً تسفك من أجل الكرامة والحرية والانعتاق من هذا الاستعمار والاحتلال.
القدس أيها الأحباء ستبقى عربيةً فلسطينيةً حاضنةً لأهم مقدساتنا وتاريخنا وعراقة وجودنا في هذه الأرض المباركة والمقدسة من العالم.
رغماً عن كل الإجراءات الاحتلالية التي تسعى لطمس معالم القدس وتزوير تاريخها والنيل من هويتها وتراثها وأصالتها.
ستبقى القدس لأهلها ستبقى القدس عنواناً لكل عربي لكل مسلمٍ ومسيحي ولكل إنسانٍ حر في هذا العالم إنها قبلة الأحرار في كل مكان.
أيها الأحباء نلتفت إلى غزة نلتفت إلى لبنان فنرى أمامنا دمارً هائلا، ودماءً بريئةً تسفك هنا وهناك عدونا واحد من يستهدف غزة هو ذاته الذي يستهدف لبنان وهو الذي يعتدي على سورية الأبية كلنا مستهدفون.
هذا الاستعمار وهذا الإحتلال المدعوم أمريكياً وغربياً لا يريد الخير لأمتنا العربية ولا يريد الخير لفلسطين و لسورية وللبنان.
هؤلاء يتآمرون علينا ويخططون للنيل من بلداننا وأقطارنا ويعملون على تصفية القضية الفلسطينية.
قادة الاحتلال يقولون: بأنهم لا يعترفون بفلسطين ولا يعترفون بشعبٍ فلسطيني.
ويقولون : بأن هذه كلها إسرائيل لا يعترفون بوجودنا.
ونحن نقول: بأننا لسنا بحاجة إلى اعترافهم الفلسطينيون موجودون وفلسطين موجودة سواءً اعترفوا بنا أو لم يعترفوا بنا
نحن هنا باقون متشبثون بانتمائنا لأقدس بقعةٍ في هذا العالم فلسطين الأرض المقدسة.
أحبائي وأمام القبر المقدس وأمام هذا النور المبارك الساطع من هذا القبر المقدس نستمد العزيمة ونؤكد بأن ما نمر به اليوم من ألالامٍ واحزان من دمارٍ وخراب لا بد أن تكون لهذه الطريق نهاية.
نحن نرى نوراً في نهاية النفق لا تكونوا متشائمين لا تكونوا غارقين في ثقافة الإحباط والقنوط كونوا دائما متفائلين.
الأعداء يريدوننا أن نكون متشائمين ويردوننا أن نكون غارقين في الإحباط واليأس والاستسلام ولن تكون.
نحن أصحاب قضايا عادلة والقضايا العادلة هي التي تنتصر في النهاية.
صحيح أن هنالك تضحيات هنالك دماء هنالك دمار هنالك ألالام وأحزانٌ ودموع في غزة في لبنان وفي أماكن أخرى ولكن نحن الذين سننتصر في النهاية.
أمتنا هي المنتصرة في النهاية فلسطين ستعود إلى اصحابها عاجلاً ام أجلاً ونتمنى أن يكون هذا عاجلاً.
ولبنان سيبقى أيضاً عنواناً للمحبة والأخوة والثقافة والرقي الفكري.
وسورية ستبقى قلب العروبة النابض سورية التي ضحت وقدمت الكثير من أجل قضايا الأمة لاسيما قضية فلسطين.
أحبائي من القدس أبعث إلى كل واحدٍ منكم تحيةً مقدسيةٍ عطرة تحية الأقصى والقيامة تحية الوحدة الوطنية المسيحية والإسلامية تحية القدس عاصمة فلسطين والتي كانت وستبقى عربيةً رغماً عن كل سياسات الاحتلال.
وسيبقى نداؤنا وستبقى رسالتنا أوقفوا حرب الإبادة حرب التطهير العرقي أوقفوا الحرب التي يتعرض لها أهلنا في غزة المنكوبة المكلومة والمحاصرة .
أوقفوا الحرب عن لبنان الحبيب والشقيق.
وشكرا لكم.