تحفيز القلب البشري على الشفاء الذاتي بخلايا عضلية جديدة.. ابتكار علمي
منوعات
تحفيز القلب البشري على الشفاء الذاتي بخلايا عضلية جديدة.. ابتكار علمي
25 تشرين الثاني 2024 , 13:13 م

كشف باحثون من معهد كارولينسكا في السويد عن آفاق جديدة لعلاج فشل القلب من خلال دراسة قدرة القلب على تجديد خلاياه العضلية، حتى في الحالات الشديدة التي تتطلب عادة زراعة القلب أو الدعم الميكانيكي.

تعزيز التجديد الذاتي لخلايا القلب

تشير الدراسة إلى أن استخدام مضخات القلب الداعمة يمكن أن يُعزز بشكل كبير من قدرة القلوب التالفة على تجديد خلايا عضلية جديدة بمعدل يفوق القلوب السليمة. ويعد هذا الاكتشاف اختراقا في فهم كيفية تعافي القلب بعد الإصابة بفشل حاد.

عادةً، يمتلك القلب البشري قدرة محدودة جدا على تجديد خلاياه العضلية (المعروفة بـ الخلايا العضلية القلبية)، لكن بعد الإصابة بفشل حاد، تنخفض هذه القدرة إلى مستويات أدنى. وهنا يأتي دور جهاز "مضخة دعم البطين الأيسر" (LVAD)، الذي يُستخدم لمساعدة المرضى في ضخ الدم وتحسين وظائف القلب.

آلية "إعادة التشغيل"

وجد الباحثون أن المرضى الذين خضعوا للعلاج باستخدام مضخة القلب قد حققوا معدلات تجديد لخلايا القلب تزيد بست مرات عن المعدل الطبيعي في القلوب السليمة.

صرح الدكتور أولاف بيرغمان، الباحث الرئيسي في قسم البيولوجيا الخلوية والجزيئية بمعهد كارولينسكا، قائلاً:

"تشير النتائج إلى وجود آلية خفية يمكنها إعادة تشغيل عملية الإصلاح الذاتي للقلب."

حتى الآن، لم يتمكن الباحثون من تفسير السبب وراء هذه الظاهرة. وأكد الدكتور بيرغمان أن هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات لفهم العمليات الخلوية والجزيئية المرتبطة بهذا التأثير.

آفاق جديدة لعلاج فشل القلب

يفتح هذا الاكتشاف الباب لتطوير علاجات مبتكرة تعتمد على تحفيز قدرة القلب على الشفاء الذاتي بعد الإصابات. ومن شأن هذه العلاجات أن تقلل الاعتماد على زراعة القلب أو الأجهزة الميكانيكية طويلة الأمد.

قال بيرغمان:

"هذا يمنح الأمل في تعزيز التعافي بعد الأزمات القلبية."

قياس عمر الخلايا: تقنية مبتكرة

عادةً ما يكون من الصعب تحديد عمر الخلايا البشرية ومعرفة الخلايا الجديدة من القديمة، لكن الفريق البحثي اعتمد على طريقة مبتكرة طورها البروفيسور يوناس فريسين، أستاذ أبحاث الخلايا الجذعية في معهد كارولينسكا.

تعتمد الطريقة على قياس نسبة الكربون المشع في الخلايا، والتي انخفضت بشكل تدريجي منذ حظر التجارب النووية في عام 1963. هذا التراجع يساعد العلماء على "تأريخ" الخلايا الجديدة بدقة.

تشير هذه الدراسة إلى إمكانية غير مسبوقة لتعزيز عملية الشفاء الذاتي للقلب البشري. إذا تمكن العلماء من فهم الآليات الكامنة وراء هذا الاكتشاف، فقد نشهد ثورة في علاج أمراض القلب الحادة، مما يوفر أملاً جديدا لملايين المرضى حول العالم.