تشير الأبحاث الجديدة إلى أن دواءً شائعا لعلاج الغدة الدرقية، يتم وصفه غالبا للأمريكيين الأكبر سنا، قد يكون مرتبطا بمشكلة شائعة في سن الشيخوخة، وهي فقدان العظام.
ما هو ليفوثيروكسين؟
ليفوثيروكسين هو هرمون صناعي يُوصف عادة لعلاج قصور الغدة الدرقية، وهي حالة لا تنتج فيها الغدة الدرقية ما يكفي من الهرمونات التي يحتاجها الجسم، مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن، التعب، تساقط الشعر، وفي النهاية مضاعفات خطيرة قد تكون مميتة.
تشير التقديرات إلى أن حوالي 23 مليون أمريكي يتناولون ليفوثيروكسين يوميا. بعضهم قد يتناوله لفترة طويلة بحيث أصبح من غير الواضح لماذا تم وصفه في البداية أو ما إذا كان لا يزال ضروريا.
هل يوجد خطر على العظام؟
قالت الدكتورة إلينا غوتبي، الباحثة الرئيسة في الدراسة وزميلة ما بعد الدكتوراه في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز في بالتيمور: "تشير البيانات إلى أن نسبة كبيرة من وصفات هرمون الغدة الدرقية قد تُعطى للبالغين الأكبر سنا دون وجود حالة قصور في الغدة الدرقية".
يعتبر المعدل الطبيعي لهرمون تحفيز الغدة الدرقية (TSH) في الدم بين 0.4 إلى 5.0 ميكرو وحدة دولية لكل مليلتر. وتم ربط زيادة هذا الهرمون بزيادة خطر الإصابة بكسر العظام.
الدراسة الجديدة حول ليفوثيروكسين وفقدان العظام
في هذه الدراسة، أراد فريق غوتبي معرفة ما إذا كان استخدام ليفوثيروكسين ومستويات الهرمون المرتفعة ضمن هذا النطاق قد يؤدي إلى المزيد من فقدان العظام بمرور الوقت لدى كبار السن الذين لديهم وظائف درقية طبيعية.
تم الاستناد إلى بيانات 445 مشاركا في دراسة أجريت في بالتيمور حول كبار السن ذوي مستويات الغدة الدرقية الطبيعية. شمل المشاركون 49 امرأة و32 رجلًا يتناولون ليفوثيروكسين، و364 شخصا لا يتناولونه. تم متابعة المشاركين لمدة متوسطة بلغت 6.3 سنوات.
بعد أخذ عوامل مثل الطول، الوزن، العرق، تاريخ استهلاك الكحول والتبغ، والأدوية الأخرى في الاعتبار، وجد الباحثون أن أولئك الذين تناولوا ليفوثيروكسين شهدوا فقدانًا أكبر في كتلة العظام وكثافة العظام.
تم عرض النتائج يوم الأحد في اجتماع جمعية الأشعة الأمريكية في شيكاغو.
التحذيرات والتوصيات الطبية
قال الدكتور شادبور دمهري، المؤلف المشارك للدراسة وأستاذ الأشعة في جامعة جونز هوبكنز: "تشير دراستنا إلى أن استخدام ليفوثيروكسين قد يرتبط بفقدان أكبر للعظام لدى كبار السن حتى عند اتباع الإرشادات الحالية".
أما الدكتورة جينيفر مامّن، المؤلفة المساعدة للدراسة وأستاذة الغدد الصماء في جامعة جونز هوبكنز، فقد حثت البالغين الذين يتناولون ليفوثيروكسين على مناقشة علاجهم مع الطبيب وإجراء اختبارات منتظمة لوظائف الغدة الدرقية.
وأضافت: "يجب إجراء تقييم للمخاطر والفوائد، مع مراعاة قوة المؤشرات للعلاج مقابل التأثيرات السلبية المحتملة لليفوثيروكسين في هذه الفئة السكانية".
من المهم أن نذكر أن الأبحاث التي يتم عرضها في الاجتماعات تعتبر عادة أولية حتى يتم نشرها في مجلة محكمة.