إعداد ومتابعة: ربى يوسف شاهين
استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم عدداً من رعاة للكنائس في الأراضي الفلسطينية والذين أتوا إلى المدينة المقدسة في زيارة روحية هادفة للصلاة في الأماكن المقدسة وقد استهلوا زيارتهم بلقاء سيادته في كنيسة القيامة.
وقال سيادته في كلمته: بأننا نستقبل صوم الميلاد الذي نستعد من خلاله روحيا للوصول إلى عيد الميلاد المجيد.
ولذلك فإنني أتمنى لكم صوماً مقبولاً و أياماً مباركة ملؤها الخير والأمل والسلام مع صلواتنا وأدعيتنا بأن تتوقف الحرب في غزة بعد أن توقفت في لبنان .
وأضاف سيادة المطران : بأننا ومن وحي عيد الميلاد المجيد نؤكد بأن فلسطين الأرض المقدسة هي أرض التجسد والفداء وهي البقعة المباركة من العالم والتي اختارها الله لكي تكون مكان تجسد محبته نحو البشر.
علموا أبناءكم الروحيين بأن يستعدوا روحياً للميلاد ولا يجوز اختزال الاحتفاء بالعيد بأشجار وزينات وأنوار فما قيمة كل هذا إذا ما غيب صاحب العيد عن عيده وما قيمة هذه الأنوار والأضواء إذا ما تناسى البعض نور الميلاد الحقيقي الذي سطع من مغارة بيت لحم.
ما أخشاه انه في هذا العالم تناسى الكثيرون صاحب العيد الذي يجب أن نتعلم منه المحبة والرحمة والأخوة وهم منهمكون بزينات وأنوار وبابانويل وكأن العيد اضحى مظاهر احتفالية دون التأكيد على أن هذه المظاهر الاحتفالية هي للتعبير عن الفرح والابتهاج بميلاد المخلص.
وأكد سيادته: افتخروا بانتماءكم للكنيسة الأولى التي شيدت في هذه الأرض المقدسة فمن هنا انطلقت رسالة الإيمان المسيحي إلى كل مكان في هذا العالم.
ونحن لم نستورد المسيحية من أي مكان بل من هنا كانت الإنطلاقة وأرضنا هي أرض مقدسة ويجب أن نفتخر بأننا من أبنائها وأن نحافظ على انتماءنا الروحي وعلى انتماءنا الوطني.
يمكنك أن تكون مسيحياً وأن تكون فلسطينياً وطنياً لا بل أن ايماننا المسيحي يعلمنا كيف يجب أن نتعاطى مع أخينا الإنسان وكيف يجب أن نكون أمناء لكل قيمة إنسانية و أخلاقية و حضارية بما في ذلك انتماءنا للوطن.
البعض يفسرون وبشكل مغلوط ما قيل في الكتاب المقدس:
بأن مملكتي ليست من هذا العالم وكأنه مطلوب منا أن نهمل الشأن الوطني وهنالك بعض من مشوهي الإيمان الذين يحدثوننا عن أورشليم العلوية لكي ننسى أورشليم الأرضية ، فمن أحب أورشليم العلوية أحب أورشليم الأرضية حاضنة أهم مقدساتنا وتاريخنا وتراثنا.
لا تخافوا من أن تعبروا عن موقفكم الوطني وأن تدافعوا عن بلدكم الجريح انطلاقاً من قيمنا المسيحية فليس مطلوباً منا أن نتنصل من مسيحيتنا ومن قيمنا الإيمانية والروحية لكي نكون فلسطينيين مؤتمنين على انتماءنا ومدافعين عن عدالة قضيتنا.
كونوا فلسطينيين وطنيين محبين لوطنكم ومدافعين عن شعبكم المظلوم وكونوا مسيحيين حقيقيين ورعاة أمناء للأمانة التي أوكلت إليكم.
لسنا دعاة حروب وقتل وعنف بل دعاة محبة ورحمة وسلام.
ومن واجبنا كمسيحيين هنا وفي كل مكان أن ننادي بتحقيق العدالة في فلسطين الأرض المقدسة حيث العدالة مغيبة بسبب الاحتلال وبسبب ما يمارس بحق شعبنا من استهداف.
وأوضح قائلاً: واليوم نحن امام حرب إبادة في غزة ويجب علينا جميعاً أن نصلي من أجل اخوتنا هناك وأن نرفع الصوت عالياً بضرورة أن تتوقف هذه الحرب الهمجية التي خلفت كماً هائلاً من المآسي الإنسانية.
القيم المسيحية تعلمنا الصدق والاستقامة وتعلمنا المحبة التي لا حدود لها والانحياز الى جانب كل إنسان مظلوم.
كونوا مسيحيين صادقين مع أنفسكم ومع المحيط الذي تعيشون فيه ودافعوا عن الشعب الفلسطيني فهذا ليس شأناً سياسياً فحسب بل هي مسألة أخلاقية وإنسانية أن تكون منحازً لقضايا العدالة والحرية والكرامة الإنسانية.
قدم سيادته للأباء الكهنة بعض الشروحات عن تاريخ كنيسة القيامة وغيرها من الأماكن المقدسة في القدس.
كما وأجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات واختتم اللقاء بالصلاة والدعاء أمام القبر المقدس من أجل أن يتوقف نزيف غزة.