نتنياهو: الحرب لم تنتهي وقوات الاحتلال تفرض قواعدها؟ هل انتصرت اسرائيل؟
مقالات
نتنياهو: الحرب لم تنتهي وقوات الاحتلال تفرض قواعدها؟ هل انتصرت اسرائيل؟
ميخائيل عوض
29 تشرين الثاني 2024 , 22:27 م

بيروت: ٢٩/١١/٢٠٢٤

ميخائيل عوض

ساذج من يفترص ان نتنياهو انهى حربه على لبنان وعلى حزب الله.

هو اضطر لقبول وقف النار بسبب ضغوط الادارة الامريكية الراحلة ولحاجته للأسلحة والذخيرة ولإراحة الجيش المنهك والمأزوم وقد ظهرت مؤشرات تمرد القوات المقاتلة بعد تمرد الاحتياط بسبب الاخفاقات في الحرب البرية والخسائر المهولة التي تكبدتها قواته.

نتنياهو اعلن أسبابه صريحا واؤكد ان اهداف الحرب لم تتحقق كلها وانه عازم على وقف تسليح المقاومة وتفكيك بنيتها وعينه على سحق حزب الله وتبديد ظاهرته المضيئة في زمن وتاريخ العرب والمسلمين.

يتصرف نتنياهو انه منتصر وانه في جولة من الحرب واعلن اهداف ابعد: سورية وايران وملفها النووي اولوياته.

نتنياهو يقود اسرائيل بلا معيقات ويخوض الحرب بلا روادع او ضوابط وجاد فيما يعلنه. يناور ويداور ولا يغير من اهدافه كما في غزة كذلك في لبنان وعموم المحور والجبهات التي توحدت.

الاجراءات التي اتخذها الجيش الاسرائيلي في الجنوب تؤكد ان نتنياهو مصمم وقراره ان يفرض سيطرة على الجنوب عبر قواته مباشرة ولا يمانع باستخدام الجيش اللبناني واليونيفيل واداته المندوب الامريكي عبر لجنة المتابعة ومسانده المنظومة السياسية اللبنانية.

يتصرف كالواثق من انه في طريقه لانتزاع نصر كامل. وتقاليد اسرائيل وامريكا انها تصافح ولا تسامح فان ترك على هواه سيطارد حزب الله وقادته وكوادره ومواقعه ويصفيهم بلا هوادة وبكل الوسائط بما في ذلك بطائراته وفرق الاغتيال والخطف .

تذكروا: ان اسرائيل وامريكا فعلتها مع عرفات وقادة فتح ومع العراق وقادة جيشه ومع معمر القذافي وقيادته.

اسرائيل في الحرب لم تنتصر ابدا ولم تحقق اي من اهدافها وغاياتها باستثناء التدمير وارتكاب المجازر وقتل القادة.

الميدان اعجز المقاتلون الاساطير الجيش الإسرائيلي واثخنوه جراح وخسائر وافشلوا هجوماته البرية كما تمكن رماة الصواريخ الدقيقة والنوعية والمسيرات من الوصول الى غرفة نوم نتنياهو.

هل تستقيم معادلة اسرائيل مهزومة في الحرب وفي الميدان ومنتصرة وقادرة على فرض اردتها ومخططاتها في السياسة والدبلوماسية؟

مفارقة خطيرة كانت اسرائيل قد حققتها في حرب تشربن ١٩٧٣ بان عوضت عن هزيمتها العسكرية بخيانة السادات وانتزاع مصر من عروبتها .

في لبنان وبعد اجتياح بيروت ١٩٨٢ تغيرت المعادلة وانقلبت فاسرائيل تخسر الحروب والجولات والمقاومة تراكم الانتصارات والنقاط وتزيد وتستعد للزحف والعبور.

هل جرى امر كبير وخطير غير من المعطيات المادية فعادت اسرائيل تخسر بالحروب وتكسب بالسياسة والدبلوماسية.

اين القطبة المخفية؟

هل من سادات جديد اين ومن؟

ام ان الامور بكليتها من قبل المقاومة مناورة لالتقاط الانفاس واعادة هيكلة البنية والقوة والسلاح ودراسة الاخطاء والثغرات والتثبت من نقاط ضعف اسرائيل ونقاط قوة المقاومة لإعادة تفعيلها وتاليا الاتفاق برمته جرى تمريره لكسب الوقت والعودة الى الميدان مع مفاجات واليات وخطط مختلفة جوهرها المبادرة والهجومية بعد ان اكدت الدفاعية ووهم القوة والالتزام بقواعد وضوابط اشتباك وردع خادعة لم يلتزمها نتنياهو ولا احترمها مضارها ورتبت خسائر فادحة.

الزمن الجاري مازال زمن حرب والحرب لم تنتهي وللمقاومة كامل الحق بان تقرر ما تريد.

فنتنياهو بكل الاحوال عازم ومصمم ولا تثنيه عن اهدافه الا القوة والرجال والسلاح التي اعدهم القائد الشهيد السعيد السيد حسن نصرالله ووعدنا بهم ووعد نتنياهو بهلاك جيشه ونهاية دولته.

وعدنا السيد في اطلالاته الاخير قائلا؛ تضحكون اولا وستبكون كثيرا اخيرا.

وقال: عددكم بدد وايامكم عدد. مازال دمه واخوته القادة والشهداء طازجا وروحه ترفرف وجثمانه لم يوارى الثرى.

للمقاومة قدرات ورجال والمنطقي ان في جعبتها خطط وقدرات وعقول خلاقة ومبدعة وثأرية للشعب والقادة .

في ابسطها العودة الى قواعد وقوانين حروب العصابات الثورية وقد طورتها. فالاعمال خلف الخطوط وارهاق القوات المحتلة لأراض لبنانية وبتبرير الرد على الخروقات مفيدة وتطوير خلاق للمواجهات .

المصدر: موقع إضاءات الإخباري