كتب الأستاذ حليم خاتون :
عدم وجود عدد كبير من الملاجئ لكي لا يضطر الناس إلى النزوح إلى مناطق تعتبر غير صديقة بسبب التركيبة السياسية والاجتماعية والطائفية العفنة في لبنان...
كان يجب أن يكون هناك ضاحيتان، واحدة فوق الأرض وواحدة تحتها...
كلفة المتر المربع الواحد من هذه الملاجئ مع تجهيزات حد ادنى بسيط لا يزيد على ١٥٠ دولارا...
لو كان تم تخصيص مئة مليون دولار سنويا منذ ٢٠٠٦ لكانت الضاحية والبقاع والقرى والبلدات ظلت في امان أثناء الحرب وكنا استعملنا تلك المساحات تحت الأرض لأكثر من غرض بدل تلزيم إعادة الاعمار لشركات لأهداف تنفيع حلفاء تبين انهم أسوأ من العقارب...
يجب العمل على الحد من الارتفاعات والانتشار افقيا قدر المستطاع لأن حربنا مع إسرائيل لا نهاية زمنية لها...
"إسرائيل خطر وجودي على كل الطوائف دون استثناء حتى لو تملق عبيد السبت مثل شارل جبور أو رامي نعيم او طوني ابو نجم...
الشعار الذي يجب رفعه ليس
"ستعود أجمل مما كانت"...
بل سوف تعود اكثر تنظيما وأكثر أمنا لأيام السلم وايام الحرب...
ثم كيف ينعدم وجود تحصينات فعالة في المدن والبلدات والقرى ونحن نعرف مدى عداوة اسرائيل ومدى وحشيتها...
حتى شبكة الأنفاق بدا انها أقل فعالية من شبكة غزة...
لقد استعملت إسرائيل ١٠ قنابل خارقة للتحصينات تستطيع اختراق ستة أمتار من الباطون لاغتيال السيد حسن الذي كان على عمق ثماني طوابق تحت الأرض، اي ما يقارب ٢٤متر...
لم تستطع هذه القنابل الوصول إلى هذا العمق...
الذي قتل السيد نصرالله هو النقص في الأوكسجين...
تنبه حزب الله لهذه المسألة عند اجتماع السيد هاشم صفي الدين فانزلت عدة قوارير أوكسيجين...
لهذا حاصر الطيران المسير المنطقة لعدة أيام حتى نفذ الأوكسجين...
أولا، يجب حل مشكلة التهوئة في أنفاق أفقية طويلة متعددة المخارج تؤمن التهوئة كما تؤمن عدم محاصرة من يكون تحت الأرض...
ثانيا، الطيران الحربي لا يستطيع القيام بما تقوم به المسيرات؛ لذلك كان يجب على الحزب امتلاك غابة من الصواريخ على الكتف لمنع عمل المسيرات بالحرية التي عمل بها...
يتساءل المرء عن سبب عدم دخول عشرات الآلاف من من حملة هذه الصواريخ على بقعة واسعة جدا في الجنوب والبقاع لا يستطيع أي جيش مهما كبر تغطيتها...
؟كم مسيرة كانت تحاصر او تقصف مدينة النبطية...
كان يكفي وجود ٥٠ او ١٠٠ قاذف لعرقة عمل هذه المسيرات...
ثالثا، القنابل الخارقة للتحصينات غالية الثمن ولا تستعمل الا في حالات خاصة مثل اغتيال القادة، لذلك كان يجب وجود ضاحية ثانية واسعة جدا تحت الأرض...
رابعا، يجب الاعتراف بأن حزب الله كان مخروقا على مستوى فوق الوسط، والسبب في هذا هو تراخي الحزب في التعامل مع العملاء...
العمالة منتشرة في السلطات اللبنانية كافة لذلك لم نجد حالة إعدام عميل...
كان يجب على حزب الله تنفيذ اعدامات ميدانية مباشرة على الأرض وليس تسليم هؤلاء ليتم ترحيلهم كما حصل أكثر من مرة..
خامسا، ارتكب حزب الله عدة أخطاء قاتلة:
أ- بعد اغتيال صالح العاروري لم يقم الحزب بالرد الفوري وفق معادلة حيفا مقابل الضاحية مما خلق الانطباع عند إسرائيل ان الحزب فعلا لا يريد الحرب. لذلك تمادى إلى الأخير...
فإذا كنت تصيح صبح مساء انك لا تريد توسعة الحرب بينما أميركا تقوم بالتوسيع المتواصل، تفقد معادلة الردع تلقائيا...
حزب الله هو من أسقط معادلة الردع عبر تردده...
كل ما فعلته إسرائيل هو قطف الثمار التي تركها الحزب...
ب- تم اغتيال الحاج فؤاد شكر عبر خرق شبكة الحزب الأرضية، ما يعني أن كل أوضاع الحزب كانت كتابا مفتوحا لعيون الموساد لذلك كان يجب فورا الرد على هذا الاغتيال بقصف حيفا مقابل الضاحية ومنع اي اجتماعات تضم اكثر من اثنين او ثلاثة قادة لتقرير ما يجب بدل أن يتواجد عشرات القادة في اجتماع واحد...
زيادة على ذلك...
في هكذا حالات، تلجأ التنظيمات إلى النزول فورا تحت الارض واعتماد اللامركزية بحيث يواجه الخصم عدة هيئات تنظيمية بدل هيئة مركزية مكشوفة واحدة، فيتشتت مجهود العدو...
ظل قرار الحزب مركزيا بحيث لم يكن هناك تخطيط مسبق ولا كان هناك خطة محكمة في تحديد أي من بنك الأهداف يجب ضربه بمجرد وصول مستوى الهجوم إلى حد معين...
يعني كان يجب أن يوجد خطة محددة يجب تطبيقها في حال اغتيال الحاج فؤاد دون انتظار أوامر واجتماعات...
خامسا،
هل يمكن بعد عملية ال pagers أن تصل السذاجة مستوى عدم إغلاق كل الأجهزة اللاسلكية واعتماد إتصالات بدائية...
بل وصلت الثقة عند حزب الله درجة إنه كما يبدو لم يكن يشفر اتصالاته...
لكن الخطأ الأهم والاخطر الذي ارتكبه حزب الله كان عدم المبادرة إلى الهجوم...
لقد استطاع العدو تدمير كمية ضخمة من الصواريخ التي كان بإمكانها تغيير وجه إسرائيل بدل الانتظار والعمل على تلقي الضربات ومحاولة احتوائها...
الشيء الوحيد الذي يمنع إعلان هزيمة حزب الله هو إنه لا يزال يملك ما يكفي للقتال...
كما أن الشيء الوحيد الذي يمنع اعلان انتصار العدو هو هزيمة خمس فرق تتكون من سبعين الف مقاتل أمام عدة مئات من رجال الله لا يزيد عددهم على ٣ إلى ٥ آلاف...