نجح فريق من الخبراء في جامعة تومسك الحكومية لأنظمة التحكم والإلكترونيات الراديوية (TUSUR) في تطوير سترة متقدمة لتدفئة الغواصين، مصممة خصيصاً لتحمل درجات الحرارة المنخفضة في المياه المغطاة بالجليد، هذا الابتكار يعِد بتحسين كبير في تجربة الغواصين، سواء للهواة أو المحترفين، الذين يعملون في أعماق البحار والمحيطات.
تصميم متطور لتدفئة تدوم طويلاً
أعلنت الخدمة الصحفية لجامعة تومسك أن السترة الجديدة مزودة بنظام تدفئة يعمل بشكل مستمر لمدة تصل إلى 4 ساعات، مما يجعلها مناسبة للغوص في البيئات القاسية حيث تكون المياه باردة جداً أو مغطاة بالجليد.
"تم تصميم السترة بالكامل باستخدام مواد روسية الصنع، وسيبدأ الإنتاج التجاري لها في عام 2025"، وفقاً لبيان الجامعة.
آمنة وفعالة في أعماق كبيرة
أوضح كيريل بورودين، مصمم السترة، أن هذه السترة يمكن ارتداؤها تحت بدلة الغوص التي تعزل الماء عن الجسم، وهي مصممة للعمل على أعماق تصل إلى مئات الأمتار تحت الماء. كما أضاف:
"حتى في حالة تسرب الماء إلى بدلة الغوص، تبقى السترة آمنة وتستمر في العمل بكفاءة، ما يتيح للغواصين العمل لفترات أطول تحت الماء دون أن يتعرضوا لانخفاض حرارة أجسامهم."
تدفئة موجهة لمناطق الجسم الأكثر عرضة للبرودة
تتميز السترة بتصميم ذكي يركز على تدفئة منطقة الصدر أكثر من الظهر. وشرح بورودين السبب وراء ذلك:
"عند الغوص، تتجمع طبقة من الهواء في منطقة الظهر داخل بدلة الغوص، مما يوفر عازلاً طبيعياً للبرودة، بينما تبقى منطقة الصدر الأكثر عرضة للبرودة. لذلك، تم تصميم السترة لتوفير تدفئة مكثفة لهذه المنطقة الحيوية."
مواصفات تقنية متقدمة
تتضمن السترة مواد وتقنيات حديثة تجعلها متينة ومرنة في نفس الوقت. وهي مزودة بـ:
قماش مرن ومتين لتحمل الضغوط العالية تحت الماء.
كوابل وألياف كربونية لتوزيع الحرارة بشكل فعال عبر مناطق الجسم المختلفة.
إنتاج تجريبي وبراءات اختراع قيد التسجيل
أشار بورودين إلى أن هذا الابتكار لا يمتلك حالياً نظيراً في السوق الروسية، حيث تم تصنيع كميات صغيرة منه للاختبار والتقييم. ويعمل الفريق حالياً على تسجيل براءات اختراع للتصميم والمكونات المستخدمة في السترة، وهو ما يؤكد تميز المشروع من الناحية التقنية والابتكارية.
وأضاف بورودين:
"نتوقع أن تبدأ عملية الإنتاج التسلسلي للسترة في العام القادم، مما سيساهم في تحسين قدرات الغواصين الروس للعمل في الظروف القاسية."
مستقبل الغوص في المياه الباردة
يعد هذا الابتكار خطوة مهمة في مجال تقنيات الغوص، حيث يهدف إلى تحسين سلامة وراحة الغواصين الذين يعملون في البيئات المائية القاسية. وبفضل هذه السترة الجديدة، سيكون بإمكان الغواصين أداء مهامهم بكفاءة أعلى ولفترات أطول دون القلق من التعرض لانخفاض حرارة الجسم، ما يفتح آفاقاً جديدة للعمل والاكتشاف في أعماق البحار.