عمى التعرف على الوجوه.. اضطراب يعيق التعرف على أقرب الناس
منوعات
عمى التعرف على الوجوه.. اضطراب يعيق التعرف على أقرب الناس
2 كانون الأول 2024 , 15:45 م

يعاني البعض من صعوبة في التعرف على الوجوه المألوفة أو ربطها بالأسماء، وهي مشكلة قد تسبب لهم إحراجاً في المواقف الاجتماعية. لكن وفقاً لدراسة حديثة، فإن هذه الحالة ليست مجرد نسيان عابر، بل تُعرف باسم "عمى التعرف على الوجوه" (Prosopagnosia)، وهي حالة طبية تستدعي الاهتمام كإعاقة مستقلة.

ما هو "عمى التعرف على الوجوه"؟

تشير الأبحاث إلى أن عمى التعرف على الوجوه هو اضطراب يؤثر على قدرة الشخص على التعرف على الوجوه المألوفة، حتى في المواقف اليومية البسيطة، يعاني الأشخاص المصابون بهذه الحالة من:

صعوبة في التعرف على الوجوه المألوفة في الحشود.

الخلط بين الشخصيات التلفزيونية أو الأشخاص الذين يتعاملون معهم باستمرار.

تجنب استخدام أسماء الأشخاص خوفاً من ارتكاب أخطاء.

دراسة حديثة: فهم أعمق للحالة

أجرت الدراسة جامعة بورنموث بالتعاون مع جامعة برونيل، حيث تم فحص 300 شخص بريطاني يعانون من أعراض عمى التعرف على الوجوه منذ الولادة.

وقالت البروفيسورة سارة بيت، أستاذة علم النفس في جامعة بورنموث والمؤلفة الرئيسية للدراسة:

"قد يعتبر البعض هذه الحالة مجرد نسيان، لكن بالنسبة للمصابين بها، تؤثر بشكل كبير على تفاعلاتهم الاجتماعية. في الحالات الشديدة، قد لا يتمكن الشخص من التعرف حتى على أفراد عائلته المقربين."

التحديات اليومية لمرضى "عمى التعرف على الوجوه"

تخيّل أن طفلاً يعاني من هذه الحالة يبحث عن والديه في حشد ولا يستطيع التعرف عليهما. هذا هو الواقع الذي يعيشه المصابون بعمى التعرف على الوجوه يومياً، وللتكيف مع هذا التحدي، يعتمد المصابون على إشارات أخرى للتعرف على الأشخاص، مثل:

نبرة الصوت.

طريقة المشي.

السمات الجسدية الأخرى.

أسباب عمى التعرف على الوجوه: وراثي أم مكتسب؟

يمكن أن يكون عمى التعرف على الوجوه موروثاً، حيث يولد الشخص مصاباً به، أو قد يظهر نتيجة لإصابة في الدماغ. وتشير الدراسات إلى أن المصابين بهذه الحالة قد يواجهون أيضاً صعوبة في:

التعرف على العواطف من خلال تعابير الوجه.

تقدير عمر الشخص أو جنسه بناءً على ملامحه.

ضرورة تصنيف الحالة كإعاقة مستقلة

خلص الباحثون إلى أن "عمى التعرف على الوجوه" يجب أن يُعتبر حالة طبية مستقلة، وليس مجرد مشكلة تتعلق بصعوبة التعرف على الوجوه. هذا الفهم الجديد من شأنه أن يساهم في:

تحسين عمليات التشخيص، حيث يتم التعرف على الحالة بشكل مبكر ودقيق.

تطوير استراتيجيات علاجية لمساعدة المصابين على التكيف مع التحديات التي يواجهونها.

نحو تشخيص أفضل ومستقبل أكثر تفهماً

يمثل هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو تحسين جودة الحياة للأشخاص الذين يعانون من عمى التعرف على الوجوه. إذ يمكن للفهم الأعمق للحالة أن يساعد في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي المناسب، بالإضافة إلى تطوير تقنيات تساعد المصابين على التعرف على الأشخاص في بيئتهم اليومية.