حقق العلماء الصينيون إنجازاً مهماً في مجال زراعة الأعضاء بين الأنواع الحيوانية، حيث نجح فريق من مستشفى "تونغجى" بجامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا في مدينة ووهان في زرع كلية خنزير معدلة وراثياً في جسم قرد المكاك.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة Global Times الصينية، تمكن جسم القرد من التكيف مع الكلية المزروعة، حيث لم يظهر أي علامات على رفض العضو لمدة 184 يوماً، مما يُعد رقماً قياسياً في هذا النوع من التجارب.
أداء الكلية المزروعة
أظهرت الكلية المزروعة أداءً طبيعياً خلال الفترة التي أعقبت العملية، حيث:
استمرت في العمل بشكل طبيعي طوال فترة الخمسة أشهر.
بقيت المؤشرات الفسيولوجية المختلفة لجسم القرد ضمن الحدود الطبيعية، مما يؤكد نجاح التجربة من الناحية الطبية والبيولوجية.
أهمية الإنجاز العلمي
تُعد هذه العملية خطوة مهمة للصين في مجال زرع الأعضاء من الحيوانات إلى البشر، وهو مجال يُعرف باسم الزرع بين الأنواع (Xenotransplantation). يهدف هذا المجال إلى توفير حلول للأشخاص الذين يعانون من نقص حاد في الأعضاء البشرية المتوفرة للزرع، خصوصاً مرضى الفشل الكلوي الذين ينتظرون عمليات الزرع لفترات طويلة.
المقارنة مع التجارب العالمية
يُذكر أن الولايات المتحدة كانت الرائدة في هذا المجال، حيث تم توثيق الأداء طويل الأمد لكلى الخنازير المزروعة في قرود المكاك في حوالي 20 تجربة حول العالم. وتركزت هذه التجارب على علاج المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى مثل تبول الدم.
زراعة كبد خنزير في الصين
لم يكن هذا الإنجاز الوحيد للعلماء الصينيين في مجال الزرع بين الأنواع. فقد أفادت Global Times في وقت سابق بأن فريقاً من الباحثين في الصين نجح في زرع كبد خنزير معدل وراثياً في جسم شخص ميت دماغياً لمحاكاة علاج مرضى فشل الكبد، مما يُبرز التقدم الكبير الذي تحرزه الصين في هذا المجال.
آفاق المستقبل
تمثل هذه التجارب نقلة نوعية في مجال الطب الحيوي، حيث يمكن أن تساهم في حل مشكلة نقص الأعضاء البشرية للزراعة، خاصة إذا أثبتت التجارب المستقبلية سلامة وكفاءة الأعضاء الحيوانية المعدلة وراثياً في الجسم البشري. ومع استمرار التقدم العلمي، قد يصبح زرع الأعضاء بين الأنواع حلاً عملياً لإنقاذ حياة آلاف المرضى حول العالم.