بقلم راسم عبيدات
من وجهة نظري اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان يترنح وفي طريقه للإنهيار ،واسرائيل ستواصل خرقها للإتفاق مدعومة من قبل اللجنة المشرفة من لون سياسي واحد امريكي- فرنسي ،وهي تريد ان تنصب نفسها حكم ومقرر، خطأ الموافقة على اتفاق بتوسيع اللجنة بلون سياسي واحد دون الرجوع الى مجلس الأمن الدولي الذي شكلها، يمنح اسرائيل وتلك اللجنة المشرفة ،طرح تفسيرات مغايرة لنص الإتفاق ،وكذلك اسرائيل تريد من خلال خرقها استمرار تحقيق المكاسب وتعظيمها وتقليل الخسائر،وهي ستعمل لنقل ما حدث ويحدث في سوريا على الجبهة اللبنانية، التزام وحيد من طرف واحد يعدم خرق اتفاق وقف اطلاق النار،اي ما تسميه اسرائيل المعركة بين حربين،بحيث اسرائيل تقوم بالقصف والإستباحة للأراضي والأجواء اللبنانية دون رد من الحزب او الجيش اللبناني، وهي كذلك تريد تثبيت معادلة ردعية جديدة، تقوم على الإمساك بالأمن اللبناني ليس في منطقة الجنوب،بل منع تسليح المقاومة والحزب بالملاحقة والمطاردة، على طول جغرافيا لبنان وصولاً للحدود اللبنانية - السورية،وربط تنفيذ التزامها بشروط وقف إطلاق النار الشامل،حتى يصبح تحقيق هذا الهدف عملياً،بدون اي موجبات او مترتبات تلزمها بسحب جيشها من الجنوب او وقف استباحتها للسيادة اللبنانية،وعدم ربط قضية سحب سلاح المقاومة من الجنوب بتسلح الجيش اللبناني وقدرته على مواجهة الخروقات والإعتداءات الإسرائيلية، واعمى البصر والبصيرة من يعتقد بأن امريكا ستسلح الجيش اللبناني، لكي يكون قادراً على ردع اسرائيل أو ان يشكل قوة حامية لأمن لبنان وسيادته.
المهم القرار الأمريكي- الفرنسي لتفسير الخروقات التي تقول عنها الدولة والحزب بأنها خروقات،زادت عن 100خرق،ستقبل امريكا وفرنسا جزء كبير من ادعاءات وتفسيرات اسرائيل،وستستمر في المناورة بالدعوة للإلتزام بوقف إطلاق النار،دون مساءلة او محاسبة لإسرائيل على ذلك، بإنتظار المتغيرات التي تحدث في سوريا، فإذا ما تمكنت تركيا وتحالفاتها وغرفة العمليات المشتركة المشكلة هناك،وعبر يافطة " النصرة" والتي كانت سابقاً تعرف ب" هيئة تحرير الشام، من تحقيق انتصار في سوريا، فهذا يعني "دفن" اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وفرض شروط وصاية كاملة على لبنان، البحر تسيطر عليه المانيا والجنوب منطقة امنية اسرائيلية ،وبريطانيا تسيطر على الشمال والشرق،وامريكا على داخل لبنان مع شركائها وقضية تسليح الجيش اللبناني.
تركيا قدمت اوراق اعتمادها لترامب،من اجل التنفيذ المشروع والمخطط الإسرائيلي - الأمريكي في المنطقة،الذي رفضته روسيا،بالإمساك بالحدود السورية- اللبنانية،وقطع التواصل الجغرافي ومنع امداد المقاومة والحزب بالسلاح ،واذا ما سقطت سوريا لا سمح الله فالتداعيات على المنطقة كاملة ستكون كارثية، حيث تركيا لديها اطماع بضم حلب والموصل، وكذلك اذا ما تحركت القوات التركية وحلفائها نحو الحدود السورية -العراقية،فسيكون لذلك تداعيات كبيرة على العراق لجهة ربما إندلاع حروب اهلية مذهبية ،في حين الأردن لن يكون بمنأى عن هذه التغيرات،حيث مشروع الوطن البديل بإنتظارها،ضمن المشاريع والمخططات الإسرائيلية ل" الهندسة الجغرافية والديمغرافية في الضفة الغربية،والتي هدفها طرد وتهجير جزء ليس بالبسيط من سكان الضفة الغربية الى الأردن،وكذلك ايران تدرك بأن ما ينتظرها في دفاعها عن امنها القومي ودعمها لسوريا وللمحور، هو بث الفتن المذهبية وفتح الحروب عبر تغذية المذهبية المقيتة، وحتى مصر والتي هي معقل حركة الإخوان المسلمين الرئيسي، ستعود الحركة الى الظهور هناك مجدداً والإمساك بالسلطة ،ولذلك واضح بان التركي قد حسم امره لصالح الحلف الأمريكي- والإسرائيلي،ويستمر في خداع الروسي والإيراني ،ولم يعد معني بمسار استانة ،إنهار ام لم ينهار ،ولذلك هو اقدم على الدخول الى حماة والسيطرة عليها بجيشه واستخباراته وقواته التي تمتلك قدرات عسكرية كبيرة،مستبقاً اللقاء الثلاثي التركي- الروسي - الإيراني في قطر،لبحث ما يعرف بمناطق خفض التصعيد،حيث سيصر التركي على انه سينسحب من حماة مقابل السيطرة على حلب ،وبدون ان يتم رفع الكرت الحمر امام التركي بشكل حاسم لا يحتمل اي مواربة من قبل روسيا وايران،فأعتقد بان روسيا ستخسر مصالحها في سوريا،وابعد من ذلك الداخل الروسي،سيشهد حالة من عدم الإستقرار والعبث بأمنها الداخلي،حيث جزء ليس بالبسيط من تلك الجماعات التكفيرية والإرهابية الموجودة في سوريا، قادم من جمهوريات روسيا الآسيوية،وايران سيجري محاصرتها و"تقليم" اظافرها في كامل المنطقة،تحقيقاً للمشروع الإستعماري للمنطقة تقسيم المقسم على خطوط المذهبية والطائفية والعرقية الأثنية،التردد والتلكؤ الروسي - الإيراني سيعظم من الخسائر ويزيد من ارباح الحلف التركي - الأمريكي- الإسرائيلي ،والوقت كالسيف،إن لم تقطعه قطعك،والمواقف لا تحتمل المماطلة والتسويف ،والتهديدات يجب ان لا تبقى في الجانب الشعاري والنظري "والعنتريات" الفارغة" وضروري عدم الإلتفات الى اصحاب التحليلات عن الردود المزلزلة والمجلجلة،فهم الوجه الاخر للهزيمة،فهناك من وصف التزام الحزب بوقف إطلاق النار وعدم الرد على الخروقات الإسرائيلية،التي وصلت اليوم الى معبر جوسيه على الحدود اللبنانية – السورية،إنتصار بالنقاط ،ولذلك اسرائيل وأمريكا وفرنسا في خانة واحدة ،وعلى الحزب وحلفائه ان يعيدوا تقيم الأوضاع مجدداً لجهة اعلان وفاة وقف إطلاق النار،لأن اسرائيل ومعها امريكا وفرنسا ،لم تلتزم بشروط وقف إطلاق النار، والتركي حسم أمره وسينفذ مشاريعه ومخططاته في سوريا والعراق،ومن يشاهد تبادل الجغرافيا والمواقع بين قوات " قسد " التركية" التي تسيطر عليها امركا ،وما بين جماعات "النصرة" وبقية المنتوجات التكفيرية والداعشية،واجهة الجيش التركي الذي يشن حربه على سوريا، يدرك تماماً بأن التركي لم يخرج ابداً من تحت عباءة الأمريكي والإسرائيلي،وبقي يناور ويخادع،حتى يجد الفرصة المناسبة،لكي يحقق اهدافه واطماعه في الأراضي السورية والعراقية وكامل المنطقة العربية، فهل سيكون هناك صحوة عربية ،ام أن هذه الأمة خرجت من التاريخ..؟؟؟.
فلسطين – القدس المحتلة
6/12/2024