الغزوة الأولى اندحرت الغزوة الثانية اسقطت النظام
منوعات
الغزوة الأولى اندحرت الغزوة الثانية اسقطت النظام
جورج حدادين
10 كانون الأول 2024 , 18:57 م


المبادرة الوطنية الأردنية

جورج حدادين

قرأة متأنية للمعطيات ما بين الغزوة الأولى والغزوة الثانية

الغزوة الأولى أندحرت، ولم يسقط النظام، لماذا؟

بفعل صلابة وتماسك الجيش والشعب، صمد الجيش ثلاث سنوات، أمام هجمة شرسة في سياق سياسة بث الرعب في صفوف الجيش والشعب، على يد قوى التبعية التكفيرية واللبرالية ( جماعة حرية ) المدعومة من حلف الناتو ورأس حربته تركيا، بالرغم من غياب الدعم الروسي، صمدت سوريا، حيث التدخل حصل عام 2015، و " ثورة الحرية " ابتدأت عام 2011 بالرغم من كافة الممارسات الوحشية لهذه الجماعات: قطع الرؤوس، أكل الأكباد، حرق الطيار معاذ الكسسابة في قفصه، سبي النساء وإغتصابهن وبيعهن في سوق النخاسة، وممارسة جهاد النكاح النذلة والمقرفة، التي استقطبت جميع المكبوتين ومرضاء النفوس من الجنسين،

كل هذه الممارسات تأتي في سياق مشروع غربي يهدف الى تفتيت المجتمعات العربية والعودة بها الى مرحلة المجاميع البدائية، ما قبل الدولة الحديثة والمجتمع الحديث ، لضمان استمرار نهب ثرواتنا الهائلة والسيطرة على الموقع الجغرافي الهام، واستمرار حجز خطط تنموية وطنية متمحورة حول الذات الوطنية، تمكننا خلال سنوات معدودة أن نصبح دولة رفاه حيث وفرة الثروات والكفاءات.

هل يتصور العقل أن الكثير من النخب أصحاب شهادات أكاديمية عالية أن تتبنى هذه الممارسات

هل من الطبيعي أن يتم توزيع الحلوة من قبل هذه النخب، وتفرح لإستلام هذه المجاميع الهمجية الحكم في سوريا الحضارة والتاريخ.

سيأتي الدور عليكم بالتكفير والقتل لأي ممارسة، حتى ولو كانت عفوية، منكم لن تعجبهم.

لو كان أسقاط هذا النظام يأتي في سياق مشروع: أكثر تقدمأً وأكثر عدلاً وأكثر انتاجاً، لقال الجميع أمين.

لو كان اسقاط هذا النظام يأتي في سياق مشروع صد الهجمة الغربية، ورأس حربتها الفاشية التوراتية، التي تمارس ممارسات أكثر بشاعةً وهمجية منهم، حيث الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، حصار كلي مطلق للماء والدواء والغذاء، قتل كل مقومات الحياة، سياسة الأرض المحروقة، وخلق بيئة غير قابلة لحياة البشر والحيوانات، لقال الجميع أمين.

لو كان اسقاط هذا النظام يأتي في سياق جمع كلمة الأمة وتوحيدها لإنفاذ مشروع تحررها ورفعتها وتقدمها، لقال الجميع أمين.

ألا تتفق أن كل هذه الممارسات الهمجية، ستبقى وصمة عار في جبين من مارسها، ومن تبناها ومن شجعها، فقط وفقط، بسبب غريزة طائفية مذهبية بدائية مريضة، ولا تفسير لهذا السلوك غير هذا.

الغزوة الثانية نجحت في اسقاط النظام، لماذا؟

القعلة تسقط من الداخل، كيف استطاعت عكا الصغيرة الصمود أمام جحافل نابليون بنابورت وتهزمه،

كيف استطاعت اليمن الصمود أمام الحصار الظالم والقصف الهمجي، من القريب والغريب، وتتحول ألى رقم صعب في معادلة الصراع العربي الصهيوني الغربي، لا بل تفرض، على حاملات الطائرات الأمريكية الإنسحاب من البحر الأحمر، وتفرض حصاراً على ميناء أم الرشراش ( إيلات ) أدى الى إغلاقه، أي تفرض إحترامها على العالم.

سقط النظام لأسباب داخلية بحته، تم ذكرها في المقال السابق،

لم يسقط النظام بسبب مؤامرة مزعومة

لم يسقط النظام بسبب غياب الدعم الروسي

لم يسقط النظام بسبب تخلي قوى المقاومة عنه

سقط النظام بسبب القصف الصهيوني على مدى سنوات لإهداف عسكرية ومدينة وشخصيات علمية عسكرية ومدنية، ومراكز أبحاث ومواقع صناعية، داخل سوريا، جعلته في النهاية هشاً.

سقط النظام بسبب التدخل المباشر لحلف الناتو، في هذه المعركة، بكافة الوسائل التقنية والمادية والوجستية

حيث فقدت قيادة الجيش منظومة التحكم والسيطرة بسبب تدخل سبراني ناتوي عطل كافة الأتصالات بين القطاعات العسكرية.

ألم يتم إغتيال حسن نصرالله على يد الناتو ذاته

ألم يتم إغتيال قاسم سليماني على يد الأمركان

ألم يتم إغتيال العلماء والمفكرين والعسكرين على يد الناتو

الدول والمجتمعات التي تعادي المركز الرأسمالي تستطيع الصمود والإنتصار، فقط وفقط، في حال تم أنجاز مهمات التحرر الاجتماعي:

بناء أقتصاد وطني منتج، بناء مجتمع منتج منتمٍ، بناء قوى الإنتاج الوطني

تحرير المجتمع من الظلم والَإضطهاد وتحريره من الفاسدين ولصوص المال العام، حينها وحينها فقط تستطيع ضمان الصمود والإنتصار

هذه هي الأسباب الحقيقية والعملية لسقوط النظام

وغير ذلك هي مبررات، وأوهام يزرعها الإعلام الغربي في عقولنا لمنعنا من القيام بمراجعة نقدية علمية موضوعية تمكنّا من استخلاص الدروس والعبر

خسرنا معركة ولم ولن نخسر الحرب لم نخسر مشروعنا، مشروع التحرر الوطني ومشروع التحرر الاجتماعي، سننهض لا محالة وقريباً جداً، رغم الانكسار واليأس والإحباط المؤقت، وتجارب الشعوب القديمة والحديثة تؤكد ذلك

ربح الناتو معركة تكتكية آنية وخسر في البعد الاستراتيجي

لن يستطيع المركز الرأسمالي الخروج من أزمته الممتدة على مدى العقود الماضية

سوف يدخل الأقتصاد الغربي قريباً جداً في حالة الركود

بوادر الثورة الاجتماعية في الغرب تلوح في الأفق

"كلكم للوطن والوطن لكم "

يتبع

المصدر: موقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة وفاة رجل ميت
وفاة رجل ميت
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً