روشتة علاج قصيرة ومختصرة لمصر، في ظل التحديات الإقليمية وسيطرة القاعدة على سوريا.
1- مصر يجب أن تعيد النظر في الطبقة الجيولوجية للدولة، أي في وضعية بعض مؤسساتها وثقافتها العامة، كثير من الوزارات والهيئات والمجالس بلا فائدة، ومدعومة ماليا بشكل كبير مما يثقل كاهل الدولة بأعباء يجب من الأولى توجيهها لصالح الفقير.
2- إعادة النظر في عدد البرامج الدينية، عندما كان لدينا برنامج ديني واحد أو اثنان كنا أفضل أخلاقا وأكثر تدينا، الآن في ظل أكثر من 70 برنامج، صرنا أسوأ تدينا وأسوأ أخلاقا..العبرة بالكيف لا بالكم..والتيار المتشدد ينطلق من تلك القاعدة، وهي إغراق الثقافة المصرية بكم كبير من البرامج الدينية التي لا تجد شئ عصري تفهمه، فتندفع لكتب التراث وتنقل فحواها للناس، وهذه هي المشكلة التي جلبت علينا الجماعات المتطرفة من كل أصقاع الأرض.
3- إعادة تقييم الأزهر الشريف كمؤسسة تعليمية دينية تربوية عظيمة، لا علاقة لها بالتشريع أو الشئون السياسية، يجب إبعاد الأزهر عن مشاكل السياسة والتشريع..هذا يحط من قدره ولا يرفعه مثلما يظن البعض..
4-فتح وتشجيع الاستثمار الرياضي، وتخفيف أعباء الاستثمار في شئون كافة الألعاب، هذا مصدر دخل كبير للدولة مصر محرومة منه لأسباب البعض يعلمها.
5- تفعيل مواد الدستور بإقرار واحترام وتشجيع ثقافة حرية الرأي والتعبير، وحرمة مصادرة رأي الآخرين لمجرد النقد والاختلاف، فالجماعات المتطرفة تعتاش وتتزايد وتتكاثر في أجواء استبدادية، نظرا للقاعدة الاجتماعية التي تقول بأن الناس عندما تفقد ثقتها في عدالة السلطة، تلجأ لأكثر الآراء تشددا، إما لتعويض النقص بفقدان العدالة والحنين للمساواة، أو للانتقام من صورة الظالم التي يراها المواطن في أقرب أقاربه وأصدقائه..
الحرية كفيلة بالقضاء أو حصار الجماعات المتطرفة دينيا، إما بالتدافع بين الأفكار وإضعاف المتشددين بتشجيع الناس على مخالفتهم والبوح بما يكنوه بصدق وشفافية، أو بتعريض المتطرف لصدمات جراء شعور الناس بحريتهم، فالناس عندما تشعر بالحرية لا يكون ذلك الشعور موجها فقط ضد الحكومة، بل ضد معارضتها المتطرفة أيضا.
6- شحن المصريين عاطفيا ووجدانيا لصالح الأمن القومي الذي يتهدد حاليا في (سوريا وليبيا) وهي الأماكن التي انطلق منها الإرهاب في سيناء والمحافظات سابقا، وفي وقت تحاول تركيا تهديد مصر من خلال سوريا، تحاول أيضا من خلال ليبيا بتجنيد آلاف المرتزقة السوريين للحرب مع ميلشيات طرابلس في هجوم مرتقب على بني غازي، يهدف بالدرجة الأولى لتشكيل إمارة إخوانية على حدود مصر الغربية..
يجب أن لا تنتظر السلطة جيوش وميلشيات أردوغان الجهادية على حدود السلوم ومطروح، بل يجب القضاء عليها من الآن وإضعافها في طرابلس..لا تقعوا في غلطة الأسد الذي تجاهل حشود واستعدات تركيا للهجوم على دمشق منذ شهور في إدلب، ولم يستعد جيدا..نحن عندما نستعد من الآن لا تقضي مصر فقط على المؤامرة التركية الإخوانية، بل تنهي الوجود التركي والإخواني من ليبيا تماما...