السعودية تكشف عن احتياطيات ضخمة من الليثيوم.. تعزز ريادة المملكة في الطاقة النظيفة
علوم و تكنولوجيا
السعودية تكشف عن احتياطيات ضخمة من الليثيوم.. تعزز ريادة المملكة في الطاقة النظيفة
17 كانون الأول 2024 , 11:30 ص

أعلنت صحيفة "سبق" السعودية عن دراسة حديثة أجرتها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، كشفت عن تقنية مبتكرة لاستخلاص الليثيوم من المحلول الملحي في حقول النفط ومياه البحر، الدراسة التي نُشرت في مجلة Science العلمية، تسلط الضوء على إمكانية استخلاص الليثيوم بكفاءة عالية من مصادر تحتوي على تركيزات منخفضة، ما يُعد خطوة ثورية في هذا المجال.

كفاءة التقنية وتكلفتها الاقتصادية

وفقا للدراسة، أظهرت التقنية أداءً فائقا في استخراج الليثيوم مقارنة بالأساليب التقليدية. فقد تم اختبار التقنية على نطاق واسع بمعدل 100 ألف مرة أكثر من تجارب المختبر، وبتكلفة منافسة، تتميز التقنية بقدرتها على العمل مع المحلول الملحي منخفض التركيز دون الحاجة إلى إضافة ملوثات أو مواد إضافية، مما يجعلها اقتصادية وصديقة للبيئة.

تأثير هذه التقنية على إنتاج الليثيوم عالميا

تشير التقديرات إلى أن تطبيق هذه التقنية يمكن أن يُضيف مئات المليارات من الأطنان إلى الإمدادات العالمية من الليثيوم. الأمر الذي قد يمكّن السعودية من التحول من مستورد رئيسي لليثيوم إلى دولة منتجة، مما يعزز دورها في سوق الطاقة النظيفة العالمي.

آلية عمل التقنية

تعمل هذه التقنية من خلال تحسين جسر الأكسدة والاختزال الكهربائي، الذي يستفيد من الفارق في التركيز بين المحلول الملحي عالي الملوحة ومحلول الاستخلاص. هذا الفارق يولّد طاقة أسموزية تُستخدم لتقليل استهلاك الطاقة أثناء عملية استخلاص الليثيوم. ووفق البروفيسور زيبينغ لاي، الباحث الرئيس في المشروع، فإن هذه التقنية تعد مثالية للمصادر ذات التركيزات المنخفضة، مثل المياه الناتجة من حقول النفط.

فوائد اقتصادية وإستراتيجية للمملكة

أوضح البروفيسور زيبينغ لاي أن استخلاص الليثيوم محليًا يساهم في تعزيز مرونة سلسلة الإمداد وأمن الطاقة الوطني. كما يُتوقع أن يلعب هذا الابتكار دورا رئيسيا في تمكين المملكة من الريادة في سوق الطاقة النظيفة، مما يعزز نفوذها الاقتصادي والسياسي على المستوى الدولي.

خلق فرص جديدة في قطاع النفط والطاقة

أكد لاي أن هذه التقنية ستخلق فرصًا اقتصادية جديدة في مجالات النفط، التعدين، والطاقة الحرارية الأرضية، خاصة في المواقع التي تُعتبر فيها المياه الناتجة نفايات. كما يمكن أن توفر التقنية قيمة مضافة من الموارد المحلية التي كانت تُعتبر غير مجدية اقتصاديا سابقا.

أهمية الليثيوم في العصر الرقمي

يشهد العالم تسارعًا غير مسبوق في الطلب على الليثيوم، كونه عنصرًا أساسيًا في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، وأجهزة الحواسيب المحمولة، والهواتف الذكية. ومع ازدياد الاتجاه نحو الرقمنة والتحول إلى مصادر الطاقة النظيفة، يُتوقع أن يرتفع الطلب على الليثيوم بشكل كبير بحلول عام 2030.

السعودية ومستقبل الليثيوم

على الرغم من اعتماد السعودية حاليًا على استيراد الليثيوم، تشير الدراسة إلى أن المملكة قد تمتلك احتياطيات ضخمة غير مستغلة، وقد يعود ذلك إلى عدم كفاءة التقنيات السابقة في استخراج الليثيوم من هذه المصادر. لكن مع التقنية الجديدة، يمكن أن تعيد المملكة تقييم إستراتيجياتها تجاه هذا المعدن الحيوي.

تسعى شركة "ليهايتك" الناشئة، التي أسسها البروفيسور زيبينغ لاي وزميله البروفيسور كوو-وي هوانغ، إلى تحويل هذه التقنية من مرحلة البحث العلمي إلى التطبيق التجاري. هذا التحول يُعد خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف المملكة الطموحة في قطاع الطاقة النظيفة، والمساهمة في مستقبل أكثر استدامة.