وفقا لتقارير منشورة من مصادر روسية بتاريخ 15 ديسمبر 2024، بدأت إيران بنشر أنظمة الدفاع الجوي "15 خرداد" بالقرب من منشآت نووية حساسة، في خطوة تهدف إلى مواجهة التهديدات المتزايدة من الولايات المتحدة وإسرائيل، أكدت التقارير الأخيرة وجود هذه الأنظمة حول موقع "شهيد أحمدي روشن" النووي في نطنز، وهو موقع رئيسي في جهود تخصيب اليورانيوم بإيران، ويقع في محافظة أصفهان.
نطنز في قلب الجدل النووي الدولي
يعد مرفق نطنز واحدا من أبرز المواقع النووية الإيرانية، وظل تحت الرقابة الدولية لفترة طويلة بسبب مزاعم الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن دوره المحوري في برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، تدعي الدولتان أن إيران تسعى لتطوير قدرات نووية عسكرية، وهو ما تنفيه طهران بشدة، مؤكدة أن برنامجها النووي يهدف فقط إلى أغراض سلمية.
رغم هذه النفي، تواصل إسرائيل والولايات المتحدة التأكيد على التزامهما بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، وقد حذرت إسرائيل، على وجه الخصوص، من اتخاذ إجراءات عسكرية استباقية إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.
نظام "15 خرداد": قفزة نوعية في الدفاع الجوي الإيراني
تم الكشف عن نظام الدفاع الجوي "15 خرداد" لأول مرة في عام 2019، وهو يمثل تقدما كبيرا في قدرة إيران على حماية مجالها الجوي، صُمم هذا النظام وصُنع محليًا بالكامل، ليعكس جهود إيران لتحقيق الاكتفاء الذاتي في التكنولوجيا العسكرية، خاصة في ظل العقوبات الدولية التي تقيد حصولها على الأسلحة الأجنبية.
قدرات متطورة للتعامل مع التهديدات الجوية
يمتلك النظام القدرة على كشف والتعامل مع مجموعة واسعة من التهديدات الجوية، بما في ذلك الطائرات المقاتلة، والطائرات المسيرة، والطائرات الشبحية، يمكنه تحديد الأهداف على مسافة تصل إلى 150 كيلومترا، ومتابعتها ضمن نطاق 120 كيلومترا، والاشتباك معها في مدى يصل إلى 75 كيلومترا.
بالنسبة للأهداف الشبحية، يتميز النظام بقدرات كشف تصل إلى 85 كيلومترا واعتراض على مسافة 45 كيلومترا. كما يمكن للنظام تتبع واعتراض 6 أهداف في وقت واحد، مما يجعله أداة فعالة في مواجهة الهجمات الجوية المنسقة.
ميزات صواريخ "صياد-3"
تم تجهيز النظام بصواريخ "صياد-3"، المصممة للاشتباك على المديات المتوسطة والطويلة. تعزز هذه الصواريخ قدرة النظام على التصدي للتهديدات الجوية المتقدمة، بما في ذلك الطائرات المقاتلة الحديثة ومنصات المراقبة عالية الارتفاع. يصل الارتفاع العملياتي الأقصى للنظام إلى 27 كيلومترًا، مما يتيح له التعامل مع الأهداف عبر نطاق عمودي واسع.
نشر النظام لحماية المنشآت النووية
يعد نشر أنظمة "15 خرداد" بالقرب من منشأة نطنز النووية إشارة واضحة على نية إيران حماية مواقعها الحساسة من أي ضربات جوية محتملة. تأتي هذه الخطوة وسط تصاعد التوترات مع إسرائيل، التي لديها تاريخ في استهداف أصول إيرانية داخل سوريا وتُعتبر مسؤولة عن عمليات تخريب سابقة استهدفت منشآت نووية إيرانية.
كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأكيده على أن بلاده لن تسمح لإيران بامتلاك قدرات نووية، مشيرا إلى أن إسرائيل قد أعدت خططًا عسكرية لتنفيذ ضربات على المنشآت النووية الإيرانية عند الضرورة.
الموقف الأمريكي: الدبلوماسية أم الخيار العسكري؟
من جانبها، تبنت الولايات المتحدة خطابا حادا ضد البرنامج النووي الإيراني، مؤكدة أن جميع الخيارات مطروحة لمنع تقدمه. إلا أن إدارة الرئيس جو بايدن ركزت حتى الآن على الجهود الدبلوماسية لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 (خطة العمل الشاملة المشتركة) الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب في 2018.
ومع ذلك، فإن الجمود في المفاوضات أثار تكهنات بأن الخيار العسكري، سواء من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة، لا يزال احتمالا واردا.
أبعاد استراتيجية لنشر "15 خرداد"
يعكس نشر أنظمة "15 خرداد" استراتيجية إيران الأوسع لمواجهة النشاط الإسرائيلي المتزايد في المنطقة، خلال السنوات الأخيرة، نفذت القوات الجوية الإسرائيلية العديد من الضربات داخل سوريا، مستهدفة القوات والبنية التحتية المرتبطة بإيران.
تشير التحليلات إلى أن هذه العمليات يمكن أن تكون بمثابة تحضير لضربات على إيران، حيث تختبر إسرائيل جاهزيتها العملياتية وتكتيكاتها.
تعقيد جديد في الشرق الأوسط
إضافة أنظمة "15 خرداد" إلى مسرح العمليات يعزز تعقيد المشهد المتوتر في الشرق الأوسط، وبينما ترى طهران في هذه الإجراءات خطوة دفاعية، من المرجح أن تثير هذه التحركات قلق خصومها، مما يزيد من حدة التوترات الإقليمية.