أظهرت دراسة جديدة نُشرت في 12 ديسمبر في مجلة PLOS Medicine أن الاختبار الذاتي لفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) قد تمكن بدقة من تحديد النساء اللاتي يعانين من سرطان عنق الرحم أو خلايا ما قبل السرطان في عنق الرحم.
الاختبار الذاتي لفيروس الورم الحليمي البشري
قالت الباحثة الرئيسية جيياو لي، أستاذ مساعد في علم الأوبئة الطبية والإحصاء الحيوي في معهد كارولينسكا في السويد: "حوالي 40% من النساء في مجموعتنا ذات المخاطر العالية تم تشخيصهن بسرطان عنق الرحم الحاد أو الخلايا ما قبل السرطانية التي تتطلب العلاج".
وأضافت لي في بيان صحفي صادر عن المعهد: "لذلك، توصيتنا للمستقبل هي إحالة هذه المجموعة مباشرة للتحقيقات الإضافية باستخدام تنظير المهبل [إجراء طبي يتم عادة بعد نتائج اختبار مسحة عنق الرحم غير الطبيعية]".
تأتي هذه النتائج بعد أسبوع تقريبا من قرار لجنة رائدة من خبراء الطب الوقائي في الولايات المتحدة توصي بأن تتمكن النساء اللاتي تتجاوز أعمارهن 30 عامًا من جمع عينات المهبل الخاصة بهن لاختبار فيروس الورم الحليمي البشري بأنفسهن بدلاً من إجراء فحص الحوض الكامل.
قالت الدكتورة إيسا ديفيس، عضو فريق المهام الوقائية الأمريكية (USPSTF): "النساء اللاتي يشعرن براحة أكبر في جمع عينات اختبار فيروس الورم الحليمي البشري بأنفسهن يمكنهن الآن القيام بذلك". وأضافت: "نأمل أن يساعد هذا الخيار الفعّال الجديد المزيد من النساء في الخضوع للفحص بانتظام".
الموافقة على اختبار الكشف الذاتي
تتبع توجيهات فريق المهام الوقائية الأمريكية الموافقة التي حصل عليها اختبار الكشف الذاتي عن سرطان عنق الرحم من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في مايو الماضي. ويجب إعادة هذا الاختبار كل خمس سنوات ابتداءً من سن 30 عامًا وحتى 65 عاما، عندما يمكن لمعظم النساء التوقف عن الفحص، وفقا لما ذكره فريق المهام.
في الدراسة الجديدة، قام الباحثون بتحليل بيانات من 855 امرأة أجرت اختبار HPV الذاتي. ثم قاموا بتصنيف النساء إلى مجموعات عالية ومتوسطة ومنخفضة المخاطر استنادًا إلى نوع فيروس الورم الحليمي البشري الذي كان لديهن وكمية الفيروس الموجودة في اختبارهن الذاتي.
أظهرت النتائج أن أكثر من 8% من هؤلاء النساء كان لديهن إما سرطان أو خلايا ما قبل السرطان، حيث كانت حوالي امرأتين من أصل خمس في المجموعة ذات المخاطر العالية مصابات بذلك.
من ناحية أخرى، كانت أكثر من نصف النساء اللواتي أجرين الاختبار إيجابية في المجموعة منخفضة المخاطر، مع احتمال إجمالي بنسبة 4% في الإصابة بسرطان عنق الرحم أو ما قبل السرطان الحاد في العام التالي، وفقًا للباحثين.
التوصيات المستقبلية
قال الباحث الرئيسي بيتر ساسيني، أستاذ في جامعة كوين ماري في لندن: "نعتقد أنه سيكون من الآمن إعادة اختبار المجموعة منخفضة المخاطر بعد 12 شهرا". وأضاف: "يجب تشجيع المجموعة متوسطة المخاطر على الخضوع للاختبارات من قبل الأطباء المختصين".
ويخطط الفريق البحثي لإجراء دراسة أكبر في المستقبل باستخدام اختبارات الكشف الذاتي في السويد.