كتب الأستاذ حليم خاتون:
يعيش العرب على هامش الحياة...
هم لزوم ما لا يلزم...
"لت حكي، وكلام بلا معنى"...
يتنافس في هذا، خونة الأمة العربية وجاهليو الحركات الإسلامية...
يتساوى هنا بشار وابن زايد وأردوغان وبقية الدجالين...
كل شيء بالنسبة للعامة من البسطاء (الى درجة الغباء)، هو قضاء وقدر...
طلع البشر إلى المريخ وشيوخ الدين لم يخرجوا بعد من أحقية القدم اليمنى على اليسرى...
لأن العرب لا يعرفون أهمية وكيفية التخطيط؛ عقولهم لا تستطيع فهم ما يجري من حولهم...
استغرق التخطيط لبناء نظرية أرض الميعاد وشعب الله المختار مئات السنين...
بدأ تدفق المستوطنين اليهود منذ القرن التاسع عشر وسط فساد السلطنة العثمانية التي غضت الطرف عما يحدث بفضل قوة المال الصهيوني...
لم تكن القيادات العربية المختلفة أقل فسادا أو أكثر دراية بما يدور من حولها وتحت بساطها من بني عثمان...
استفاق بعض العرب ( البعض القليل من العرب) وقد بات اليهود يشكلون حوالي ٣٠% من سكان فلسطين التاريخية ويملكون حوالي ٧% من مجمل أراضيها...
بينما كانت الصهيونية العالمية تتغلغل في كل دول القرار وتبني المخططات للسيطرة على مراكز هذا القرار في المنطقة والعالم، كان العرب مشغولون بالتآمر على بعضهم البعض ضمن التبعية الكاملة للقوى الاستعمارية الكبرى...
كل واحد من كلاب السلطة ينافس الآخر على من يطاطأ الرأس أكثر، ومن ينحني حتى تلامس شفتاه غبار الأرض...
لم تقتصر سيطرة الصهيونية على دول الغرب الاستعمارية بل امتد نفوذها حتى إلى داخل حلف وارسو والى قلب ورأس هذا الحلف في الاتحاد السوفياتي الذي كان الدولة الثانية التي اعترفت بأحقية اليهود في اغتصاب فلسطين...
سيطرت الصهيونية على كل مراكز القرار مباشرة عبر يهود الدياسبورا؛ او غير مباشرة عبر زيجات من رؤساء هذه المراكز ( الرئيس الأميركي جونسون في اميركا، وأهم شخصيات العهد الستاليني فيما عرف بعدها بمؤامرة الأطباء في الاتحاد السوفياتي)...
أصول ساركوزي، تبعية ماكرون لروتشيلد...
عند الصهاينة يتم تخطيط كل شيء بما في ذلك أوكار الدعارة التي أدارها إبستين ودارفوفيتش بشكل متقن لتجنيد زعماء العرب والعالم في خدمة الصهيونية...
في احد آخر الاستطلاعات في الولايات المتحدة الأميركية تصل نسبة اليهود داخل السلطة في أميركا إلى اكثر من عشرين في المئة رغم ان عددهم من السكان هو أقل حتى من واحد في المئة...
حتى الوصول إلى ما تبقى من المراكز، لا يمكن أن يحصل إلا عبر المرور في مصفاة يسيطر عليها اللوبي الصهيوني...
استطاع الصهاينة اليهود تغيير مسرى الأحداث في أكثر من مناسبة حين تمكنوا من افتعال احداث جرّت إلى دخول أميركا الحرب إلى جانب الحلفاء اثناء الحرب العالمية الأولى؛ او حين استطاعوا إجبار ألمانيا على التبعية الكاملة لهم بعد الحرب العالمية الثانية...
وصل الأمر حتى أن يدفع العرب اموالا طائلة لهذا اللوبي للحصول على نافذة نفوذ؛ للبقاء على كرسي؛ او للصعود زحفا الى كرسي...
تفجير مرفأ بيروت مثلا، هو حادث ناتج عن إهمال في تخزين النيترات!!!...
حتى الذين كان من المفروض ان يردوا على الضربة بضربة، صمّوا آذانهم بانتظار تحقيقات يعلم الجميع انها تحت سيطرة الاستعمار العالمي...
ال FBI والمظليين الفرنسيين ( يا عيني، ملا تحقيق)
لم يرد محور الممانعة الرد باسم الصبر الاستراتيجي...
ألم يفلق بشار الأسد رؤوسنا بنظرية الزمان والمكان المناسبين، حتى انقضت إسرائيل ولم تترك حتى دراجة نارية لدى هذا الجيش...
ولسخرية القدر...
جرى كل هذا وسط زغاريد نسوة الشام وابتهاج كلاب أردوغان في الشوارع والساحات...
حاول العرب تقليد اليهود في التخطيط...
اختلقوا شخصية رأفت الهجان ثم خرقوا كل قوانين المخابرات حتى تحول الرجل إلى مهزلة...
لم نعد نعرف مَن البطل في كل الحكاية...
هل هو رفعت الجمال ام اشرف مروان ام ليفي كوهين؟؟؟
وضعوا خططا علمية لحرب يوم الغفران، ثم سربوا تلك الخطط إلى إسرائيل؛ تارة عبر صهر الرئيس الأول، ومستشار الرئيس الثاني اشرف مروان، وتارة أخرى عبر الملك حسين...
حين يربط ايٌ كان مجريات أحداث بخطط دقيقة؛ يُتهم على الفور بالهوس بنظرية المؤامرة...
رغم اننا نعيش كل لحظة وفقا لهذه المؤامرة العالمية التي تبدل جلدها من وقت لآخر دون ان تبدل الهدف النهائي في ابقائنا تحت السيطرة...
رفيق الحريري اراد حماية نفسه من الاغتيال فلجأ إلى الألمان الذين أعطوا كل داتا الحماية لإسرائيل...
وحين قامت إسرائيل بالاغتيال؛ صرخ زعماء السنة بصوت واحد الويل... لكن ليس لإسرائيل، بل للشيعة...
إسرائيل التي عصرت رفيق الحريري حتى آخر نقطة ثم ضربت عصفورين بحجر واحد في ايقاظ فتنة لم تمت منذ ان اغتصب إبن ابي سفيان كرسي الخلافة...
إسرائيل هذه لم تحتج إلى تركيب اي مؤامرة؛ القبائل الطائفية الجاهلة كفيلة بتخريب الأوطان...
بعد الpagers، قال لي أحدهم:
ارجوك لا تحدثني عن ذكاء الصهاينة، ولا عن غباء العرب...
اعترف فقط أنهم بشر يفكرون بينما العرب بهائم لا تفكر...
على الأقل لنعترف أن المشروع الاسرائيلي هو الذي كسب في حرب طوفان الأقصى...
لقد عملت إسرائيل على عدة مشاريع بما في ذلك مشروع الإخوان المسلمين الذي حمله باراك أوباما الى المنطقة قبل سنوات...
في سوريا اليوم يبدو أن مشروع الإخوان المسلمين هو الذي ربح...
أين فلسطين في هذا المشروع؟...
إخوان مصر كانوا وافقوا على وطن فلسطيني بديل في سيناء...
إذا فشل مشروع صفقة القرن، وهو الآن الاقوى على الساحة سوف ننتقل إلى مشروع الإخوان المسلمين... مشروع الترانسفير والوطن البديل...
عندما حارب محور الممانعة، حققنا معجزات في الخيام وفي شمع...
لكننا لا نريد الحرب الشاملة؛ لذلك فضلنا أن يغزونا اليهود في عقر دارنا...
كنا نقاتل وظهرنا مكشوف...
كنا نخاف من حزب القوات اللبنانية وجيش لحد واتباع إسرائيل، فإذا الخيانة تأتي على ظهر بعير تركي اسمه أردوغان وإذا بالاختراق قد وصل غرفة نوم بشار الأسد الذي ترك كل شيء على الأرض لتدمره إسرائيل وهرب إلى روسيا مع المليارات السعودية والاماراتية التي باع بها شرفه...
أما الصهيونية العالمية؛
هي لا تتوقف ابدا...
كلما واجهت معضلة تنتقل إلى خطة بديلة...
لكن في كل الخطط البديلة، لا وجود ابدا لفلسطين...
التكفيريون كفّروا كل أهل الارض والسماء باستثناء اولاد عمهم اليهود...
هم كفروا العالم كله، ما عدا إسرائيل...
دخل أردوغان إلى سوريا...
انتقلنا إلى مشروع الإخوان المسلمين بالطبعة الترامبية...
دمرت إسرائيل حتى دراجات شرطة السير في سوريا... بينما تعلو الزغاريد بسقوط من كان ساقطا اصلا في كل الأعراف...
هلل جماعة تركيا بسقوط بشار ولم ينتبهوا أن إسرائيل دمرت كل مقومات قيام دولة في سوريا...
هذا اذا كان في نيتهم أصلا قيام دولة...
أما فلسطين...
المشروع القومي العربي فشل في تحريرها...
المشروع الشيعي تفتت أمام ضربات أميركا والناتو وأردوغان والتكفيريين...
المشروع السني يحمل رسالة سلام الى جيراننا من أحفاد سارة...
لا شأن لفلسطين بهذا المشروع...
حزب الله وعى للأمر في اللحظات الأخيرة...
توقف عن القتال حين رأى بأم العين إنه بات الهدف الاول ليس فقط لإسرائيل والناتو؛ بل أيضا لكل إبن عاهرة على امتداد الوطن العربي، وداخل كل لبنان ايضا...
توقف عن قتال إسرائيل لأن أتباع إسرائيل من العرب واللبنانيين كانوا على وشك الفتك به...
عاد حزب الله إلى الداخل، وحسنا فعل...
عذرا عبد الباري لكن امثالك عند السُنّة قليل...
من سوف يقاتل إسرائيل يجب أن يكون معقما من كل أنواع الفايروس...
لبنان مليء بكل انواع هذا الفايروس...
لذا توقف حزب الله حتى يرد عن ظهره الخناجر العربية واللبنانية وحتى الفلسطينية والسورية...
عفوا فلسطين...
نحن عدنا إلى الخلف لأن كلاب العرب كادت أن تمزق ظهورنا ونحن نقاتل إسرائيل...
عذرا فلسطين، لكن الخيانة كانت أكبر من كل العرب ومن كل المسلمين...