تخضع تشكيلات قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية (RVSN) في منطقة أورينبورغ حاليا لعملية إعادة تجهيز واسعة النطاق، حيث يتم الانتقال إلى نظام الصواريخ الفرط صوتية " أفانغارد ". يأتي هذا التحول في إطار مبادرة أوسع من قبل وزارة الدفاع الروسية لتحديث قوات الصواريخ الاستراتيجية طوال العام الحالي، بهدف تعزيز القدرات النووية الاستراتيجية لروسيا.
تفاصيل عملية إعادة التجهيز
تشمل عملية إعادة التجهيز سلسلة من التدابير التحضيرية، بما في ذلك تحميل صاروخ "أفانغارد" الباليستي العابر للقارات (ICBM) من طراز 15P071 في حاوية النقل والإطلاق UR-100N UTTH، وربطها بالصاروخ المعزز 15S560، ثم تحميله على ناقل التحميل الخاص T183.
يلعب المعزز 15S560، المشتق من طراز 15A35/SS-19، دورًا حيويًا في نظام صواريخ أفانغارد، حيث يعمل مع ناقل التحميل T183 الذي يهدف إلى تسهيل عمليات النقل وإعادة التحميل المرتبطة بالمعزز C560.
خصائص ناقل التحميل T183
يتميز ناقل التحميل T183 بأبعاد تشمل طولا يبلغ 33.1 مترًا، وعرضًا 3.66 مترًا، وارتفاعًا (مع المعزز C560) يصل إلى 4.55 مترًا. كما أن شاحنة النقل المتكاملة لهذا النظام تبلغ طولها 27 مترا ووزنها 24,250 كيلوغراما، بينما يصل الوزن الإجمالي للنظام، بما في ذلك السيارة والشاحنة ولكن بدون الحمولة، إلى 46,750 كيلوغراما مع ارتفاع أرضي يبلغ 356 ملليمترا.
المعزز C560 ودوره في تطوير القدرات الاستراتيجية
تم تصميم المعزز C560 لتوفير طاقة حركية عالية لتطوير سرعة الطيران المخطط لها لصاروخ أفانغارد الفرط صوتي، متغلبا على مقاومة الغلاف الجوي. يمتاز المعزز بوزن يصل إلى 8,000 كيلوغرام بدون الوقود، مع إضافة 93,000 كيلوغرام من الوقود. أما طوله فيبلغ 21.1 مترًا وقطره 2.5 متر.
تحديث البنية التحتية للموقع
تم تحضير البنية التحتية لمنطقة الموقع بشكل شامل لاستيعاب النظام الجديد أفانغارد، بما في ذلك منشآت التدريب، فترات الخدمة، الجاهزية القتالية، واستراحة الأفراد. استغرقت العمليات التكنولوجية المتعلقة بهذا التحول عدة ساعات.
التقديرات حول نشر واستخدام نظام أفانغارد
بحلول عام 2022، كان يُعتقد أن هناك ست وحدات من صواريخ أفانغارد قيد الخدمة، مما يشكل معلما بارزا في القدرات الاستراتيجية لروسيا. وتؤكد المصادر داخل وزارة الدفاع الروسية على القدرات الفائقة للنظام، حيث يهدف إلى تجاوز دفاعات الصواريخ المعادية بفعالية، حاملا رأسا حربيا موجها بقوة انفجارية تتراوح بين 800 كيلوطن إلى 2 ميغاطن.
الخصائص التقنية لنظام "أفانغارد"
يُعرف صاروخ أفانغارد بنظامه الموجه المتقدم الذي يُطلق عليه 15P771 أو 15P071، وهو مركبة انزلاق فرط صوتية روسية مزودة برأس حربي موجه من طراز 15Yu71 أو Yu-71. تم تطوير هذا النظام من قبل OKB-52 ويتم تصنيعه في مصنع فوتكينسك، ويُعتبر قادرا على حمل رأس حربي متعدد الأهداف بواسطة صواريخ باليستية عابرة للقارات مثل UR-100UTTKh وR-36M2 وRS-28 Sarmat وUR-100N UTTH.
تطوير وتاريخ "أفانغارد"
تعود بداية تطوير نظام أفانغارد إلى الحقبة السوفيتية، حيث كان الهدف الأساسي هو تطوير رد على النظام الدفاعي الصاروخي الأمريكي باستخدام صاروخ UR-100N UTTH القائم. على الرغم من التأخيرات بسبب ظروف مختلفة، تم نشر أفانغارد رسميًا في الخدمة القتالية في ديسمبر 2019. تم الإعلان عن النظام علنا من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 1 مارس 2018 كجزء من برنامج الأسلحة الاستراتيجية الأكبر، والذي يتضمن أيضا صواريخ "خ-47 كينزال" النووية القادرة، ونظام الطوربيد النووي "بوسيدون"، وصاروخ كروز نووي موجه "9M730 بوريفيستنيك".
السرعة والقدرة على المناورة
يصل صاروخ أفانغارد إلى سرعات تصل إلى 28 ماخ، وهو ما يعادل حوالي 9.5 كيلومترات في الثانية، حتى دون رأسه الحربي، مما يمنحه طاقة حركية تعادل 18 طنًا من مادة TNT.