نبضات قلب الرضع قد تحمل مفتاح كلماتهم الأولى
منوعات
نبضات قلب الرضع قد تحمل مفتاح كلماتهم الأولى
20 كانون الأول 2024 , 12:59 م

توصل فريق من الباحثين إلى اكتشاف مثير يربط بين الأصوات الأولى التي يصدرها الرضع ، مثل همسات الفرح والتعجب، ونمو اللغة لديهم، هذه الأصوات لا تُعتبر مجرد تعبيرات عاطفية، بل تُظهر أنها مؤشرات حيوية تُعبر عن تطور اللغة وتتزامن مع إيقاع ضربات القلب.

العلاقة بين نبضات القلب وتطور اللغة والنطق

شملت الدراسة، التي أجراها فريق بقيادة جيريمي آي بورجون، أستاذ مساعد في علم النفس بجامعة هيوستن، 34 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 18 و27 شهراً. وقد ركز الباحثون على الأصوات المبكرة التي يصدرها الأطفال، مثل محاولات تكوين الكلمات، ووجدوا أنها مرتبطة مباشرة بمعدل ضربات القلب.

قام فريق البحث بتحليل 2708 إشارات منطوقة صادرة عن الأطفال أثناء تفاعلهم مع مقدمي الرعاية خلال اللعب. وأظهرت النتائج أن الأطفال في هذا العمر، رغم أنهم لا يصدرون كلمات كاملة، فإن الأصوات التي يُصدرونها تعكس تقلبات في معدل ضربات القلب.

كيف يتزامن النطق مع معدل ضربات القلب؟

أظهرت الدراسة أن توقيت النطق، ومدته، وفرصة التعرف على الكلمة تتزامن مع تقلبات معدل ضربات القلب. وقال بورجون:

"الأصوات التي تُصدر في ذروة النشاط تكون أطول من المتوقع، بينما تلك التي تُصدر قبل انخفاض معدل ضربات القلب تكون أكثر وضوحاً للمستمعين، حتى لو لم يكونوا مدربين."

أهمية النتائج في فهم تطور اللغة

أوضح بورجون أن هذه النتائج تُبرز دور التنسيق بين الدماغ والجسم في تطوير مهارات اللغة. فالنطق المبكر لا يعتمد فقط على العمليات الإدراكية، بل يتطلب تنسيقاً معقداً بين عضلات الجسم المختلفة، بما في ذلك العضلات المسؤولة عن التنفس والنطق.

وأضاف أن هذا التنسيق يتزامن مع التغيرات المستمرة في معدل ضربات القلب، مما يجعل كل صوت يصدره الطفل جزءاً من عملية تعلم التواصل. ومع تقدم الأطفال في العمر، ينمو الجهاز العصبي اللاإرادي لديهم، وهو المسؤول عن تنظيم وظائف مثل ضربات القلب والتنفس، مما يؤدي إلى تحسين التنسيق بين القلب والرئتين وتطوير المهارات اللغوية.

تأثير الدراسة على تشخيص اضطرابات الكلام

يعتقد الباحثون أن هذه النتائج قد تُحدث تحولاً في فهم تطور اللغة عند الأطفال، مع إمكانية استخدام هذه العلاقة بين النطق ومعدل ضربات القلب لتحديد المؤشرات المبكرة لاضطرابات الكلام والتواصل، وقال بورجون:

"الطريقة التي يختبر بها الأطفال الأنماط العصبية اللاإرادية أثناء نموهم قد تكون مفتاحاً لفهم تطور الكلام."

تسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية كل صوت يُصدره الطفل، ليس فقط كجزء من محاولاته الأولى للتحدث، بل كعنصر أساسي في التنسيق العصبي والعضلي الذي يدعم تعلم اللغة. هذا الاكتشاف يفتح آفاقاً جديدة لفهم كيفية تأثير العمليات البيولوجية على مهارات التواصل، وقد يُسهم مستقبلاً في تحسين طرق التشخيص والعلاج للأطفال الذين يعانون من صعوبات في النطق.