تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من نصف الوفيات السنوية المرتبطة بالكحول، والتي تبلغ 3 ملايين وفاة، تعود إلى أمراض مزمنة غير معدية، بما في ذلك السرطان.

دراسة لجنة NASEM: مراجعة الأدلة الحديثة

قامت لجنة مكونة من 14 عضوا تابعة للأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب (NASEM) بتحليل الأبحاث الحديثة حول تأثير استهلاك الكحول على ثمانية نتائج صحية محددة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، الوفيات العامة، وأنواع معينة من السرطان.

حددت اللجنة ما إذا كانت الأدلة كافية لإجراء مراجعات منهجية لكل نتيجة صحية.

أجرت مراجعات منهجية أصلية للنتائج التي توافرت أدلة كافية عنها.

الدكتور نيد كالنغ، رئيس اللجنة، أوضح في تقرير مؤلف من 230 صفحة أن الأبحاث السابقة حول الفوائد الصحية لشرب الكحول بشكل معتدل كانت غالبًا متحيزة. اعتمدت اللجنة مقياسا لقياس درجة عدم اليقين، تتراوح من منخفض إلى عالٍ، بناءً على تناسق الأدلة.

تأثير الشرب المعتدل على الصحة

رغم أن الشرب المفرط لطالما كان مرتبطا بآثار سلبية على الصحة وزيادة خطر الوفيات العامة، إلا أن العلاقة بين الشرب المعتدل وزيادة أو تقليل خطر الوفاة لم تكن واضحة.

بعد تحليل ثماني دراسات موثوقة، وجدت اللجنة أن الأشخاص الذين يستهلكون مستويات معتدلة من الكحول لديهم خطر أقل بنسبة 16% للوفاة العامة مقارنة بمن لم يشربوا الكحول مطلقا.

تعريف الشرب المعتدل

وفقا للمعهد الوطني لتعاطي الكحول والإدمان، يتم تعريف الشرب المعتدل على أنه:

مشروبان أو أقل يوميا للرجال.

مشروب واحد أو أقل يوميا للنساء.

فوائد الشرب المعتدل

انخفاض خطر الإصابة بالنوبات القلبية، السكتات الدماغية، وأمراض القلب والأوعية الدموية.

لم يجد التقرير أدلة قوية على تأثير الشرب المعتدل على الوزن أو محيط الخصر.

العلاقة بين الشرب المعتدل والسرطان

زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى الأشخاص الذين يشربون بشكل معتدل.

لم تُظهر الأدلة علاقة واضحة بين الشرب المعتدل والإصابة بأنواع أخرى من السرطان مثل القولون والمستقيم، أو السرطانات المرتبطة بالفم، البلعوم، أو الحنجرة.

تأثير الكحول على الأمراض العصبية

لم تكن الأدلة واضحة بشأن العلاقة بين الشرب المعتدل وزيادة خطر الإصابة بأمراض عصبية مثل الخرف أو الزهايمر.

قال الدكتور كالنغ:

"قاعدة الأدلة المتاحة لاستخلاص استنتاجات حول الكحول والصحة غير كاملة، وهناك تحديات كبيرة تواجه البحث مثل نقص التوحيد في تعريف المصطلحات مثل 'غير الشارب' أو 'الشارب المعتدل'، وإمكانية تقليل الأشخاص للإبلاغ عن استهلاكهم للكحول."

مستقبل الإرشادات الغذائية

سيكون لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية، والتي قد يقودها روبرت ف. كينيدي جونيور ابتداءً من يناير، القرار النهائي بشأن ما إذا كانت هذه المعلومات الجديدة ستؤثر على الإرشادات الغذائية المحدثة لعام 2025.

التقرير يهدف إلى توفير قاعدة أدلة متاحة لتوجيه الإرشادات الغذائية الأمريكية المستقبلية، مع تسليط الضوء على الفجوات البحثية التي يمكن أن تُحسّن من المعلومات المتوفرة لدينا إذا تمت معالجتها.