الكشف عن السبب الجيني الرئيسي لعسر القراءة وتأثيره على بنية الدماغ
منوعات
الكشف عن السبب الجيني الرئيسي لعسر القراءة وتأثيره على بنية الدماغ
21 كانون الأول 2024 , 13:20 م

كشف العلماء مؤخرا عن السبب الرئيسي وراء عسر القراءة (خلل القراءة) وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على تقلص بعض أجزاء الدماغ، يعتبر عسر القراءة اضطرابا تعليميا شائعا يسبب صعوبة في التهجئة وقراءة الكلمات بشكل صحيح، وغالبًا ما يتم وراثته في العائلات.

اكتشاف الطفرات الجينية المرتبطة بعسر القراءة

في دراسة حديثة أجراها علماء من هولندا، تم تحديد الطفرات الجينية التي قد تكون مسؤولة عن هذه المشكلة. كما أظهرت الدراسة التأثيرات المحددة لهذه الطفرات على بنية الدماغ، مما يعزز الفهم حول كيفية تأثير هذا الاضطراب على وظائف الدماغ المختلفة.

التأثيرات الوراثية لعسر القراءة

وفقا لباحث الأعصاب سورينا سهیلي-نژاد، فإن عسر القراءة يتأثر جزئيا بالعوامل الوراثية، ما يعني أنه قد يكون موروثا. ومع ذلك، يشير العلماء إلى أن عسر القراءة هو سمة معقدة لا يمكن تفسيرها بتغيرات في جين واحد أو منطقة دماغية معينة. هذا يشير إلى أن هناك عوامل متعددة تؤثر على تطور هذا الاضطراب.

استخدام بيانات ضخمة للكشف عن الطفرات الجينية

استخدم الباحثون في هذه الدراسة، التي نُشرت في مجلة "Science Advances"، بيانات من أكثر من مليون شخص تم جمعها بواسطة شركة 23andMe المتخصصة في اختبارات الحمض النووي المنزلية. وقد أظهرت هذه البيانات وجود طفرات جينية تزيد من احتمالية إصابة الشخص بعسر القراءة.

بالإضافة إلى ذلك، تم استخدام معلومات مستخلصة من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، الذي يحتوي على بيانات صحية من 30 ألف شخص، بما في ذلك التصوير الطبي والطفرات الجينية. تم تحليل هذه البيانات للبحث عن أوجه التشابه في مسح الدماغ للأشخاص الذين يحملون الطفرات الجينية المعروفة.

التأثيرات على بنية الدماغ

توصل العلماء إلى أن الأشخاص الذين يحملون هذه الطفرات الجينية لديهم حجم دماغ أصغر في المناطق المسؤولة عن تنسيق الحركة ومعالجة الأصوات اللغوية، في المقابل لوحظ زيادة في حجم الدماغ في المنطقة المسؤولة عن الرؤية، بالإضافة إلى انخفاض كمية المادة البيضاء في الدماغ، وهي الأنسجة التي تحتوي على الألياف العصبية. هذا التغيير مرتبط بشكل مباشر بعسر القراءة.

التغيرات الدماغية وتطور الدماغ المبكر

قال الباحث في علم الجينوم، كلايد فرانكس، إن بعض هذه التغيرات قد تكون مرتبطة بتطور الدماغ خلال المراحل المبكرة من الحياة، مثل مراحل الجنين أو الطفولة المبكرة، والتي تستمر تأثيراتها طوال الحياة. وأضاف فرانكس أن التغييرات الأخرى قد تعكس استجابات الدماغ لعقود من السلوك المتغير لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي أعلى لعسر القراءة.

التوجهات المستقبلية في الأبحاث

على الرغم من أن الدراسة استخدمت بيانات من البالغين، فإن الباحثين يشيرون إلى ضرورة توجيه الأبحاث المستقبلية نحو دراسة بيانات الأطفال لتتبع التغيرات الدماغية خلال مراحل النمو التي تتعلق بعسر القراءة. فهم هذه التغيرات قد يساعد في التشخيص المبكر ويوفر فرصا لتطبيق تدخلات تعليمية تستهدف الاحتياجات الفردية للأطفال.

التشخيص المبكر وعلاج عسر القراءة

أوضح الباحثون أن الذكاء ليس متأثرا بعسر القراءة، لكن الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب قد يواجهون صعوبة في المدرسة إلا إذا حصلوا على دعم إضافي. من الصعب تشخيص عسر القراءة في وقت مبكر نظرًا لأن بعض علاماته، مثل الأخطاء الإملائية وصعوبة التهجئة، هي أمور طبيعية في مراحل تعلم القراءة والكتابة. يتم اكتشاف معظم حالات عسر القراءة في المدرسة الابتدائية، لكن هناك حالات لا يتم تشخيصها إلا في مرحلة البلوغ.

أهمية التدخل المبكر في علاج عسر القراءة

فهم الأساس العصبي لعسر القراءة يمكن أن يساعد في تقديم التشخيص المبكر وتوفير تدخلات تعليمية تستهدف احتياجات الأطفال الفردية. من خلال ذلك، يمكن تسهيل عملية التعلم وتحسين الأداء الأكاديمي للأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب، مما يساهم في تقليل تأثيراته السلبية على حياتهم.