يوسف حسن ، يكتب-
يشهد الشرق الأوسط تحولات سريعة لا تؤثر فقط على مستقبل المنطقة، بل تمتد لتشكل معادلات العالم بأسره. في هذا السياق، يعمل الغرب على استغلال الأحداث في سوريا لتحقيق أهداف خفية تتجاوز الظاهر. يسعى الغرب، من خلال روايات إعلامية مضللة، إلى تبرير احتلال أجزاء من سوريا بواسطة إسرائيل وأمريكا، مع تعزيز سياسة التخويف، زرع الفتن، ونشر اليأس بين شعوب المنطقة. الهدف الأساسي هو تفكيك الأمة الإسلامية وإضعاف روح المقاومة الشعبية في فلسطين، لبنان، وسائر الدول الإسلامية. كما يحاول الغرب، عبر حملات تشويه ممنهجة ضد سوريا والنظم المتحالفة مع المقاومة، تحويل قيم النضال والمقاومة إلى مفاهيم سلبية، لثني الشعوب عن هذا الطريق، وإقناعها بأن الخضوع لإسرائيل وأمريكا هو الخيار الوحيد.
الإعلام والحرب الإدراكية
يلعب الإعلام الغربي دورًا محوريًا في الحرب الإدراكية ضد شعوب المنطقة. عبر مصطلحات مثل "القوات الوكيلة لإيران"، يحاول الغرب نفي أصالة فكر المقاومة وطبيعتها الشعبية. الحقيقة أن إيران لا تعتمد على قوات وكيلة، فالمقاومة في اليمن، حزب الله، حماس والجهاد الإسلامي نابعة من إيمان شعوبها وعقيدتها الراسخة، وهي حركات مستقلة تمامًا. مع ذلك، يواصل الغرب استخدام سياسات التشويه، التحريض، ونشر اليأس كأدوات للحفاظ على هيمنته الاستعمارية، غير أن الحقيقة الواضحة هي أن المقاومة ليست نيابة عن أي طرف، بل تعبير عن إرادة الشعوب الحرة.
استراتيجية أمريكا: الاستبداد أو الفوضى
التاريخ يوضح أن أمريكا تعتمد استراتيجيتين للسيطرة على الدول: دعم الاستبداد أو خلق الفوضى. في سوريا، نشرت الفوضى وزعمت أنها نتيجة لإرادة الشعب، بينما في الواقع كانت تلك الأحداث نتيجة لدعم الغرب للجماعات التابعة له. استغلت أمريكا وإسرائيل هذه الفوضى لتبرير احتلال أجزاء من سوريا، فيما تسعى الدعاية الغربية إلى تقديم سوريا كنموذج "ناجح" للتدخل الغربي، بهدف تسويغ مزيد من التدخلات في دول المنطقة.
مستقبل المقاومة في سوريا والمنطقة
رغم كل هذه التحديات، أثبت تاريخ المنطقة أن شعوبها لا ترضخ للاحتلال. كما نشأت حركات المقاومة في فلسطين ولبنان، فإن الشعب السوري، برغم كل ما يمر به من صعوبات، سيتحرك لمواجهة أعدائه. الشباب السوري، الذي يعاني من انعدام الأمان في الجامعات، المدارس، والمنازل، لا يملك ما يخسره. هذا الواقع سيدفعه إلى المقاومة بإرادة قوية، وبفضل الله، سيكون غد المنطقة أفضل من يومها.
انتصار المقاومة
رغم المحاولات الغربية لإضعاف المقاومة، فإن الحقيقة أن هذه الحركات تستمد قوتها من إيمان الشعوب وعقيدتها. ستستمر المقاومة في الصمود، وستصنع مستقبلاً أكثر إشراقًا للمنطقة. المقاومة هي الخيار الوحيد لإنهاء الاحتلال والهيمنة، وستنتصر شعوب المنطقة في هذا المسار بلا شك.