تعد الشاي من أكثر المشروبات ارتباطا بالصحة والدفء، خاصة في حالات الزكام ونزلات البرد. لكن هل كل أنواع الشاي مفيدة للجميع؟ يؤكد علماء من الجامعة التقنية في بيرم (بيرم بوليتِخ) أن الشاي قد يكون داعما للصحة، أو على العكس قد يسبب مشكلات صحية، وكل ذلك يعتمد على نوع الشاي، كميته، ودرجة حرارة الماء المستخدم في تحضيره.

نبتة واحدة وأنواع متعددة

بمناسبة اليوم العالمي للشاي في 15 ديسمبر، ذكّر علماء بيرم بوليتخ بحقيقة مهمة يغفل عنها كثيرون:

جميع أنواع الشاي تأتي من نبتة واحدة فقط هي:

Camellia sinensis

الاختلاف بين الشاي الأخضر، الأبيض، الأسود، الأولونغ، البوير، وحتى الأصفر، لا يحدث في المزرعة، بل داخل المصانع، حيث يتم:

أكسدة الأوراق بدرجات مختلفة

تسخينها

تجفيفها بطرق متنوعة

وهنا تتشكل النكهة، والتأثير المنبه، والقيمة الصحية لكل نوع.

الشاي الأخضر: الأغنى بمضادات الأكسدة

يُعد الشاي الأخضر الأكثر غنى بمضادات الأكسدة، لأنه:

لا يتعرض تقريبا للأكسدة

يحتفظ بنسبة عالية من البوليفينولات والكاتيكينات

فوائده:

دعم صحة الأوعية الدموية

تحسين عملية الأيض

تعزيز حساسية الجسم للأنسولين

لكن انتبه:

يرفع حموضة المعدة

لا يُنصح بشربه على معدة فارغة

الحد الأقصى الموصى به: 4 أكواب يوميا

الشاي الأبيض: ألطف الأنواع

الشاي الأبيض يُعد الأكثر رقة، إذ يُحضّر من:

براعم صغيرة جدا

بأقل قدر من المعالجة

خصائصه:

يحتوي على كافيين أقل

تأثيره مهدئ أكثر من كونه منبها

مناسب لـ:

النساء الحوامل بكميات صغيرة

غير مناسب لـ:

من يعانون من انخفاض ضغط الدم

الأطفال دون سن 6 سنوات بسبب نشاطه البيولوجي العالي

الشاي الأصفر: توازن لطيف

الشاي الأصفر نادر نسبيا، ويقع في المنتصف بين الأخضر والأبيض.

مميزاته:

طعم ألطف على المعدة

تنبيه خفيف دون ارتفاع حاد في الضغط

خيار جيد لمن لا يتحملون الشاي الأخضر

شاي الأولونغ: التنوع الأكبر

تُعد مجموعة الأولونغ الأكثر تنوعا، إذ تتراوح درجة الأكسدة فيها بين الخفيفة والمتوسطة.

الأصناف الفاتحة: ناعمة ومنعشة

الأصناف الداكنة: أقرب في تأثيرها للشاي الأسود

تحذير:

الأنواع الداكنة قد تكون قوية التأثير

غير مناسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم والحوامل

الشاي الأسود: الأكثر تنبيها

الشاي الأسود هو الأقوى من حيث التأثير المنشّط، بسبب:

الأكسدة الكاملة

تكوين مركبات مفيدة للهضم والأوعية الدموية

نصائح الاستخدام:

يُفضل شربه بعد الطعام

تجنب تناوله في وقت متأخر من المساء

إضافة الحليب تقلل مضادات الأكسدة، لكنها تجعله ألطف على المعدة.

شاي البوير: الاعتدال ضروري

يُعد شاي البوير الأكثر تطلبا للاعتدال، إذ:

ينشّط الهضم

يساعد على حرق الدهون

لكن:

يحتوي على نسبة عالية من الكافيين والبيورينات

أكثر من 3 أكواب يوميا قد تؤدي إلى نتائج عكسية

غير مناسب لـ:

الأطفال

الحوامل

من يعانون من أمراض الجهاز الهضمي

درجة حرارة الماء: عامل حاسم

يشدد العلماء على أن الماء المغلي تماما قد يضر بالشاي، خاصة الأنواع الحساسة.

الحرارة المناسبة لكل نوع:

الشاي الأبيض والأخضر: 70–85° مئوية

الأولونغ: حتى 90° مئوية

الشاي الأسود والبوير: يتحملان ماءً قريبا من الغليان

اختيار الشاي الصحيح لا يقل أهمية عن طريقة تحضيره. فمعرفة نوع الشاي المناسب لحالتك الصحية، والالتزام بالكميات المعتدلة ودرجة الحرارة المناسبة، يجعل من هذا المشروب اليومي داعما حقيقيا للصحة بدلا من أن يكون عبئًدا عليها.