أعلن المغرب عن خطوة جديدة لتعزيز قدراته الدفاعية من خلال توقيع عقد عسكري بقيمة تقدر بـ86 مليون دولار أمريكي، أي حوالي 860 مليون درهم مغربي، لشراء قنابل GBU-39B صغيرة القطر (SDB-I)، وقد صادقت وزارة الخارجية الأمريكية على هذه الصفقة، التي تم إخطار الكونغرس بها من قبل وكالة التعاون الأمني الدفاعي (DSCA) بتاريخ 21 ديسمبر 2024.
تفاصيل الصفقة
يتضمن العقد شراء 500 قنبلة من نوع GBU-39B، بالإضافة إلى قنبلتين تدريبيتين من طراز GBU-39 (T-1)/B مزودتين بصواعق تدريبية. كما يشمل العقد معدات داعمة مثل الذخائر التدريبية التكتيكية، الحاويات، دعم أنظمة الأسلحة، معدات الاختبار، قطع الغيار، إلى جانب ملحقات واستهلاكات أخرى ضرورية. علاوة على ذلك، يتضمن العقد خدمات أساسية مثل تدريب الأفراد، الدعم الفني، والخدمات اللوجستية اللازمة لدمج هذه التقنيات المتطورة في منظومة القوات المسلحة المغربية.
دور شركة بوينغ
تم تعيين شركة بوينغ، ومقرها مدينة سانت لويس بولاية ميزوري الأمريكية، كمقاول رئيسي لتنفيذ الصفقة. وتتوافق هذه العملية مع أهداف السياسة الخارجية الأمريكية التي تهدف إلى تعزيز أمن الحلفاء الأساسيين ودعم الاستقرار في المناطق الاستراتيجية. كما تؤكد الصفقة على متانة العلاقات الدفاعية بين الولايات المتحدة والمغرب، الذي يُعتبر حليفاً رئيسياً في منطقة المغرب العربي.
تعزيز القدرات العملياتية للمغرب
ستمكن هذه الصفقة المغرب من تحسين قدرته على تنفيذ ضربات دقيقة للغاية، مما يعزز من كفاءة عملياته العسكرية في مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية. وستعمل المعدات أيضاً على تحسين قابلية التشغيل البيني بين القوات المغربية وسلاح الجو الأمريكي (USAF)، مما يعزز التعاون العسكري الثنائي، ومن المتوقع أن يتم دمج هذه التكنولوجيا المتقدمة بسهولة في البنية التحتية العسكرية الحديثة للمغرب.
أهمية الصفقة في السياق الإقليمي
يشتهر المغرب بدوره الاستراتيجي في استقرار منطقة شمال إفريقيا، ويسعى لتجهيز قواته المسلحة بأنظمة أسلحة متطورة للتعامل مع التحديات الأمنية المتزايدة، بما في ذلك الإرهاب والتوترات الإقليمية. وتمثل هذه الصفقة خطوة حاسمة في إطار تحديث القوات المسلحة المغربية، مما يتيح لها مواجهة التحديات الأمنية على المستويين الوطني والدولي.
أبعاد استراتيجية للعلاقة بين المغرب والولايات المتحدة
إلى جانب تعزيز القدرات الهجومية للمغرب، تمثل هذه الصفقة فصلاً جديداً في العلاقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمملكة المغربية، ويستمر التعاون الوثيق بين البلدين في قضايا الدفاع والأمن، ومن المتوقع أن تسهم هذه الصفقة في تحسين قدرة المغرب على الاستجابة للتهديدات الفورية وتعزيز قدراته العسكرية طويلة المدى في ظل السياق العالمي المتزايد التعقيد.