مصير النظام المغربي و درع تل ابيب الفولاذي
مقالات
مصير النظام المغربي و درع تل ابيب الفولاذي
علي وطفي
1 تشرين الثاني 2025 , 10:46 ص


تعرف العالم على "الجيل- زد" لاول مرة في احتجاجات نيبال إلى ان وصل المغرب متوجها إلى البيرو رافعا شعار:”سوف ندمر العالم بالقوة" تم تجاهله وقمعه بالقوة قصدا عندما حاولت اقتلاع بعض الانظمة بعينها…

إنه جيل الشباب ممن ولدوا أواخر عام 1990إلى أوائل عام 2010 يلقبون “ بالاجراس” أويسمونهم” أطفال الإنترنت” يعيشون الجزء الاكبر من اوقاتهم في الفضاء الافتراضي هم مجموعات طموحة يملكون الجرأة و خارج سيطرة الجميع حتى الجيل الاكبر سنا في مجتمعاتهم ، ما يميز حركاتهم او عدم رضاهم على الواقع انك لاتعرف له رأس أو قيادة معينة تنظم تضع اجندات او مطالب وخطط ، في علم الاجتماع السياسي الثورات تاريخيا يقودها ( رمز) شخص أوعدة أشخاص هم يمثلون القوة الدافعة والملهمة لحركة المنتفضين على الواقع ، أما اليوم تتفشى هذه الاحتجاجات ، منها الذي يحدث بشكل عفوي نتيجة شرارة ما ويشتعل السخط و الغضب فتتشكل حشود كبيرة من غير الراضين عن ما حصل و بسرعة النار في الهشيم التي تحرق كل شيء في طريقها ، القوة الدافعة الرئيسية تحركهم هو اهتمام قطاع الشباب بشدة بالسياسة ، بهدف إصلاح السلطة وتغيير استراتيجيتها، بالنظر إلى تجربة الثورات من الفرنسية الى البلشفية فإن "الجيل زد" ايضا في عدة بلدان و تكون دوافعهم احيانا امر سطحي او بدفع خارجي ممول لاسباب سياسية ترسم توجه نظام ما لا يرضى عنه (العالم الحر).

في الماضي كان يتم خروج الاحتجاجات والمظاهرات في من خلال الحملات الدعائية أو النشرات المطبوعة التي توزع ، أما اليوم يتم ذلك عبر شبكات التواصل الاجتماعية حيث يتم التقاط الدعوات من الفضاء الافتراضي بسرعة الصوت من قبل الآلاف من الناس و خاصة الشباب المبرمج و الشريحة التي بلا عمل غالبا او المنخفضة الدخل فيلتحقون في حركة العصيان المدني و يعتبرونها وسيلة فعالة للنضال السياسي و يمكن أن يكون بمثابة الانفجار في الشارع و هو ما حدث في نيبال الهادئة والسلمية حاولت قيادة البلاد حظر وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الحد من نشر المعلومات حول الفساد في المراكز العليا مع هذا القرار، فتحت" الطبقات العليا " بيديها صندوق باندورا و بدأ ثوران البركان البشري تلها اشتباكات مع الشرطة والجيش وازداد العنف تصاعدا وارتفع عدد الضحايا ،قامت مظاهرات عنيفة لدرجة أن السلطات أجبرت على سحب الحظر و مع ذلك ، الاضطرابات لم تهدأ وأشعل المتظاهرون النار في البرلمان ومكتب حزب المؤتمر النيبالي الحاكم والمقر الرئاسي واستولوا على قصر حكومة سينغا دوربار و باللحظة الاخيرة نجا رئيس البلاد راما تشاندرو بوديل من الوقوع في يد الحشد الغاضب وتم طرد الوزراء بشكل مخيم من مناصبهم هل حقق المتظاهرون أهدافهم..؟ لا توجد إجابة على هذا السؤال رغم أن السلطات اضطرت للتفاوض مع المعارضة.

أما في المغرب وهو ما يهمنا كمعيار المقارن مع ماحصل مع بقيةاشقائه) رغم أن احتجاجات عديدة خرجت منذ عام 2011 وكادت تهدد عرش (أمير المؤمنين) ورئيس لجنة القدس ، فالنظام عتيق في علاقاته مع إسرائيل و الغرب ولكي نجري مقارنة موضوعية إنالأوضاع في المغرب في مستوى من السوء على كل المستويات مثل الانظمة العربية وخصوصا التي تم اتخاذ قرار تدميرها بحجة الديكتاتورية وحقوق الانسان! بماذا يختلف نظام الحكم الملكي في الرباط عنه في الرياض ،الدوحة او الاردن عن النظام السابق في ليبيا ، تونس ، اليمن ، مصر و سورية ..؟، الجواب ببساطة ، الموقف السياسي والتحالفات الدولية والتبعية ، اما من الناحية الاجتماعية والإقتصادية في نفس المستوى مع بعض التفاوت فمثلا في ليبيا-القذافي كان هناك خدمات تقارب الدول الاسكندنافية و مجانية للآسر والطلاب والمتزوجين الجدد والحصول على المركبات الخاصة للمواطنين والكثير من الخدمات المجانية تدعم بها المواطن ، اذا المختلف قولا واضحاً هو الموقف العلاقات مع تل ابيب وواشنطن ، هو ما يقرر بقاء الانظمة التي تحت عباءة كل منهما ولو احرقوا شعوبهم ،لذلك تم تدمير الانظمة التي رفضت او ترفض الخضوع او لم تخضع بشكل كامل و تدعم بشكل متفاوت قضية فلسطين إذا هنا يكمن كل اللغز مع بساطته ، لذلك تجد ان التعتيم الإعلامي من قنوات الاستعراب و مرادفاتها في الغرب في تغطية ما حصل ويحصل في المغرب او من في هذه السياسي ومن على شاكلته ،لأنه لم ياتي امر عمليات تساهم مع المنتفضين لاقتلاع لاع النظام ، وهو ما تكررمع النظام الاردني منذ فترة لجم حركة الإسلاميين في الاردن مع صمت تلك القنوات نفسها التي وغلت في الدم الليبي و السوري والمصري هي نفسها القنوات التي جزرت في وفتت المجتمعات و ساهمت إعلاميا ومالية في تحطيم مقدراتها ، لذلك تجد النظام المغربي في كل محاولة من الشعب للتعبير والإنتفاض على النظام المغربي يكون القرار الغربي الإسرائيلي بوأد أي انتفاضة ومنع تصرف اعلامي يوقد و يدعم هؤلاء الشباب ،فلا هواتف ثريا ولا شهود عيان (زور) ولا تجييش لمشاعر الانفصال العرقي وهو ماتكرر في الاحداث الاخيرة وهوما مركغيمة صيف عند خروج الشباب اعتراضا على زيادة الإنفاق الحكومي على الاستعدادات لتنظيم كأس الأمم الأفريقية التي ستقام في تشرين و كأس العالم 2030 حيث قامتت الحكومة بسبب ذلك على خفض الدعم لأنظمة الصحة والتعليم ثم وصلت اخبارعن وفاة العديد من النساء الحوامل بسبب عدم الرقابة والاهتمام والرعاية ،عدا عن الموقف مما يحدث في غزة، مما زاد من نقمة الناس فخرج الشباب إلى الشوارع وبدأوا في تحطيم كل شيء وطالبوا بمحاربة حاسمة للفساد والبطالة واستقالة حكومة عزيز أخنوش وحل البرلمان وتصفية الأحزاب التي في رأيهم فقدت الاتصال بالشعبومع ذلك فإن السلطات ، بدلا من إطفاء غضبهم تهدئتهم وإيجاد حل ، أصدرت عدة تصريحات بلغة التهديد وهذا ما زاد من تفاقم الوضع وكانت النتيجة عدد من القتلى والجرحى الاهم ان الشعب في المغرب في حضم كل الأسباب المحلية لم ينسى فلسطين في كل مناسبة تسمح له بالتعبير عن ذلك رغم علمه أن نظامه جعل المغرب قاعدة متقدمة للموساد ، وما لا تعرفه عن العلاقة بين النظام المغربي و اسرائيل ، العلاقة بدات منذ ما يقارب الستة عقود من التعاون الوثيق و السري في الامن و العسكر بين الدولتين رغم عدم وجود اعتراف رسمي ومن العمليات الامنية التي ساعد بها الموساد الإسرائيلي السلطات المغربية كانت اختطاف المعارض المغربي “المهدي بن بركة” في العاصمة الفرنسيةفي عام 1976 ، قام رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين بزيارة سرية إلى المغرب ، مما أدى إلى اجتماع سري في سبتمبر 1977 بين الملك الحسن الثاني ووزير الخارجية الإسرائيلي موشيه ديان. في عام 1978 ، تم توقيع اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل ، حيث لعب الملك الحسن الثاني دور الوسيط. في يوليو 1978 ومارس 1981 ، قام السياسي الإسرائيلي شمعون بيريز برحلات سرية إلى المغرب].

في مايو 1984 ، حضر 35 إسرائيليا بارزا من أصل مغربي مؤتمرا في الرباط. في مايو 1985 ، قام نائب وزير الزراعة الإسرائيلي أبراهام كاتز أوز بزيارة رسمية إلى المغرب لمناقشة التعاون الزراعي المحتمل بين البلدين. في أغسطس 1986 ، ورد أن خبراء زراعيين وصحفيين مغاربة زاروا إسرائيل ، وحضر وزير النقل الإسرائيلي حاييم كورفو مؤتمرا للنقل في المغرب. في 22 و 23 يوليو 1986 ، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز محادثات مع الملك الحسن الثاني في القصر الملكي في إفران ، وهي المرة الأولى التي يعقد فيها اجتماع علني بين زعيم عربي و رئيس وزراء إسرائيلي منذ المفاوضات المصرية الإسرائيلية في أواخر 1979م ودخلت اليوم رسميا في الاتفاقات الابراهمية ، و النظام المغربي عاجلا أم آجلا قد تدفعه تل ابيب في حرب مع مع الجزائر التي تتميز بمواقفها العربية خاصة من فلسطين رغم اخر محاولة من نظام قطر و بشكل علني تهديد بإغراق الجزائر ببحر من الدماء خلال ما دعي (ربيع العرب) وصولا إلى تفتيت المغرب العربي كما هو جاري اليوم في مشرقه.

اما يد " سوروس " الذي بلاشك ليست بريئة تنمو وتتشعب باستمرار وتتغلغل ضمن هذه الحركات باستعمالها او توجيهها اذا اقتضت الحاجة ، من الفلبين وإندونيسيا وكينيا وبنغلاديش وجورجيا كما احتجاجات بيكفورد في العديد من الولايات الأمريكية وهو ما حدث في العديد من الولايات الأمريكية .

و من هذه الحركات من خرج إلى الشارع بسبب موضوعي وكما اكد اسباب الثورات : " لا تزال الطبقات العليا تريد الحكم بالطريقة القديمة ، ولكن الطبقات الدنيا ليست راغبة بشكل قاطع في القيام بذلك "

من هنا عندما يزداد السخط و الظلم والقمع في المجتمع و يصل إلى مرحلة معينة ينفجر الى احتجاج او عصيان و ثورة ، لكن ليس بالضرورة تحقق هذه الاحتجاجات حتى العنيف منها نتائج إيجابية ، قد تستطيع هذه المجموعات في نهاية المطاف أن تطيح بالحكومات و تغير البرلمانات ، لكن من غير المضمون أن تكون قادرة على إعادة هيكلة البلاد بشكل جذري أو تغيير مؤسساتها بالكامل و بناء نظام اقتصادي و اجتماعي بدلا عن نظام فاسد متسلط ،المتظاهرين لديهم الكثير من الطاقة ، ولكن عدد قليل من الأشخاص على دراية و كفاءة اللازمة لإدارة الدولة و مع ذلك ، غالبا ما يشترطون تعيين ممثليهم في المناصب العليا على سبيل المثال - في نيبال حين طالبوا بتعيين مغني الراب “ بالين شاه “، الذي يحظى بشعبية بين الشباب رئيسا للوزراء والآن هوعمدة “ كاتماندو”عاصمة نيبال ، ولكن لم يحقق الكثير من النجاح في هذا المنصب و بعد أن أدرك بالين الشاه " انه لا يستطيع القيام بما يطلب منه .وقدم استقالته

إذا هؤلاء يشكلون قوة على الأرض عنيفة و طموحة حقيقية قادرة على التدمير الكبير و أن تحدت في كل الساحات وثم تغيير السلطة ولكن الخطر الأكبر يكمن بألا تحكم هذه الشخصيات التي تتصدر المسؤولية على أنقاض الانظمة التي نجحوا بالاطاحة بها، إنما القوى المظلمة او مجموعات إرهابية متطرفة، او سياسيين تسللواو تسلقوا على أكتاف هؤلاء الشباب في هذه الحالة لا شك تغرق هذه البلدان في فوضى دموية و كوارث اجتماعية وهو ما حصل ونعاني منه يوميا منذ كارثة (الربيع العربي) المشؤوم.

و ليس مستغربا أيضا ان يكون وراء هذه المجموعات او بعض الشباب المؤثر جمعيات جورج سوروس والشيء الذي يدعو للعجب اليوم , ان بعد كل الشواهد التي ليس تواتر نقلها من قبلنا ومن الماضي بل هو ماضي قريب أغلبنا عايشه و ما يزال ولا واخذ العبر بل إذا إلى نتائج كارثية فصرنا نحلم بالعودة الى ما كنا عليه بسبب عدم التنظيم وانتفاء الوعي الاجتماعي والمسؤولية مع غياب الخبرة في السياسة وأهداف واضحة بخطة عمل تؤدي لرفع شأن الأوطان ،تبقى هذه الحركات عشوائية فوضوية بلا ضوابط اي مدمرة لكل مقومات الدولة.

اللاوعي والتفكير داخل صندوق التعصب والحالة القبلية والمذهبية هي مقتل المجتمعات وتدمير للأوطان وهو ما لم نفهمه صفرية الوعي السياسي والمسلحة الوطنية بسبب الارتهان للخارج والرهان عليه وهوالذي لم يرد لنا الخير يوما التغيير نحو الأفضل، لكن رغم كل ما يحيط هذه الحركات من شكوك والتي لا يمكن الحكم علي تطلعاتها وصدقية ما تسعى اليها ، تبقى افضل من شعوب تعيش في مراعي وبافضل شروط الرفاهية ، لكن بدون إمكانية ابداء الرأي الحر ومسؤولية فاقدة الارادة الاجتماعية والسياسية او ممارسة اي نشاط تغييري تعبرمن خلاله عن تفاعلها مع قضايا مصيرية اخلاقية وانسانية.