السعودية تعزز قوتها الجوية بـ100 طائرة Kaan من تركيا
أخبار وتقارير
السعودية تعزز قوتها الجوية بـ100 طائرة Kaan من تركيا
28 كانون الأول 2024 , 16:21 م

أفادت تقارير نشرتها "Ekotrent" أن السعودية بدأت مفاوضات مع تركيا لشراء 100 طائرة مقاتلة من الجيل الخامس من طراز Kaan. عُقدت هذه المفاوضات خلال اجتماع استمر ثلاثة أيام في إسطنبول، حيث استضاف رئيس الصناعات الدفاعية التركية، هالوك جورغون، نائب وزير الدفاع السعودي، خالد بن حسين البياري، وقائد القوات الجوية السعودية، تركي بن بندر آل سعود.

ركزت المناقشات على إمكانية شراء الطائرات، وفتح آفاق للإنتاج المشترك، واتفاقيات نقل التكنولوجيا، مع توقعات ببدء التسليم في ثلاثينيات القرن الحالي.

زيارات لتعزيز التعاون العسكري التركي السعودي

في زيارة أجريت في أكتوبر 2024 زار قائد القوات الجوية السعودية، تركي بن بندر آل سعود، مسؤولون سعوديون شركات دفاع تركية مثل TAI، وAselsan، وRoketsan. حصل الوفد السعودي على عروض تفصيلية حول إمكانيات الطائرة Kaan وفرص التعاون الاستراتيجي، تشير تقارير سابقة إلى اهتمام المملكة بالحصول على أكثر من 100 وحدة من الطائرة لتعزيز تنويع مصادر التسلح وتقليل الاعتماد على الموردين الأمريكيين، خاصةً مع عدم قدرة السعودية على شراء طائرات F-35 بسبب قيود أمريكية مستمرة منذ 2012.

السعودية وتركيا: شراكة دفاعية متنامية

شهدت العلاقات الدفاعية بين السعودية وتركيا تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة. عقب قمة استراتيجية في جدة في يوليو 2024، أعلنت الدولتان عن خطط لمشاريع دفاعية مشتركة تشمل اتفاقيات نقل التكنولوجيا، لعبت شركة الصناعات العسكرية السعودية (SAMI) دورًا مركزيًا في تسهيل الشراكات مع شركات تركية مثل Aselsan، وRoketsan، وBaykar، مع التركيز على الأنظمة غير المأهولة، والإلكترونيات الدفاعية، وتقنيات الطيران المتقدمة.

تحديات الحصول على F-35 والبدائل المطروحة

تهدف السعودية من خلال اهتمامها بطائرات Kaan إلى تحديث أسطولها الجوي، خاصةً في ظل صعوبة الحصول على طائرات F-35 الأمريكية بسبب قيود مرتبطة بالاستقرار الإقليمي وحقوق الإنسان. حاليًا، تُشغل القوات الجوية السعودية طائرات من طراز F-15، وTyphoon، وTornado، لكنها تفتقر إلى مقاتلات الجيل الخامس. تشمل الخيارات الأخرى طائرات Rafale الفرنسية وJ-31 الصينية، إلا أن التعاون مع تركيا يبدو متماشيًا مع أهداف رؤية السعودية 2030 لتعزيز القدرات الإنتاجية الدفاعية المحلية.

طائرة Kaan: رمز الابتكار التركي

تمثل طائرة Kaan، التي تطورها شركة الصناعات الجوية التركية (TAI)، الجيل الخامس من الطائرات المقاتلة، وتتميز بقدرات التخفي والمهام متعددة الأدوار. يبلغ طول الطائرة 21 مترًا وعرضها 14 مترًا وارتفاعها 6 أمتار. تستطيع الطائرة التحليق بسرعات تصل إلى ماخ 1.8 وارتفاعات تصل إلى 55,000 قدم، مع مدى قتالي يبلغ حوالي 1,100 كيلومتر.

تتميز الطائرة برادار AESA متقدم يمكنه اكتشاف الأهداف من مسافات تزيد عن 100 كيلومتر، وحجرات أسلحة داخلية لتقليل البصمة الرادارية، وقدرة حمولة تزيد عن 6,000 كجم. تعتمد النماذج الأولية على محركات General Electric F110، مع خطط لإدماج محركات محلية في الإصدارات المستقبلية.

دور تركيا المتنامي في صناعة الدفاع العالمية

يعد إنتاج الطائرة Kaan جزءا من استراتيجية تركيا لتعزيز أسطولها الجوي وتحقيق الاكتفاء الذاتي في الصناعات الدفاعية، بدأ برنامج Kaan في 2016 باستثمار قيمته 1.18 مليار دولار، وشارك فيه شركاء دوليون مثل BAE Systems وRolls-Royce، مع التركيز على الإنتاج المحلي وملكية التكنولوجيا.

إلى جانب الطائرات المقاتلة، تعزز تركيا مكانتها كمنتج رئيسي للطائرات بدون طيار. تاريخيًا، دفع الحظر الأمريكي على الأسلحة بعد تدخل تركيا في قبرص في السبعينيات، وعقبات الحصول على طائرات إسرائيلية وأمريكية، أنقرة لتطوير منصات محلية مثل Bayraktar TB2 وAnka.

دلالات الصفقة المحتملة

تمثل الصفقة المحتملة لبيع 100 طائرة Kaan للسعودية خطوة استراتيجية تعزز التعاون الدفاعي بين البلدين. بالنسبة للسعودية، توفر الصفقة فرصة لتحديث قواتها الجوية وتعزيز قدراتها الإنتاجية المحلية. أما تركيا، فإنها تؤكد مكانتها كصانع ومصدر رائد للتقنيات الدفاعية المتقدمة. إذا تمت الصفقة، فستكون إضافة مهمة لقدرات السعودية العسكرية وترسيخًا لدور تركيا في السوق الدفاعية العالمية.