أسباب العزوبية طويلة الأمد وتأثير السمات الشخصية على الاختيارات العاطفية
منوعات
أسباب العزوبية طويلة الأمد وتأثير السمات الشخصية على الاختيارات العاطفية
29 كانون الأول 2024 , 15:04 م

يتساءل العديد من الأشخاص عن سر تمسكهم بالعزوبية وعدم تفكيرهم في الزواج، وقد يشعر البعض بعدم القدرة على الإجابة عن هذا السؤال، ليكتفوا بالرد التقليدي: "لم يأت النصيب بعد"، ومع ذلك كشفت دراسة ألمانية حديثة أن العزوبية قد تكون مرتبطة بعدة عوامل شخصية، وليس فقط "النصيب"، فما هي الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى طول مدة العزوبية؟ هذا ما سنستعرضه في هذه الدراسة التي نشرها موقع صحيفة "ديلى ميل" البريطانية.

دراسة ألمانية تكشف العلاقة بين السمات الشخصية والعزوبية

أجرى باحثون من جامعة بريمن في ألمانيا دراسة مقارنة بين الأشخاص العزاب والأشخاص المتزوجين أو المرتبطين عاطفيا، حيث تناولت الدراسة سمات شخصيتهم ومدى رضاهم عن حياتهم، من خلال هذه الدراسة، تم التأكيد على أن السمات الشخصية تلعب دورا كبيرا في تحديد ما إذا كان الشخص سيظل عازبا طوال حياته أم لا.

السمات الشخصية وتأثيرها على العزوبية

وفقا لنتائج الدراسة، تبين أن الأشخاص الذين ظلوا عازبين لفترة طويلة كانوا أقل انفتاحا على التجارب وأكثر تحفظا مقارنةً بأولئك الذين كانوا في علاقات عاطفية، وقد أشارت جوليا ستيرن، إحدى مؤلفي الدراسة، إلى أن هناك اختلافات واضحة بين الأفراد الذين يظلون عازبين طوال حياتهم والذين يدخلون في علاقات عاطفية.

وأضافت ستيرن: "إن هؤلاء الأشخاص يحتاجون إلى عناية إضافية. وإذا كان لديهم أشخاص يهتمون بهم أو يعتنون بهم بانتظام، فقد يكون هذا مفيدًا جدًا لهم".

دراسات سابقة وتحليل السمات الشخصية

لم تكن هذه الدراسة الأولى من نوعها، فقد تناولت العديد من الدراسات السابقة تأثيرات العزوبية. ومع ذلك، تميزت هذه الدراسة بتحديد الفروق بين العزوبية الحالية وتاريخ العلاقات السابقة للأفراد، وهو ما يعكس منظورًا أوسع من مجرد النظر إلى الوضع الحالي فقط.

نتائج الدراسة وأسباب العزوبية المستمرة

شملت الدراسة أكثر من 77 ألف شخص فوق سن الخمسين، حيث تم تقسيمهم إلى خمس مجموعات رئيسية: "أشخاص لديهم شريك حاليا، أو لم يعيشوا مع شريك من قبل، أو لم يتزوجوا أبدا، أو لم يدخلوا في أي علاقة طويلة الأمد على الإطلاق".

طُلب من المشاركين إتمام استبيانات تتعلق برضاهم عن الحياة، بالإضافة إلى السمات الشخصية الخمس الكبرى، التي تشمل: الانفتاح على التجربة، الضمير، الانفتاح الاجتماعي، الود، والعصبية. أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين لم يدخلوا في علاقات طويلة الأمد أو لم يتزوجوا أبدا سجلوا درجات أقل في الانفتاح والرضا عن الحياة مقارنةً بأولئك الذين عاشوا مع شريك في الماضي.

الاختلافات الثقافية والجنسية في العزوبية

أظهرت الدراسة أيضا فروقا ملحوظة عبر الثقافات والجنسين، ففي البلدان التي تشهد معدلات زواج مرتفعة، تبين أن العزوبية تؤدي إلى شعور أقل بالرضا عن الحياة. كما أظهرت الدراسة أن النساء العازبات سجلن درجات أعلى في الرضا عن الحياة مقارنة بالرجال العازبين، أما بالنسبة للعمر، فقد كان كبار السن أكثر سعادة بوضعهم كعزاب مقارنة بالعزاب في منتصف العمر.

هل يساهم الاختيار الشخصي في العزوبية؟

رغم أن الدراسة لم تتمكن من تحديد ما إذا كانت الاختلافات الشخصية ناجمة عن اختيار شريك الحياة أو التنشئة الاجتماعية، إلا أن الباحثين أكدوا أن الأدلة تشير إلى أن الاختيار الشخصي له دور كبير. فعلى سبيل المثال، الأشخاص الأكثر انفتاحا يكونون أكثر عرضة لدخول علاقات عاطفية طويلة الأم

تشير الدراسة إلى أن الأسباب التي تؤدي إلى العزوبية طويلة الأمد ليست مقتصرة على "النصيب" فقط، بل تتعلق بالسمات الشخصية للفرد وطريقة تفكيره، كما أن التأثيرات الثقافية والجنسية والعمرية تلعب دورا في مدى رضا الشخص عن حياته كعازب.