المشغل واحد والأدوات متعددة
مقالات
المشغل واحد والأدوات متعددة
راسم عبيدات
29 كانون الأول 2024 , 17:13 م


بقلم :- راسم عبيدات

عمليات التفكيك للجيوش العربية المركزية والفك والتركيب للجغرافيا العربية والتدمير والتقسيم والقتل للقادة والسيطرة على خيرات وثروات الأمة، تجري وفق مخطط ممنهج تقوده امريكا وقوى الغرب الإستعماري ،وبمشاركة وتواطؤ العديد من دول النظام الرسمي العربي المنهار والمتعفن،هذه المشروع والمخطط بدء في العراق،تحت شعارات كاذبة ومخادعة إمتلاك العراق لما يعرف بأسلحة الدمار الشامل،وتخليص العراقيين من الحكم الديكتاتوري،حيث جرى احتلاله وتدميره وتفكيك جيشه ومؤسسات الدولة واعدام رئيسه في ليلة العيد، ومن بعد ذلك كان الدور على ليبيا حيث قتل الفرنسيين الرئيس الليبي معمر القذافي حسب المعلومات التي جرى تداولها اعلامياً،لأن الرئيس الليبي تحدث عن عملة افريقية موحدة،وجامعة ما يعرف بالدول العربية، استجلبت " الناتو" لكي يحتل ليبيا ويسيطر على ثرواتها النفطية والغازية،وما زالت ليبيا منقسمة وتجري فيها حروب اهليه مدعومة من قبل اطراف عربية،لتكون تلك الأطراف جزء من الأزمة وليس الحل ،وكذلك ما جرى ويجري في السودان،حيث جرى تقسيمه واخراجه من المحور الذي انتمى اليه قبل التقسيم،محور المقاوmt،فقطع شريان تهريب السلاح من طهران الى قطاع غزة،وما زالت الحرب الأهلية في السودان محتدمة،ويجري العمل على تقسيم المقسم منه،وجاء الدور على سوريا،حيث رعاة المشروع ماليا واعلاميا وعسكريا وامنيا ،عرب ومسلمين،بمشاركة وقيادة امريكية واسرائيلية،فكاتس وزير حرب اسرائيل،قال شاركنا في اسقاط نظام الأسد،وهو يصف الحكم القائم في سوريا حالياً بالعصابة وليس بنظام حكم،والأدوات التنفيذية لهذه المشاريع والمخططات،والتي الهدف منها، وفق المشروع الأمريكي القديم الجديد،المسمى بالفوضى الخلاقة،فوضى التدمير والتقسيم للوطن العربي على الخطوط المذهبية والطائفية والعرقية والأثنية،لخلق كانت اجتماعية هشة غير قادرة على الدفاع عن نفسها،إلا عبر اتفاقيات امنية وعسكرية مع اسرائيل ،على ان تقاد مباشرة من المركز المالي العالمي في واشنطن، المشروع يتقدم والتدمير للجيوش العربية وتفكيك المؤسسات الرسمية للدولة يتواصل،والجيشان العراقي والسوري جرى تدميرهما،والأن الدور على الجيش المصري،حيث النظام الغائب عن الوعي والغارق في غيبوبته السياسة ورهانه على امريكا،باتت السكينة تقترب من رقبته،فهو لن يكون بمنأى عن الإستهداف، فالمشروع يتضمن القضاء على جيوش الدول العربية المركزية،العراق وسوريا ومصر ،والإرتدادات لما يحصل في سوريا،ستطال الأردن وفلسطين والعديد من الدول الخليجية .

وفي سوريا لم يسقط أو تم اسقاط النظام فقط ،بل المخطط اسقاط الدولة،وتفكيك الجيش السوري،حيث اسرائيل دمرت كل القدرات العسكرية والتسليحية الإستراتيجية لسوريا من صواريخ بالستية وموانىء ومطارات وسفن حربية ووسائل دفاع جوي ورادرات ومخازن ومصانع سلاح ودبابات وطائرات وغيرها،ودمرت المراكز البحثية والعلمية، واغتالت العلماء،أسوة بما قامت به امريكا في العراق،والعمل على استمرار الصراعات الطائفية والأثنية والعرقية والمذهبية فيه،وواهم من يعتقد بان امريكا واسرائيل تريدان ان يكون هناك دولة سورية وحكومة مركزية، فإسرائيل التي احتلت من الأرض السورية ما مساحته 580 كم2،عدا عن نيتها فرض منطقة أمنية عازلة في جنوب سوريا والسيطرة على القسم السوري من جبل الشيخ والقنيطرة،فهي تريد شرعنة احتلالها للجولان السوري،وابعد من ذلك سعت لكي تقيم دويلة درزية في الجنوب،ولكن دروز سوريا يرفضون الإنفصال عن الدولة الأم ،ويؤكدون أنهم لن يتخلوا عن انتمائهم السوري ،وليس هذا فقط فإسرائيل،تريد ان تقيم ممر داود من خلال قاعدة "التنف" الأمريكية الموجودة على الحدود العراقية السورية- الأردنية،لكي تؤمن لها تواصل مع الدولة الكردية التي تسعى امريكا واسرائيل لإقامتها على جزء من الجغرافيا السورية،والتي ستتمدد الى الأراضي العراقية والتركية المشاركة في مشروع ومخطط فرض انتدابها على سوريا،على ان تمتد بعد ذلك للأراضي الإيرانية،دولة كردية،يراد ان يكون لها ادارتها الذاتية وجيشها الخاص،وان تسيطر على الثروات النفطية والغازية في منطقتها الجغرافية،تحت حجج ذريعة منع "داعش" من الإنبعاث من جديد.

هي مخططات ومشاريع تقودها الدولة العميقة في واشنطن،لكي تضمن بقاء منطقة الشرق الأوسط خاضعة للنفوذ والسيطرة الأمريكية،ولكي تمنع ملأ أي فراغ يحدث في المنطقة او يهدد مصالحها ايراني- روسي- صيني،ولكي تضمن هيمنة اسرائيلية عسكرية وامنية على المنطقة لقرن قادم،ولذلك وجدنا روسيا على لسان وزير خارجيتها تقول بأن أمريكا تعمل على تصفية النفوذ الروسي في سوريا،وتعمل هي وبريطانيا على ترتيب هجمات على قواعدها العسكرية في طرطوس و"حميم".

وما يجري الان في لبنان،حيث اسرائيل تتحلل من الهدنة المؤقتة ووقف إطلاق النار ،الذي جرى ترتيبه بإشراف امريكي- فرنسي،شركاء اسرائيل في المخطط والمشروع،حول تطبيق آليات القرار الأممي 1701،فإسرائيل وبإيعاز أمريكي بعد التغيرات الجيواستراتيجية التي حصلت في سوريا،وما حققه المشروع الأمريكي- الإسرائيلي،من انجاز نوعي، تريد التخلي عن وقف إطلاق النار ،حيث الخروقات الإٍسرائيلية للإتفاق لم تتوقف،وهي زادت عن 352 خرقاً بين قتل وجرح ونسف وتدمير وتوغل وقصف حتى في العمق اللبناني والمعابر اللبنانية – السورية،وهي تريد ان تحقق أهداف عسكرية وأمنية،لم تستطع تحقيقها في العملية العسكرية التي قامت بها،وأبعد من ذلك تريد ان تفرض وقائع ومعادلات ردع جديدة، كانت قد عملت بها قبل سقوط النظام السوري، المعركة بين حربين، قصف اسرائيلي مستمر ومتواصل دون ردود سورية.

اسرائيل تتصرف كأن القرار الأممي 1701 غير موجود،ولجنة الإِشراف بلا قيمة،فهي تدرك بأن امريكا وفرنسا،شركاء لها ويؤيدون كل ما تقوم به،وهي كذلك تستخف بقوات " اليونفيل" والجيش اللبناني،وتدرك بان الرهان على الضغوط الدولية والمؤسسات الدولية والإتصالات الدبلوماسية،لن تعطي نتيجة،فهناك حماية قانونية وسياسية لكل خطواتها من قبل امريكا وحتى دول اوروبا الغربية،وهذا يسقط حجج كل القائلين في الداخل اللبناني، بأن المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية والضغوط الدبلوماسية،كفيلة بردع اسرائيل ووقف اعتداءاتها على لبنان واستباحة ارضه وبحره وجوه وحدوده.

اذا لم تتحرك المقاوmt والحزب الان،والقول باننا نراقب ونتابع لن يفيد ولن يجدي، فالقادم اخطر،فعاموس هوكشتاين ما يعرف بالوسيط الأمريكي، اسرائيلي الهوى والإنتماء، سيحمل مشروع تمديد فترة الهدنة،تحت ذريعة عدم استكمال الجيش اللبناني لتسليحة وقدرته على الإنتشار في الجنوب،وسيتم طرح سلاح الحزب وعدم تواجده ليس في الجنوب فقط،بل على مستوى لبنان،وهناك في الداخل اللبناني،من يتبنى هذا المخطط والمشروع،أكثر من اسرائيل ،جماعة "جعجع" والقواتية" وقوى سنية من سنيوره وميقاتي وغيرهم.

ولذلك هذا المشروع والمخطط الأمريكي- الإسرائيلي ،سيتدحرج الى العديد من الأقطار العربية،والتي كانت تعتقد بأن أمريكا حليفة لها،فالرأسمالية "المتغولة" و"المتوحشة" ،تقول لا صداقات دائمة،بل مصالح دائمة ،وسوريا لم يسقط النظام فقط،بل سقطت الدولة وتفكك الجيش ودمرت قدرات سوريا العسكرية والتسليحية واحتلت أرضها،والمعارك والحروب الداخلية على خطوط المذهبية والطائفية والعرقية والأثنية ستتصاعد،وكل الدلائل وما يجري على الأرض تقول، بأن الجولاني الذي كان مصنف على قائمة الإرهاب الأمريكي والدولي،وعرضت امريكا مكافأة مالية قدرها 10 ملايين دولار لكي من يدلي بمعلومات عنه،جرى تلميعه واعداده وجهز وتجهز لكي يقوم بالدور القادم المنوط به أمريكياً،فبعد "تحضره" و"تحضيره"،أصبح اسمه احد الشرع،فتصريحاته وتصريحات اركان حكومته ومحافظ دمشق، بأن سوريا لن تكون منصة للعدوان على احد،بما في ذلك اسرائيل،وأن على امريكا ان تعمل على إحلال السلام بين اسرئيل وسوريا،وتطبيع العلاقات معها،يؤشر على ما سيكون عليه وضع السلطة القادم في سوريا،هي نقل سوريا كدولة من موقعه،كدولة رافضة للتطبيع مع اسرائيل،الى دولة في قلب محور التطبيع،واعلامها سترفرف في دمشق.

فلسطين – القدس المحتلة

29/12/2024

[email protected]

المصدر: موقع إضاءات الإخباري