إيران، العراق أم اليمن
مقالات
إيران، العراق أم اليمن
حليم خاتون
30 كانون الأول 2024 , 11:58 ص

كتب الأستاذ حليم خاتون:

بين الطرش والأمية السياسية خيط رفيع...

بين صم الآذان والتهلكة مسافة أمتار قليلة...

إذا كان لدى نظام عبد الناصر أحمد سعيد واحد، فإن لدى محور المقاومة في المنطقة عشرات أحمد سعيد...

النقد ممنوع إلى درجة وضع بلوك على مقالات ودراسات كثيرة كانت ترى الخطر الآتي وتعمل على تغطية صورة الواقع وتحذر من المطبات...

أُحيط السيد الشهيد بحائط من المعاونين الذين حرصوا على نقل الصورة والكلام والرأي الايجابي دائما وإخفاء اية نظرة مخالفة او نقدية لوجهة نظر الحزب...

صحيح ان مجرد الصمود في وجه الناتو والحلف الجهنمي الذي يقاتل خلف والى جانب الكيان الصهيوني هو إنجاز رائع... لكنه قطعا ليس نصرا...

لم يكن الشيخ نعيم قاسم موفقا جدا في وصف هذا الإنجاز بالانتصار العظيم الذي يفوق بالاهمية نصر تموز...

في تموز ٢٠٠٦ انتصرنا لأن العدو لم يستطع فعل ما يفعله اليوم من خروقات وقتل وغارات...

في تموز انتصرنا لأن كلاب أميركا في لبنان والمنطقة عجزوا عن كسر إرادتنا، بينما هم يحاصرون أهلنا ويسنّون السكاكين لذبحهم...

كلاب أميركا هم الخطر الأول والأهم...

لا تزال غزة تقاتل لأن كلاب أميركا من اهل السلطة لم يعودوا موجودين في غزة...

هل سأل أحد ما لماذا تصر أميركا على إسرائيل في تمرير السلاح والعتاد لسلطة محمود أبو كرش...

لأن أميركا اكتشفت ان هزيمة أي مقاومة لا يمكن أن تحصل إلا من الداخل...

لا يفتت جسم الأمة إلا الفيروسات من الداخل...

لهذا تحرص أميركا على تقوية السوس داخل جسد الضفة...

لا يختلف الأمر كثيرا مع لبنان...

الخروقات الكبيرة لم تكن فقط في الذكاء الصناعي رغم أهمية هذا الأخير...

هم يريدون إحباطنا عبر إيهامنا بأن الخرق الأساسي كان في التفوق التقني...

أميركا كانت متفوقة دائما في التقنية وفي العدد...

رغم هذا كانت أميركا تخسر دوما...

هي خسرت في فيتنام...

ثم خسرت في العراق...

ثم في أفغانستان...

في الحالات الثلاث، خسرت أميركا ليس لأن لديها كلاب في الداخل...

خسرت لأنها لم تقف على جنب وتدع كلابها وحدهم يقومون بالمهمة...

صحيح ان كلبها المفضل هو إسرائيل... لكن الكلاب الأخرى تلعب دورا مهما أيضا...

في فلسطين، هناك سلطة محمود عباس...

في لبنان، هناك شيعة أميركا...

هناك سُنّة أميركا بالإضافة إلى سُنّة الجهل والتكفير...

هناك كمية كبيرة من مسيحيي أميركا وكلاب أميركا بالإضافة إلى المتخلفين عقليا من الطائفيين...

هذه الجموع هي من يشكل خطرا على مقاومة حزب الله...

الفرق بين ٢٠٠٦ و٢٠٢٣ واليوم، هو كمية فلسطينيي أميركا وسوريي أميركا الذين يفوقون أتباع أميركا من اللبنانيين عددا وعدة وسلاحا وخيانة...

هؤلاء هم من أجبر حزب الله على الإنكفاء...

رغم الخروقات الكبيرة داخل جسم حزب الله، لم تستطع خمس فرق وزيادة عليها كتائب نخبة تزيد اعدادها على سبعين الف؛ لم تستطع مواجهة اقل من خمسة آلاف مقاوم وتثبيت اقدامها على شبر واحد من أرض لبنان حيث توجد مقاومة...

كيف أُسقطت سوريا؟

أُسقطت أيضا من الداخل...

بغض النظر عن مدى فساد نظام الأسد وديكتاتوريته...

ما كانت سوريا لتسقط لولا إنه تم خرق رأس النظام نفسه عن طريق

الإمارات والسعودية...

ظن بشار أن باستطاعته اللعب على التوازنات كما كان يفعل أبوه لكي يظل أفضل الشرور بالنسبة للآخرين، إلى أن قرر التركي أنه يستطيع هو نفسه اللعب على نفس التوازنات بين الغرب والشرق وأن الخاسر في النهاية سوف تكون إيران بشكل أساسي، وفلسطين ومحور المقاومة...

منذ اللحظة الأولى نجحت أميركا في استفراد الجبهات، الواحدة تلو الأخرى تحت شعار عدم توسيع الحرب الذي مشت به كل أطراف المحور بغباء منقطع النظير...

من التالي بعد لبنان وسوريا؟

العراق أم اليمن أم إيران نفسها...

الأصعب بين تلك الأطراف الثلاثة هي إيران...

صحيح ان إيران نفسها مخترقة، ومُخترقة جدا كما تبين مع اغتيال رئيسي وعبد اللهيان وهنية...

لكن سقوط النظام ليس بالسهولة التي حصلت في سوريا...

علينا الاعتراف بأن الشعوب الإيرانية تختلف عن الشعوب العربية بالشعور بالعزة والانتماء القومي...

بكل أسف، ننعي الكرامة والعزة والشرف في الشعوب العربية كلها بلا استثناء...

لم يجد التاريخ نسبة خيانة عند الأمم الأخرى اكثر مما هو موجود بين العرب...

نسبة كبيرة من بعث العراق دخلوا في داعش...

الكثير من إخوان مصر وسوريا وفلسطين تابعون لأمريكا بعد أن كانوا بريطانيي الهوى...

بعث اليمن وناصريو اليمن كلاب عند السعودية والإمارات؛ أي، كلاب عند كلاب الأميركيين...

لذلك الأرجح أن يتم توجيه الضربة القادمة إلى العراق لأنه مخترق حتى العظام...

الخطر الوحيد على هذه الضربة هو من إيران بحكم القرابة والجيرة...

لكن العراق يبقى أسهل الأطراف الثلاثة...

صحيح ان اليمن مخترق أيضا عبر جماعات السعودية والإمارات وجماعة علي عبدالله صالح؛ إلا أن طبيعة اليمن الجغرافية وشهرة اليمنيين في تاريخ دفن الغزاة؛ كل هذا يرجح أن يكون استهداف اليمن أصعب بكثير من استهداف العراق رغم الضرر الكبير والجرأة الكبيرة التي يبديها اهل اليمن في مواجهة أميركا وبريطانيا والكيان الصهيوني نفسه...

هل تعلّم المحور مما حصل منذ السابع من أكتوبر...

هل سوف يشكل حشد العراق والحوثيون في اليمن جبهة واحدة مع إيران في المواجهة أم يتركون أميركا تستهدفهم الواحد تلو الآخر فينتهي المحور بانتظار مقاومة جديدة ترث الموجود اليوم وتنبثق من الشعور بوجوب مواجهة الاستعباد والإذلال والظلم الذي تشكله قوى الاستعمار الغربي مع الصهيونية؟

هل هناك أمل عند هذه الأطراف الثلاثة من محور المقاومة..؟

وحده التاريخ سوف يقول كلمته...

المصدر: موقع إضاءات الإخباري