كشف باحثون من جامعة سنغافورة الوطنية (NUS) وجامعة بكين عن آلية جديدة يمكنها تخفيف الألم بطريقة آمنة وغير إدمانية، تعتمد هذه الآلية على تأثير جزيئات المذيبات، خاصة الماء الثقيل (D₂O)، على قناة TRPV1 الأيونية، مما يفتح آفاقا جديدة لإدارة الألم دون التأثير على الوظائف العصبية.
ما هي قناة TRPV1 ودورها في الألم؟
تلعب قناة TRPV1 (Transient Receptor Potential Vanilloid 1) دورا حاسما في الشعور بالألم، حيث تعمل كمنفذ لمرور الأيونات والجزيئات عند تنشيطها. ومع ذلك، ظلت قدرة جزيئات الماء على اختراق هذه القناة غير مفهومة بالكامل حتى الآن.
استخدام تقنيات مبتكرة لتعقب ديناميكيات الماء
طور فريق البحث بقيادة البروفيسور شياوقانغ ليو من قسم الكيمياء بجامعة NUS مجسا نانويا متقدما يميز بين الماء العادي (H₂O) والماء الثقيل (D₂O). سمح هذا الابتكار بتعقب ديناميكيات الماء في الوقت الفعلي على المستوى الجزيئي والخلايا الفردية.
عند مرور D₂O عبر قناة TRPV1، يتم تثبيط إشارات الألم بشكل فعال، مما يحقق تأثيرا مسكنا للألم.
أثبتت التجارب على نماذج أولية أن D₂O يمكنه تقليل الألم الحاد والمزمن الناتج عن الالتهابات دون التأثير على الاستجابات العصبية الأخرى.
نشر النتائج وأهميتها الطبية
تم نشر نتائج الدراسة في مجلة Nature Biomedical Engineering بتاريخ 21 نوفمبر 2024.
أبرزت الدراسة أن آلية تخفيف الألم باستخدام المذيبات توفر بديلا آمنا وقابلا للتوافق الحيوي مقارنة بالمسكنات التقليدية التي قد تؤدي إلى الإدمان أو التحمل.
صرح البروفيسور ليو:
"هذا الاكتشاف لا يوسع فقط الفهم العلمي لوظائف قناة TRPV1، ولكنه يفتح آفاقا جديدة لإدارة الألم".
وأضاف أن الفريق يخطط لدراسة تأثير D₂O على قنوات أيونية أخرى بهدف علاج الحالات العصبية والتحديات الطبية الأخرى.
الابتكار في إدارة الألم
تشير هذه الآلية الجديدة إلى تطور مهم في تخفيف الألم بطرق آمنة وغير إدمانية، من المتوقع أن تساهم هذه النتائج في تطوير علاجات سريرية فعالة تخفف الألم دون أي آثار جانبية ضارة.
يمثل هذا الاكتشاف قفزة نوعية في مجال إدارة الألم، مما يضع أسسا لعلاجات مستقبلية قائمة على تقنيات مبتكرة وآمنة.