توصل الجيولوجيون في دراسة حديثة إلى أن ثلاث مناطق جيولوجية على امتداد 620 ميلا من فالق دينالي في ألاسكا كانت جزءا من بنية جيولوجية موحدة، والتي تشكلت خلال عملية دمج كتلتي أرض قديمتين، وتُظهر هذه الدراسة كيف أن النشاط التكتوني أدى إلى تفكيك هذه البنية على مدى ملايين السنين.
تم إجراء البحث بقيادة البروفيسور "شون ريغان" من معهد الجيوفيزياء وجامعة ألاسكا فيربانكس، ونُشر في العدد الأخير من مجلة Geology التابعة للجمعية الجيولوجية الأمريكية.
أهمية فالق دينالي
يُعد فالق دينالي واحدا من أبرز الفوالق الأرضية التي تسهم في فهم نمو القشرة الأرضية، وخاصة على الحافة الغربية لأمريكا الشمالية. ويقول ريغان:
"فهمنا لنمو الصفائح القارية على طول الحافة الغربية لأمريكا الشمالية أصبح أوضح بفضل إعادة بناء الفوالق المتحركة مثل فالق دينالي".
ركزت الدراسة على ثلاث مناطق رئيسية:
1. جبال كليرووتر في ألاسكا.
2. منطقة بحيرة كلوين في يوكون، كندا.
3. جبال الساحل قرب جونو.
رغم اختلاف الآراء الجيولوجية السابقة حول تشكل هذه المناطق، أكدت الدراسة أنها كانت جزءا من بنية موحدة تُعرف باسم "منطقة الالتحام الطرفي"، والتي تمثل النقطة النهائية لدمج الصفائح أو الأجزاء القشرية ضمن كتلة أرضية أكبر.
دور التحول المقلوب
استند ريغان في دراسته إلى ظاهرة التحول المقلوب، وهي ظاهرة جيولوجية نادرة حيث توجد الصخور التي تشكلت في درجات حرارة وضغوط مرتفعة فوق الصخور التي تشكلت في ظروف أقل شدة.
"لقد أثبتنا أن هذه الأحزمة الثلاثة للتحول المقلوب تشكلت في نفس الوقت وتحت ظروف مشابهة، ما يدل على ترابطها البنيوي".
تحليل معدن المونازيت
استخدم ريغان معدن المونازيت لتحليل التاريخ التكتوني للمناطق الثلاث. يحتوي هذا المعدن على عناصر نادرة مثل السيريوم واللانثانوم، مما يجعله أداة فعالة لتعقب تطور الصخور المعدنية.
ويضيف ريغان:
"المونازيت معدن فريد يساعدنا في فهم تطور الصخور عبر الزمن، وهو ما أتاح لنا توصيل النقاط بين المناطق الثلاث".
الإلهام من أبحاث سابقة
بدأ ريغان رحلته العلمية بعد قراءته ورقة بحثية عام 1993، أشارت إلى التشابه بين مناطق فالق دينالي، لكنها لم تتعمق في تحليل الروابط بينها. يقول ريغان:
"لقد كانت تلك الورقة متقدمة على عصرها، وألهمتني لبدء هذه الدراسة".
تقدم الدراسة نظرة جديدة على العمليات التكتونية التي شكلت الحافة الغربية لأمريكا الشمالية، بفضل هذا البحث، تمكنا من فهم أعمق لنمو الصفائح الأرضية والارتباط بين المناطق التي بدت متباعدة.