القلوب الاصطناعية تقدم أمل جديد لعلاج فشل القلب
منوعات
القلوب الاصطناعية تقدم أمل جديد لعلاج فشل القلب
2 كانون الثاني 2025 , 22:03 م

أظهرت دراسة أجرتها جامعة أريزونا أن بعض مرضى القلوب الاصطناعية قد يظهرون تجددا في عضلة القلب، يشير هذا الإنجاز العلمي إلى إمكانيات جديدة لعلاج فشل القلب، حيث يمكن للقلب أن "يرتاح" تماما مثل العضلات الأخرى في الجسم، مما يعزز عملية التجديد

اكتشافات رائدة في تجدد القلب

قاد الدكتور هشام صادق، مدير مركز سارفر للقلب في كلية الطب بجامعة أريزونا، دراسة كشفت أن عضلات القلب يمكن أن تتجدد لدى بعض مرضى القلوب الاصطناعية،

نُشرت النتائج في مجلة Circulation الطبية، مما يعزز الآمال في تطوير علاجات جديدة وربما إيجاد علاج نهائي لفشل القلب.

وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يعاني حوالي 7 ملايين شخص في الولايات المتحدة من فشل القلب، وهو مسؤول عن 14% من الوفيات سنويا. وبينما لا يوجد علاج نهائي، يمكن للأدوية أن تبطئ تقدمه. أما في الحالات المتقدمة، فتُعد زراعة القلب أو استخدام الأجهزة الاصطناعية مثل جهاز المساعدة البطينية اليسرى (LVAD) الحلول الأساسية.

دور القلوب الاصطناعية في تجدد العضلات

قال الدكتور صادق:

"تتميز العضلات الهيكلية بقدرتها على التجدد بعد الإصابة، على سبيل المثال، إذا أصبت بتمزق عضلي أثناء لعب كرة القدم، فإن العضلة تحتاج إلى الراحة لتشفى، لكن عضلة القلب لا تنمو مجددا بعد الإصابة".

قاد صادق فريقا دوليا من الخبراء لتحليل إمكانيات تجدد عضلات القلب، موّلت الدراسة مؤسسة ليدوك الدولية، التي تجمع بين الباحثين الأمريكيين والأوروبيين لمعالجة القضايا الكبيرة في الطب.

تحليل عينات المرضى

بدأ المشروع باستخدام عينات من أنسجة مرضى القلوب الاصطناعية التي وفرها زملاء من جامعة يوتا بقيادة الدكتور ستافروس دراكوس.

عملت فرق بحثية من معهد كارولينسكا في ستوكهولم باستخدام تقنية تأريخ الكربون لتحديد ما إذا كانت الأنسجة تحتوي على خلايا جديدة، ووجد الباحثون أن المرضى الذين يستخدمون قلوبا اصطناعية أظهروا معدل تجدد عضلات القلب أعلى بست مرات مقارنة بالقلوب السليمة.

قال صادق:

"هذه أقوى أدلة لدينا حتى الآن على أن خلايا عضلة القلب البشرية يمكنها أن تتجدد، مما يدعم فكرة أن القلب لديه قدرة داخلية على التجدد، لكنها تتوقف بسبب عدم قدرة القلب على 'الراحة'".

التوجهات المستقبلية لعلاج فشل القلب

تركز الأبحاث القادمة على فهم سبب استجابة 25% فقط من المرضى للقلوب الاصطناعية، مما يؤدي إلى تجدد عضلة القلب.

قال صادق:

"ليس واضحا بعد لماذا يستجيب بعض المرضى والبعض الآخر لا، لكن المؤكد أن من يستجيبون يمتلكون قدرة على تجدد عضلة القلب، التحدي الآن هو كيفية جعل الجميع مستجيبين، لأن ذلك قد يعني إمكانية علاج فشل القلب نهائيا".

يشير صادق إلى أن الأجهزة القلبية الميكانيكية ليست فكرة مستقبلية؛ فقد تم استخدامها بنجاح لسنوات عديدة.

تفتح هذه الدراسة آفاقا جديدة لعلاج فشل القلب من خلال تعزيز قدرة القلب على التجدد. مع المزيد من البحث، يمكن أن يتحول هذا الاكتشاف إلى علاج منقذ للحياة للعديد من المرضى حول العالم.