كرم أمريكي مفاجئ للجيش اللبناني (95 مليون$)؛ لزجه في مواجهة مع حزب الله لحماية الكيان المؤقت
مقالات
كرم أمريكي مفاجئ للجيش اللبناني (95 مليون$)؛ لزجه في مواجهة مع حزب الله لحماية الكيان المؤقت
عدنان علامه
7 كانون الثاني 2025 , 15:20 م


عدنان علامه /عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

وزعت قناة كان العبرية الخبر التالي قبل قليل:

"إدارة بايدن ستقدم 95 مليون دولار كمساعدات عسكرية للبنان بدلاً من مصر، كما جاء في الوثيقة، التي أرسلتها وزارة الخارجية الأمريكية إلى الكونغرس، إن الجيش اللبناني يُعد "شريكًا حاسمًا" في تنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار الأخير، ومنع حزب الله من أن يشكل تهديدًا لإسرائيل."

فإن بايدن ينهي عهده بحياكة مؤامرة خبيثة لزج الجيش اللبناني في حرب داخلية مع حزب الله حماية لإسرائيل.

وهذا الكرم لا يأتي من فراغ؛ فلولا وجود تواطؤ وإستعداد وجلسات أمريكية مكثفة سابقة مع السياسيين لتوريط الجيش في فتنة داخلية لا يعرف أحد نتيجتها؛ لما أتت هذه المساعدة المشروطة.

وأمريكا ذكرتها علنًا ("إن الجيش اللبناني يُعد "شريكًا حاسمًا" في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، ومنع حزب الله من أن يشكل تهديدًا لإسرائيل.")

فالجيش والقوى الإمنية يعملون وفق الأوامر السياسية.وما حصل من تفتيش الطائرة الإيرانية الإسبوع الماضي ما هو إلى تجربة ميدانية للتأكد من مدى الإنصياع الرسمي للبنان لتنفيذ الأجندة الأمريكية.

وهذه المساعدة جاءت نتيجة لإنقاذ الحكومة إسرائيل من هزيمة نكراء لولا الإلحاح الشديد جدًا من أركان الدولة اللبنانية بطلب وقف إطلاق النار. وكان نتنياهو قد برر طلب وقف إطلاق النار للداخل بكل صراحة. بإن الجيش منهك، لذا فهو يحتاج إلى فترة راحة وإعادة تإهيل وتسليح لمواصلة القتال وهو ما يعرف عسكريًا بالرمز (RNR).

ونتيجة لذروة الوقاحة والغطرسة الأمريكية والدعم المطلق للكيان الغاصب؛ فقد أصبح اللعب فوق الطاولة وعلى المكشوف.

فهذه المساعدة هي لهدف واحد كما كُشِف صباح اليوم في وثيقة نشرتها وكالة رويترز، ووفقًا للوثيقة، "قررت الإدارة الأمريكية عدم منح الميزانية المخصصة لمصر، وتحويلها لدعم الجيش اللبناني في مواجهته مع حزب الله".

إن صياغة الخبر بهذا الإخراج يجعل من المواجهة مع حزب الله حتمية والمساعدة مشروطة بالمواجهة مع حزب الله وحمایة ؛ويضع رئيس الحكومة في وضع حرج جدًا؛ فهو لم يعلن عن الموافقة على المساعدة. وهو مطالب لتقديم تفسيرات فوريةحول الموضوع.

إن توقيت الكشف عن هذه الوثيقة قبل يومين من الإنتخابات الرئيسية وضعت قائد الجيش ورئيس الجمهورية المنوي إنتخابه في وضع حرج جدًا.

كان النصر على العدو الصهيوني صبر ساعة؛ ولكن الداعم الرئيسي للعدو الصهيوني جاء لينقذ إلعدو من الهزيمة الحتمي. فحضر لابسًا ثوب الحمل وطارحًا نفسه وسيطََا لإقرار وقف النار وبضمانته.

أطلق الوسيط والضامن الأمريكي غير النزيه يد العدوان لتحقيق ما لم يستطيع تحقيقه أثناء المواجهات.

فمنذ وقف إطلاق النار فقد تم تسجيل ما يزيد عن 1000 خرق دون أي إجراء يذكر بحق العدو الصهيوني؛ ولم تكن متابعة الحكومة بمستوى الخروقات.

فالتصريحات التي تطالب العدو بتنفيذ وقف إطلاق النار وإدانة خروقاته هي شيكات بدون رصيدظ وعلى الضامن أن يلجم وحش القتل الدي صنعه.

وقد إستحضرني بأن العدو قد تم لجمه سابقًا عدة مرات بعد إتفاق وقف إطلاق النار في العامين 1996 و 2006، والذي أشرفت عليه المقاومة الإسلامية لخوف العدو من بأس المقاومة وقوتها.

وخرق العدو عدة مرات الإتفاق، ولكن كان التأديب له مباشرا، وحسب الخرق، فينصاع ذليلًا.

إننا نرفض أن يتحول الجيش أداة وكبش فداء لحماية إسرائيل. وهي ليست ضمن مهامه بموجب القانون.

فمهمّة الجيش اللبناني

وفق قانون الدفاع الوطني (المرسوم الاشتراعي رقم 102 تاريخ 16/9/1983 وتعديلاته)، يقوم الجيش بثلاث مهمات: دفاعيّة، أمنيّة، وإنمائيّة، وتهدف هذه المهمات الى الدفاع عن الوطن، والمحافظة على السيادة وعلى سلطة الدولة، وحماية الدستور، وحفظ الأمن والاستقرار، والمساهمة في تأمين الاستقرار الاجتماعي والتنمية.

وإن غدًا لناظره قريب

07 كانون الثاني/يناير 2025 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة جنون السنوار وعقلانية السيد نصرالله
جنون السنوار وعقلانية السيد نصرالله
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً