وفقا لموقع "إدنتيتي جويف" يُقال إن المغرب يحرز تقدما نحو أن يصبح أول دولة عربية وأفريقية تحصل على طائرات F-35 الشبحية من الولايات المتحدة.ط، من المتوقع أن ينهى وزارة الدفاع الأمريكية اتفاقية لتسليم 32 طائرة F-35 Lightning II، بتكلفة تقدر بأكثر من 17 مليار دولار على مدار 45 عاما، تشمل كل من الشراء والصيانة، إذا تم تأكيد هذا الاتفاق، فإن هذه الصفقة ستوسع مخزون سلاح الجو الملكي المغربي، الذي يركز حاليًا على طائرات F-16 من الجيل الرابع.
التحديات في المنطقة والتنافس العسكري
في حالة حدوث مواجهة جوية افتراضية بين طائرات Su-57 الجزائرية وطائرات F-35 المغربية، قد توفر مرونة Su-57 ميزة في القتال على المدى القريب، في حين أن قدرات الشبح وأجهزة الاستشعار الخاصة بـ F-35 قد تسمح لها بالكشف عن Su-57 والانخراط معها على مسافة أبعد قبل أن يتم اكتشافها.
النتائج المتباينة في الدول العالمية
حتى الآن، أظهرت الدول العربية والأفريقية نتائج متباينة فيما يتعلق بالحصول على طائرات F-35. فقد طلبت تركيا 30 طائرة F-35A، مع خطط لشراء ما يصل إلى 100 طائرة، لكن تم تعليق هذه الصفقة في عام 2020 بسبب العقوبات الأمريكية على تركيا بسبب شراء نظام صواريخ S-400 الروسي، تم تسليم أربع طائرات ولكن تم حجزها في قاعدة لوك الجوية، وأعلنت الولايات المتحدة في فبراير 2024 أن تركيا قد تُعاد إلى برنامج F-35 إذا تم حل مشكلة S-400.
أما الإمارات العربية المتحدة فقد وقعت صفقة في يناير 2021 لشراء 50 طائرة F-35 كجزء من صفقة أسلحة بقيمة 23 مليار دولار، ولكن في ديسمبر 2021، أوقفت الإمارات الصفقة بشكل أحادي بسبب المتطلبات التقنية، القيود السيادية، والمخاوف المتعلقة بالتكلفة، كما أشار مسؤول إماراتي في سبتمبر 2024 إلى أن المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن F-35 لا يُتوقع أن تُستأنف. أما قطر فقد أبدت اهتماما بالحصول على F-35 في عام 2020، ولكن سياسة الولايات المتحدة للحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي منعت تقدم الصفقة.
الخطوات المغربية نحو الحصول على طائرات F-35
كانت مفاوضات الصفقة مع الولايات المتحدة قد جرت بين عامي 2020 و2022، حيث سعى المغرب للحصول على مساعدة إسرائيل لتسهيل المحادثات مع السلطات الأمريكية. ويُذكر أن اجتماعا في نوفمبر 2021 بين وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس ووزير الدفاع المغربي عبد اللطيف اللوديي كان له دور كبير في تسريع هذه المفاوضات. وتعتبر التوترات المتصاعدة مع الجزائر، خاصة فيما يتعلق بنزاع الصحراء الغربية ودعم الجزائر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو)، من العوامل الرئيسية التي دفعت المغرب نحو الحصول على هذه الطائرات.
العوامل المؤثرة في التوترات الإقليمية
من جهة أخرى، وقعت الجزائر عقدا مع روسيا للحصول على 14 طائرة Su-57، جزءًا من اتفاقية عسكرية أوسع تشمل طائرات Su-34 وSu-35. تعد طائرة Su-57، التي تصنف كطائرة شبحية من الجيل الخامس، من أبرز الطائرات التي تتميز بقدرات فائقة في المناورة وتقنيات متقدمة، وقد تكون هذه الصفقة نقطة محورية في تعزيز قوة الجزائر الجوية.
التوازن العسكري في شمال أفريقيا
منذ أن ضم المغرب المنطقة في عام 1975، دعمت الجزائر جبهة البوليساريو، التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية، من خلال توفير الدعم السياسي وإيواء اللاجئين الصحراويين، في المقابل يؤكد المغرب أن الصحراء الغربية جزء من أراضيه وقد عرض حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية، توترت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أغسطس 2021 بعد قطع الجزائر علاقاتها مع المغرب بسبب ما وصفته بـ "الأعمال العدائية" المتعلقة بالنزاع.
مواصلة المغرب لتعزيز دفاعاته
اهتمام المغرب بطائرات F-35 جزء من جهوده الأوسع لتعزيز قدراته الدفاعية بالتعاون مع الحلفاء الغربيين، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل، كما يشمل هذا التعاون شراء طائرات هليكوبتر من طراز AH-64E Apache ودبابات M1A2 SEPv3 Abrams ومدرعات برادلي وطائرات MQ-9B SeaGuardian. كانت طائرة F-35 حاضرة بشكل بارز في المعرض الجوي السابع بمراكش الذي أقيم في الفترة من 30 أكتوبر إلى 2 نوفمبر 2024، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، وبمشاركة سلاح الجو الملكي المغربي.
النتائج المحتملة على الأمن الإقليمي
في مواجهة جوية محتملة بين طائرات Su-57 الجزائرية وF-35 المغربية، ستؤثر عدة عوامل على النتيجة، تعتبر طائرة Su-57 طائرة شبحية من الجيل الخامس صممتها روسيا، وهي قادرة على تحقيق سرعات تتجاوز Mach 2 ومزودة بمحركات ذات دفع متغير لزيادة المناورة. من ناحية أخرى، تركز طائرة F-35 على قدرات الشبح وأجهزة الاستشعار المتقدمة، مع تقنيات دمج الاستشعار لتحسين الوعي الميداني. يمكن أن توفر مرونة Su-57 ميزة في القتال القريب، في حين قد تمنح قدرات الشبح في F-35 ميزة في المعارك على مسافات أكبر.
إن إمكانات الجزائر في الحصول على طائرات Su-57 وطائرات F-35 التي قد يشتريها المغرب قد تؤدي إلى تغيير التوازن العسكري في شمال إفريقيا، حيث إن اهتمام الجزائر بطائرات Su-57 يبدو موجهًا لمواجهة أسطول المغرب من طائرات F-16 وF-35 المستقبلية، مما يزيد من احتمال اندلاع سباق تسلح إقليمي. قد يدفع هذا التطور الدول المجاورة، مثل إسبانيا، إلى إعادة تقييم استراتيجياتها الدفاعية، بما في ذلك احتمال الحصول على طائرات F-35 للحفاظ على التوازن الاستراتيجي.