فتيش وخرفيش
مقالات
فتيش وخرفيش
حليم خاتون
10 كانون الثاني 2025 , 22:37 م

كتب الأستاذ حليم خاتون:

نتجه جميعا إلى بداية نهاية المرحلة الأولى للجولات الأولى من الحرب العالمية الثالثة...

في ساحة الشرق الأوسط تم تكريس عدة حقائق على الأرض تُظهر بوضوح شديد فوز التحالف الصهيوني/ الغربي بالنقاط على محور للمقاومة تبين أن النواة الأساسية الإيرانية فيه لم تكن مستعدة للذهاب الى حد استعمال سلاح التدمير الشامل للاقتصاد العالمي؛ بينما ارتكب تحالف إسرائيل - الناتو كل الموبقات بما في ذلك حروب الإبادة الجماعية، وارتكاب كل أنواع جرائم الحرب ومنع العدالة الدولية من اي رد فعل على تلك الجرائم...

باختصار؛ بينما ذهب التحالف الغربي الصهيوني إلى أقصى درجات الحرب الهمجية، اكتفى محور المقاومة ببث افلام هدهد وخزائن في الجبال لم يجرأ أي قيادي في محور المقاومة على استعمالها...

هكذا تم تدمير الصواريخ وكل الترسانات في قواعدها وفي المستودعات لأن قادة ما في محور المقاومة قرروا انهم يريدون فقط حربا محدودة ولا يريدون استفزاز الأميركي والبريطاني والألماني وحتى الفرنسي الذين ما كانوا أصلا بحاجة إلى أي استفزاز لأنهم قرروا ببساطة أن محور المقاومة أجبن من أن يرد على الضربة بمثلها...

كل التبريرات التي يمكن أن تقول ان احدا لا يمكنه توقع أن يسكت العالم على جرائم الإبادة تسقط لأن هذا ما حصل فعلا في اجتياح سنة ٨٢...

يومها قال الشهيد جورج حاوي أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني نفس الكلام...

قال إن الحركة الوطنية اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية لم تكن تتصور أن يسكت العالم "المتحضر"، وتسكت الجامعة العربية وتصمت البشرية أمام اجتياح يصل الى بيروت ويرتكب المجازر تلو المجازر، ويتسبب باستشهاد حوالي ثلاثين ألف لبناني وفلسطيني خلال اقل من ثلاثة أشهر...

نحن كنا نعرف جميعا أن الكيان الاسرائيلي قادر على ارتكاب ما يحلو له من جرائم باكثر من ضوء أخضر عربي غربي وحتى شرقي، حيث استهدفت إسرائيل سنة ٨٢ حديقة السفارة السوفياتية أثناء وجود ابو عمار داخلها لطلب مساعدة السوفيات...

رغم هذا ذهبنا إلى الحرب...

هل يلام السنوار؟

بالتأكيد لا...

السنوار بطل اعتقد ان محور المقاومة يريد فعلا القتال لتحرير بيت المقدس...

لم يخيل للسنوار لحظة أن يكون كل كلام محور المقاومة مجرد فتيش وقنابل صوتية...

إذا كنتم لا تريدون القيام بالحرب على أصولها باستخدام كل القوة اللازمة، وكل السلاح اللازم، لماذا ذهبتم إلى تلك الحرب؟

بل إذا كنتم تظنون أن الامبريالية الأميركية ومعها الجرو البريطاني والقرد الفرنسي والمهرج الألماني سوف لا يستعملون كل ما لديهم من قوة لمنع القضاء على الغدة السرطانية الصهيونية التي زرعوها في ارضنا، فأنتم إما أغبياء، وإما أغبياء...

ليتكم كنتم مجانين لأن المجنون "بيخوّف" بينما انتم غرقتم في صبركم الاستراتيجي حتى مل الصبر منكم...

هنيئا لكم جوزيف عون...

هنيئا لكم هوكشتاين...

هنيئا لكم يزيد بن فرحان...

كنا في يزيد واحد حتى وقعنا في يزيد آخر...

في المرة القادمة تعلموا أن تضعوا في مراكز القيادة شبابا من بين أولئك الأبطال الذين قاتلوا حتى الشهادة على حافة الخط الأزرق...

هؤلاء الذي فدوا لبنان والجنوب والبقاع والضاحية بدمائهم كانوا بالطبع سوف يستعملون الصواريخ والمسيرات التي انتظرت في المستودعات حتى دمرها الطيران الأميركي البريطاني الاسرائيلي...

لقد كنتم تعرفون أن طائرات التجسس كانت تنطلق من القواعد البريطانية في قبرص...

كنتم تعرفون الف "حاجة وحاجة"...

لكنم لم تزرعوا عشرات آلاف الألغام البحرية في البحرين الأحمر والمتوسط لكي تجعلوا حلفاء إسرائيل وإسرائيل نفسها تركع...

لم تضربوا منصة غاز واحدة...

لماذا؟

خفتم أن تقوم إسرائيل بضرب محطات الكهرباء العفنة عندنا...

لم تضربوا تل أبيب منذ اليوم الأول لاغتيال العاروري رغم ان معادلة الردع كانت تنص على ذلك...

سقط الردع على أيديكم أنتم...

أنتم من تسبب بتدمير الضاحية لأن ردودكم السخيفة كانت فتيش بفتيش...

لو كنتم رددتم منذ اليوم الأول ما كان الكثير من القادة سوف يسقطون...

نحن نعرف ان الحرب ليست لعبة!

أنتم من جعل منها لعبة خطرة، لكن فقط علينا، وليس على أعدائنا...

خدعتمونا...

"طلعت" كل ترسانة إيران "فتيش"!

جعلتمونا نصدق أن في سوريا رجال...

جعلتمونا نصدق أن مئات الآلاف سوف يتدفقون للدفاع إذا ما اخترق العدو جبهة الجولان...

أين كل هؤلاء...؟

أين كل تلك الحشود...؟

مرة أخرى تُرك الحسين مع سبعين من شرفاء الأمة بينما هرب الجميع...

لماذا هرب الجميع؟

لأن مركز قيادة المحور في طهران قرر أن يكتفي بخسارة بضعة نقاط بانتظار جولة ثانية سوف لا تكون افضل إذا بقي نفس فكر حياكة السجاد...

كما استشهد قاسم سليماني..

ثم رئيسي وعبد اللهيان...

ثم السيد حسن...

سقطوا جميعا ولم نرى الدنيا تزمجر...

لماذا؟

لأن "حكيما" اسمه صابر حتى اللانهاية لا يريد تفجير العالم وتدمير الهيكل على رؤوس الجميع...

شكرا للسيد حسن الذي أعاد إلينا ذلك الشعور العظيم بالعزة والكرامة الذي فقدناه بعد رحيل عبد الناصر...

لكن قائدا ما ارتجفت قدماه وتريث ثم تريث ثم تريث إلى أن عاد هوكشتاين وقال لنا...

خلص اللعب...

نحن أميركا أسياد العالم...

وانتم أجبن من أن تحاربونا...

هو لا يعرف ان جمعنا ليس بجبان...

لكن مسؤولا ما... قرر الصبر حتى مات الصبر ثم ضُربت الصواريخ عند الفجر...

أما الروسي الذي كان في سوريا؛ فقد تبين إنه كان ينجّر لنا الخوازيق...

الآن يخرج من يقول عن ماهر الأسد الف صفة عاطلة...

طالما كنتم تعرفون ذلك لماذا لم تقولوا ذلك منذ زمن...

لماذا جعلتمونا نصدق أن بشار الأسد رجل، وقد تبين إنه جبان حقير ترك البلد وترك الناس لتذبح كالنعاج على ايدي تتار العصر الحديث...

في المنطقة الثانية في أوكرانيا، تبين أن الروسي كان يحفر لإيران...

تبين أن الروسي باعنا من اجل إنقاذ ماء الوجه في أوكرانيا...

منذ الاتحاد السوفياتي، لم يتغير الكثير...

نفس اللوبي اليهودي الصهيوني الذي كان مسيطرا على موسكو السوفياتية لا يزال مسيطرا على موسكو الروسية...

تبين أن روسيا فعلا خزان وقود عنده سلاح نووي...

هناك أيضا، يبدو أن الحلف الغربي استطاع إظهار روسيا عارية تماما حتى من ورقة التين...

إذا كان سلاح إيران فتيشً، فإن ترسانة روسيا خرفيش...

في الجولة القادمة كونوا رجال...

في الجولة القادمة اذهبوا إلى آخر نقطة من الحرب لأن انصاف الحروب لا تحرر أرضا...

حليم خاتون

المصدر: موقع إضاءات الإخباري