أظهرت دراسة حديثة أن تناول اللحوم الحمراء والمصنّعة بكثرة مثل شرائح اللحم، الهامبرغر، الأضلاع، والنقانق قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالخرف، وأوضحت النتائج أن استهلاك أكثر من حصة واحدة يومياً من اللحوم الحمراء (حوالي 85 غراماً) يرتبط بزيادة خطر التدهور الإدراكي بنسبة 16%.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تناول أكثر من ربع حصة يومياً من اللحوم المصنّعة (مثل اللحم المقدد، النقانق، والهوت دوغ) يزيد خطر الإصابة بالخرف بنسبة 13% وخطر التدهور الإدراكي بنسبة 14%.
تسريع الشيخوخة الدماغية
أشارت الدراسة إلى أن زيادة استهلاك اللحوم الحمراء يومياً يرتبط بتسارع شيخوخة الدماغ، حيث أظهرت النتائج أن كل حصة إضافية يومياً تزيد من عمر الدماغ الإدراكي بمقدار 1.6 سنة.
فوائد استبدال اللحوم بالمكسرات والبقوليات
في المقابل، وجد الباحثون أن استبدال اللحوم الحمراء بالمكسرات أو البقوليات يمكن أن يقلل من خطر الشيخوخة المبكرة للدماغ.
استبدال حصة واحدة يومياً من اللحوم بالمكسرات أو البقوليات يقلل خطر الإصابة بالخرف بنسبة 19% وخطر التدهور الإدراكي بنسبة 21%.
كما يساعد هذا التبديل على تقليل شيخوخة الدماغ الإدراكية بمعدل 1.4 سنة.
تفسير العلاقة بين اللحوم الحمراء وصحة الدماغ
أوضح الباحثون أن اللحوم الحمراء قد تؤثر سلباً على صحة الدماغ من خلال التأثير على بكتيريا الأمعاء.
ينتج عن تفكك اللحوم الحمراء في الأمعاء مركب أكسيد ثلاثي ميثيل الأمين، الذي قد يسهم في تكوين لويحات الأميلويد بيتا وتشابكات بروتين تاو، وهما علامتان سامتان مميزتان لمرض ألزهايمر.
كما قد تؤدي الدهون المشبعة والملح الموجود في اللحوم الحمراء إلى تأثير سلبي على صحة خلايا الدماغ.
أهمية الدراسة طويلة المدى
أشار الدكتور دانييل وانغ، الباحث الرئيسي وأستاذ مساعد في التغذية بجامعة هارفارد، إلى أن الإرشادات الغذائية تركز عادة على تقليل مخاطر الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري، بينما يتم تناول الصحة الإدراكية بشكل أقل، رغم ارتباطها الوثيق بهذه الأمراض.
يقول وانغ: "نأمل أن تشجع نتائجنا على إيلاء مزيد من الاهتمام للعلاقة بين النظام الغذائي وصحة الدماغ.