الكشف عن ارتباط التدهور المعرفي بخلل الأوعية الدموية في الدماغ
منوعات
الكشف عن ارتباط التدهور المعرفي بخلل الأوعية الدموية في الدماغ
18 كانون الثاني 2025 , 14:20 م

توصلت دراسة حديثة بقيادة جامعة جنوب كاليفورنيا (USC) إلى أن مشكلات الأوعية الدموية الدقيقة في الفصوص الصدغية بالدماغ قد تكون مرتبطة بالتدهور المعرفي البسيط، وذلك بغض النظر عن التغيرات المرتبطة  بمرض الزهايمر تشير هذه النتائج إلى أن المشكلات الوعائية قد تكون علامة مبكرة على الخرف، مما يفتح آفاقا جديدة لتشخيص المرض وعلاجه.

العلاقة بين مشكلات الأوعية الدموية والتدهور المعرفي

أوضحت الدراسة أن التدهور المعرفي البسيط يرتبط بخلل وظيفي في الأوعية الدموية الموجودة في الفصوص الصدغية، وهي المنطقة المسؤولة عن الذاكرة في الدماغ.

تم رصد هذا الخلل في الأوعية الدموية لدى الأفراد بغض النظر عن وجود تراكم الأميلويد في الدماغ، وهو أحد المؤشرات الرئيسية لمرض الزهايمر.

الخلل في الأوعية الدقيقة قد يكون مؤشرا مبكرا على الإصابة بالخرف.

يُعد هذا الخلل هدفا محتملاً للعلاج في المستقبل.

الدراسة، التي شملت باحثين من عدة جامعات، نُشرت في مجلة Neurology، وسلطت الضوء على أهمية البحث في صحة الأوعية الدموية في فهم فقدان الذاكرة.

تحليل الآليات الكامنة وراء الخلل الوعائي

قام الباحثون بتجنيد 144 متطوعًا من كبار السن الذين يعيشون بشكل مستقل. خضع المشاركون لفحوصات عصبية ونفسية، وأخذت منهم عينات دم، بالإضافة إلى تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي.

تقنية قياس التفاعل الوعائي الدماغي

أثناء الفحص بالرنين المغناطيسي، طُلب من المشاركين حبس أنفاسهم لمدة 15 ثانية بشكل متقطع لتحفيز تمدد الأوعية الدموية في الدماغ.

هذا التفاعل، المعروف باسم "التفاعل الوعائي الدماغي"، يساعد على تنظيم مستويات الأكسجين في الدماغ.

لوحظ أن الأشخاص الذين لم تستجب أوعيتهم الدموية بشكل صحيح أظهروا علامات على التدهور المعرفي.

الأهمية العلاجية والتشخيصية

قال الدكتور دانيال نيشن، المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ طب الشيخوخة في جامعة USC، إن النتائج قد تشير إلى أن الخلل في الأوعية الدموية يمثل مرحلة مبكرة من فقدان الذاكرة. وأوضح قائلاً:

"إذا ركزنا فقط على مرض الزهايمر وتراكم الأميلويد، فلن نتمكن من الحصول على الصورة الكاملة، ربما يجب أن تكون هذه التقنية جزءا من أدوات التشخيص المستقبلية."

أهمية التركيز على صحة الأوعية الدموية

أشارت أرونيما كابور، المؤلفة المشاركة وطالبة الدراسات العليا في جامعة كاليفورنيا، إلى أن النتائج تؤكد ضرورة اعتبار صحة الأوعية الدموية عاملا حاسما في فهم التدهور المعرفي.

أضاف نيشن أن بعض أدوية ضغط الدم قد تساهم في حماية الوظائف الوعائية بطرق تساعد في الحفاظ على الذاكرة، لكنه شدد على الحاجة إلى مزيد من الأبحاث في هذا المجال.

 أفق جديد في علاج الخرف

تشير هذه الدراسة إلى أن تشخيص الخرف قد يستفيد من التركيز على صحة الأوعية الدموية، مما قد يمهد الطريق لتطوير علاجات جديدة تستهدف تحسين التفاعل الوعائي الدماغي. من خلال هذا النهج، يمكن تحقيق تقدم ملموس في تحسين جودة الحياة لدى كبار السن ومكافحة الأمراض المرتبطة بالتدهور المعرفي.