رغم الصمم.. بيتهوفن العبقري أبدع السمفونية التاسعة
منوعات
رغم الصمم.. بيتهوفن العبقري أبدع السمفونية التاسعة
19 كانون الثاني 2025 , 20:27 م

لودفيج فان بيتهوفن يُعتبر واحداً من أعظم الموسيقيين في التاريخ، ويمثل اسمه رمزاً للعبقرية الموسيقية والصمود الإنساني، وهذه القصة ليست فقط عن الموسيقى، بل عن إنسان واجه تحدياً ضخماً عندما بدأ يفقد سمعه، التحدي الذي من شأنه أن يدمر حياة أي موسيقي، لكنه لم يوقف إبداعه، بل دفعه لإنتاج أعمال خالدة مثل السمفونية التاسعة.

كيف بدأ بيتهوفن يفقد سمعه؟

بدأت معاناة بيتهوفن مع فقدان السمع في أواخر العشرينيات من عمره، حيث بدأ يسمع طنيناً مستمراً في أذنيه، وبحلول عمر 44 عاماً أصبح أصم تماماً، وهذه المأساة كانت صدمة كبرى بالنسبة له، لكنها لم توقف شغفه بالموسيقى، حيث لجأ بيتهوفن إلى العزلة لتجنب ملاحظة الآخرين لفقدانه السمع، وواجه صعوبات اجتماعية ونفسية كبيرة.

طريقة بيتهوفن لسماع الموسيقى رغم الصمم

ابتكر بيتهوفن تقنية فريدة للاستمرار في سماع الموسيقى باستخدام التوصيل العظمي، حيث كان يضع عصا خشبية بين أسنانه ويضغط طرفها الآخر على البيانو، عندما يعزف على البيانو، تنتقل الاهتزازات عبر العصا إلى عظام الجمجمة ومن ثم إلى الأذن الداخلية، وبفضل هذه الطريقة، تمكن من “سماع” الموسيقى بطريقته الخاصة واستمر في تأليفها رغم إعاقته.

أعظم أعمال بيتهوفن: السمفونية التاسعة

الظروف التي كتب فيها السمفونية التاسعة

تُعتبر السمفونية التاسعة قمة أعمال بيتهوفن الموسيقية، حيث كتبها في ظروف صعبة، حيث كان أصماً تماماً، ومع ذلك استطاع أن يبدع هذا العمل العظيم، استغرق تأليفها عدة سنوات حتى ظهرت للجمهور في عام 1824.

نشيد الفرح: رمز للإنسانية

الجزء الأخير من السمفونية التاسعة يحتوي على لحن “نشيد الفرح”، الذي يعبر عن الوحدة والأمل، وأصبح لاحقاً النشيد الرسمي للاتحاد الأوروبي، وهذا العمل يُظهر قدرة بيتهوفن على التعبير عن المشاعر الإنسانية رغم كل الصعوبات.

عرضها الأول: لحظة مؤثرة

عندما عُزفت السمفونية لأول مرة، لم يتمكن بيتهوفن من سماع التصفيق الحار، وكان يقف على المسرح ولا يدرك رد فعل الجمهور حتى أشار إليه أحد الموسيقيين ليرى الحشود وهي تقف مبهورة وممتنة.

لماذا تعتبر السمفونية التاسعة رمزاً للإنسانية؟

السمفونية التاسعة ليست مجرد عمل موسيقي؛ إنها تجسد الإصرار والتحدي، حيث استخدم بيتهوفن الموسيقى كوسيلة للتعبير عن الصراعات الإنسانية والطموحات، مما جعلها رمزاً عالمياً للأمل والوحدة.

درس من حياة بيتهوفن: الإبداع بلا حدود

قصة بيتهوفن تُلهمنا بأن الإرادة والتصميم يمكن أن يتغلبا على أصعب الظروف، ورغم إعاقته، لم يستسلم للواقع، بل استخدم تحدياته كمصدر للإبداع، وأعماله خالدة لأنها تمثل انعكاساً لقوة الإنسان وإصراره على تجاوز المصاعب.

بيتهوفن: إرث يتجاوز الزمن

ترك بيتهوفن إرثاً موسيقياً يُلهم الملايين حتى اليوم، حيث أن أعماله ليست فقط قطعاً موسيقية، بل دروساً في الإبداع والإصرار، فالسمفونية التاسعة تظل شاهدة على عبقريته وقدرته على تحويل المأساة إلى إبداع.