الكشف عن السبب الحقيقي لحروق الشمس
منوعات
الكشف عن السبب الحقيقي لحروق الشمس
23 كانون الثاني 2025 , 11:56 ص

عندما نتعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة دون حماية كافية، غالبا ما نجد أنفسنا نعاني من احمرار وألم في الجلد يشبه إلى حد كبير شكل الكركند.

لطالما كان التفسير السائد لهذه الاستجابة الالتهابية المؤلمة هو سلسلة من التأثيرات الناتجة عن تلف الحمض النووي في أنسجة الجلد.

لكن يبدو أن هذا المفهوم قد يكون غير دقيق، وفقا لدراسة جديدة أجريت على الفئران وخلايا جلد الإنسان، تشير النتائج إلى أن المراحل الأولى  لحروق الشمس تختلف تماما عما كان متوقعا.

دور الحمض النووي الريبي في حروق الشمس

تقول آنا كونستانس فيند، عالمة الأحياء الجزيئية من جامعة كوبنهاغن، التي قادت هذا البحث:

 "لطالما اعتقدنا أن حروق الشمس تنجم عن تلف الحمض النووي، مما يؤدي إلى موت الخلايا والتهابها، لكن في هذه الدراسة اكتشفنا أن الضرر الذي يصيب الحمض النووي الريبي (RNA) هو المسؤول عن التأثيرات الحادة لحروق الشمس، وليس الحمض النووي (DNA)."

ما هي حروق الشمس؟

حروق الشمس ليست كالحروق الحرارية الناتجة عن الحرارة، بدلاً من ذلك تحدث نتيجة التعرض لفترات طويلة للأشعة فوق البنفسجية من النوع "B"، وهي موجات قصيرة تسبب أضرارا لخلايا الجلد.

بغض النظر عن مصدر الضرر، فإن النتيجة واحدة: تنبيه الجهاز المناعي لوجود تهديد، مما يؤدي إلى سلسلة من التفاعلات الكيميائية تشمل توسيع الأوعية الدموية، وزيادة حساسية الجلد للألم.

الاكتشاف المفاجئ

لطالما كان يُعتقد أن تلف الحمض النووي يلعب دورا رئيسيا في الإشارات الأولية التي تؤدي إلى الالتهاب الناتج عن حروق الشمس.

لكن فريق البحث وجد أن الضرر الذي يلحق بالحمض النووي الريبي هو العامل الرئيسي في استجابة الجلد السريعة للأشعة فوق البنفسجية.

توضح فيند:

 "الحمض النووي يُعد خطيرا عندما يتعرض للتلف، لأنه يسبب طفرات تنتقل إلى الأجيال القادمة من الخلايا، أما تلف الحمض النووي الريبي، فيحدث بشكل مستمر ولا يسبب طفرات دائمة، لذلك، كنا نعتقد سابقا أن الحمض النووي الريبي أقل أهمية، طالما أن الحمض النووي سليم، لكن دراستنا أثبتت أن تلف الحمض النووي الريبي هو الذي يطلق الاستجابة الفورية للأشعة فوق البنفسجية."

التجارب التي أثبتت النظرية

قام العلماء بتجارب على فئران معدلة جينيا تفتقر إلى بروتين استجابة للإجهاد يُدعى ZAK-alpha، يرتبط هذا البروتين بآلية ترجمة الحمض النووي الريبي إلى بروتينات، ويطلق إنذارا عندما تتعطل هذه العملية.

تم تعريض الفئران التي تحتوي على البروتين وتلك التي تفتقر إليه للأشعة فوق البنفسجية من النوع "B"، بالإضافة إلى مضاد حيوي يُحفز الاستجابة ذاتها.

أظهرت النتائج أن الاستجابة الناتجة عن تلف الحمض النووي الريبي هي العامل الأساسي وراء أعراض حروق الشمس، وعندما غاب بروتين ZAK-alpha، لم تُظهر الفئران نفس الأعراض الحادة لحروق الشمس.

تغيير في المفاهيم العلمية

تُعد هذه الدراسة تحولًا جذريًا في فهمنا للاستجابة الأولية للأشعة فوق البنفسجية تقول فيند:

"حقيقة أن الحمض النووي ليس العامل الذي يتحكم في الاستجابة الأولية للجلد تجاه الأشعة فوق البنفسجية، بل شيء آخر أكثر فعالية وسرعة، يُعد تحولا كبيرا في المفاهيم العلمية."

آفاق مستقبلية

قد يؤدي فهمنا الجديد لدور الحمض النووي الريبي في تلف الجلد إلى تطوير علاجات أفضل لحروق الشمس، كما قد يساعدنا هذا الاكتشاف على معالجة حالات أخرى تتفاقم بسبب أشعة الشمس.

بمواصلة دراسة تأثيرات تلف الحمض النووي الريبي ودوره في الاستجابات للإجهاد، يمكن أن نفتح آفاقا جديدة في الطب والعناية بالبشرة.